“اصداء سورية” ترددت في ارجاء قصر بيت الدين بمشاركة ناشطين و اعلاميين سوريين
استقبل مهرجان بيت الدين مساء الجمعة أمسية سورية جابت في عروضها الثلاثة التاريخ السوري المتعدد الاعراق والضارب في القدم، والتراث الموسيقي الشامي والحلبي الساحر، الى الواقع الحديث المتغير المتمرد، في حفلة جذبت جمهورا عريضا شكل السوريون جزءا كبيرا منه الى جا
وأقيمت هذه الأمسية، التي حملت عنوان "أصداء من سوريا- حي على الياسمين"، في الباحة الداخلية من قصر الامير بشير الشهابي المبني اواخر القرن السابع عشر، وهو واحد من القصور والمعالم التاريخية في بلدة بيت الدين الجبلية الواقعة على بعد 40 كيلومترا جنوب شرق العاصمة بيروت.
وشارك في الأمسية عازف الكلارينات كنان العظمة في عرض موسيقي حديث، والمغنية رشا رزق في عرض تراثي تقليدي، والمغني ابراهيم كيفو في اغان من فلكلور منطقة الجزيرة (شمال سوريا) ذات التنوع العرقي والثقافي الواسع. وقدم كنان العظمة، ضمن فرقة خماسية من كلارينات وبيانو وكونترباص واكورديون ودرامز، مقطوعات حديثة حيوية لم تنفصل عن الواقع السوري الراهن الممزوج بالتمرد والحدة والقلق.
ومن هذه المقطوعات "المطارات"، وقد استهلها بالقول ساخرا "هذه القطعة لحنتها وانا في غرفة التفتيش التي بتنا نوضع فيها كسوريين في مطارات العالم مع الأصدقاء من أفغانستان وباكستان..اهديها الى هؤلاء الأصدقاء.. وإلى اللاجئين السوريين في كل العالم".
وطلب كنان من الجمهور ان يواكبوا إحدى المقطوعات بالتصفيق وبالغناء، وصاح في منتصفها قائلا "ارفعوا أصواتكم، لقد ولى زمن الصمت…ارفعوا اصواتكم فقد يسمعكم أهالي داريا والغوطة" في اشارة الى مدن ومناطق في ريف دمشق تتعرض منذ أشهر لحصار وقصف بري وجوي متواصل من القوات السورية النظامية في محاولة لاستعادتها من مقاتلي المعارضة.
وحيا الجمهور، الذي غصت به مقاعد باحة القصر المكشوفة، كنان العظمة وفرقته وقوفا، فبادرهم بالقول "الى اللقاء بكم مجددا في لبنان وفي كل مدينة سورية".
العرض الثاني في هذه الامسية كان مع المغنية رشا رزق التي أدت بمصاحبة التخت الشرقي وآلات الكمان والكورال أمسية تراثية تقليدية غنت فيها مواويل وموشحات من "أهوى الغزال" و"ما احتالي يا رفاقي" وفاصل "اسق العطاش" الحلبي القديم، الى "يا مال الشام" وأخواتها من القدود الحلبية الذائعة الصيت في كل العالم العربي.
أما الفقرة الثالثة، للمغني ابراهيم كيفو وفرقته التقليدية المؤلفة من عازفي بزق وكمان وقانون وايقاع، فقد شكلت عرضا شاملا للثقافات العرقية في منطقة الجزيرة في سوريا، تنقلت بين الانماط الفلكلورية الاشورية والسريانية والأرمنية اضافة الى الكردية والعربية.
واستهل ابراهيم كيفو عرضه بأغنية تتضمن عبارات الترحيب بالجمهور باللغات الخمس، وانتقل بعدها الى اغان فلكلورية كانت تؤدى في مناسبات مختلفة، كالحرب والفرح والأعمال القروية التقليدية. وتوجه الى الجمهور بالقول "أتمنى السلام والأمان لسوريا وللبنان" الذي يشهد توترات واضطرابات متفرقة على ايقاع الحدث السوري.
وسرعان ما تحول عرض ابراهيم كيفو الى احتفال ملتهب تشكلت فيه حلقات الرقص والدبكة التي تشابكت فيها ايدي الشباب والشابات السوريين، ومن بينهم ناشطون سياسيون واعلاميون معارضون لاجئون في لبنان، مع من انصم اليهم من الجمهور اللبناني والأجنبي، واختلطت فيه الضحكات بدموع التأثر، في هذا العرس المرتجل الذي أقيم على بعد عشرات الكيلومترات فقط من أرض الماساة السورية.
.