حرب الكترونية واكبت العدوان على غزة
هذه الحرب الالكترونية شملت وسائل جديدة مكنت بعض مناصري حركة حماس من اختراق موجات بث بعض الإذاعات الاسرائيلية المحلية
افقت شبكة الانترنت الحرب على غزة بالبث الحيّ، واندلعت حرب في فضاء الإعلام الرقمي بموازة العدوان على قطاع غزة، فكان هناك مواقع حثت على التبرع لأهالي غزة، ومواقع اخرى أظهرت بيانات تدعم إسرائيل، وترددت أصداء انقسامات عربية – عربية، وفلسطينية – فلسطينية، وعربية – دولية، ونوبات غفوة عربية ودولية.
وبدت شبكة الانترنت ميالة الى نوع من "الشعبوية" التي تنسجم مع صيتها بأنها "برج بابل" رقمي! وتسمع فيها دعوات إلى التطوع في صفوف المقاومة، دعوات للإطاحة بالأنظمة، تراشق بالألفاظ بين مدوّنين الكترونيين (بلوغرز) عرب يتهم بعضهم البعض بالخنوع والخيانة، مطالبة بالتوقف عن خوض الحروب لملصحة آخرين، تحاليل سياسية واستراتيجية، وألسنة ساخرة وأخرى غاضبة من الجميع.
وشملت هذه الحرب الالكترونية وسائل جديدة مكنت بعض مناصري حركة حماس من اختراق موجات بث بعض الإذاعات الاسرائيلية المحلية، وكذلك لجأت اسرائيل الى استخدام شبكة الهاتف اللبنانية، التقليدية والخليوية، لبث رسائل صوتية مسجلة تُهدّد بتكرار الخراب الهائل الذي احدثه الجيش الاسرائيلي في عدوان تموز 2006.
تولى إدارة رحى الحرب المشتعلة على صفحات الانترنت نشطاء متمكنون من مهارات الكومبيوتر أتوا من الجانبين المتورطين مباشرة في النزاع العسكري الراهن، إضافة الى أعداد من مؤيديهما.
وتبادل أولئك النشطاء "عمليات" كرّ وفرّ نشطة شملت محو بعض المواقع واغلاق مجموعات في موقع "فايس بوك" الشهير، وقد استُبدلت المواقع الممحوة بصفحات الكترونية تحتوي على بيانات مؤيدة للجانب الذي يناصره الناشط الرقمي.
وفي اطار هذه الحملة استهدفت مواقع الكترونية تابعة لآلة الحرب الاسرائيلية، ومواقع تابعة لحلف شمال الاطلسي "ناتو" ومواقع اسرائيلية من بينها موقع لأحد البنوك.
وحذر خبراء الانترنت مستخدمي الشبكة العالمية من محاولات اختراق بريدهم الالكتروني في سياق نشر رسائل طفيلية "سبام" تشرح وجهات النظر المتقابلة في تلك الحرب، كما اطلقوا تحذيرات مماثلة لمزودي خدمات الانترنت، مطالبين هؤلاء بزيادة الحيطة في أعمالهم.
وتزايد عدد الهجمات في شكل كبير جداً خلال الأشهر الاخيرة داخل اسرائيل، وقد ربط احد المسؤولين الاسرئيليين العاملين في مجال الانترنت بين تلك الهجمات والغارات التي شنت على غزة.