مازن مغايري لزهرة سورية : القرصنة تؤدي إلى جمود التطور وقلة الأفكار الحديثة في التعليم
1ـ دار الكتاب الرقمي اسم جديد على عالم النشر هل من الممكن أن تعطينا لمحة موجزة عن هذا الاسم وعن هذه الدار ؟
ـ دار الكتاب الرقمي هي دار أنشئت بجهود فردية في منتصف عام 2009 وكانت تجربة مميزة في عالم النشر إذا اعتمدت على النشر الإلكتروني أي بعبارة أوضح أصبح الكتاب هنا عبارة عن قرص مرن CD حيث يتميز عن الكتاب المطبوع بوجود الملتيميديا أي الصوت و الصورة وهذا مفيد جداً و خاصة بالنواحي التعليمية.
2ـ ما السبب الذي جعلكم تتخذون هذه الخطوة مع العلم لأن كلمة دار النشر هي ترتبط بالطباعة ونشر الكتاب فقط ؟
ـ هذا صحيح ولكن في هذا العصر المتغير ومع تقدم التكنولوجيا أصبح ضرورياً أيضاً أن يشمل التقدم و التغير أمور أخرى وخاصة مجال النشر و نحن نلاحظ جيداً هذا التقدم و التغير بصورة واضحة في الدعاية والإعلان والإعلام .
3ـ هل يتقبل الناس هذا التغير والاستعاضة عن الكتاب بقرص الكتروني ؟
ـ في الحقيقة في السنوات الأخيرة ضعف هذا الاهتمام باقتناء ومطالعة الكتب وخاصة في وطننا العربي وأعتقد أن سبب ذلك هو تطور التكنولوجيا التي سهلت كثيراً إيصال المعلومات مثل الإنترنت والقنوات الفضائية… والأهم من ذلك أن في هذا العصر السريع لم يعد للجميع الوقت الكافي للمطالعة فضلاً عن كلفة نشر الكتاب وسعره مما سهّل تقبل هذا التحول.
4ـ لنعود إلى دار الكتاب الرقمي ما هي طبيعة إنتاجكم وماهي الفئة التي تتوجهون إليها ؟
ـ بدأنا في هذه الدار بنشر برامج الأطفال التعليمية وخاصة برامج اللغات وجعلنا ذلك بطريقة ممتعة حيث يتعلم الطفل بواسطة اللعب مما يشعر الطفل أنه يمرح و يلعب ولكنه في الحقيقة يتعلم ونحن الآن بصدد إنتاج البرامج التي تتوجه إلى كافة المراحل العمرية، ونهتم حالياً بتعليم اللغات و سـيليها الموسوعات وغيرها مع الاهتمام بالكتاب المطبوع أيضاً .
5ـ لفتنا في موقعكم عبارة المجموعة المتحدة للبرمجيات والنشر فالمقصود بها ؟
ـ إن أي مؤسسة إذا أرادت أن نتطور يجب أن تتعاون مع مؤسسات أخرى وليس أن تعمل على منافستها وهذه النظرية تعتمد في أغلب الفعاليات الاقتصادية والتجارية في العالم ولكن مع الأسف لم يظهر هذا الوعي في بلادنا بعد … حيث تعمل دور النشر وأغلب الفعاليات الإنتاجية المختلفة إلى التنافس والمضاربة بدلاً من التعاون والإتحاد و قد ارتأينا أن نتعاون و نعمل كمجموعة مع بعض المؤسسات التي تشاركنا نفس الفكرة وهذا أدى إلى جودة في الإنتاج و نوعيته مع سهولة وزيادة في التوزيع هذا عدا الدعاية والانتشار.
وأخص هنا بالشكر دار الموسوعة للمعلوماتية العريقة التي كان لها الفضل في هذا الأمر لما لها من خبرات و باع طويل في مجال النشر والبرمجيات.
6ـ سؤال أخير وهو من شقين كيف تعلمون في مجال النشر الكتروني مع انتشار القرصنة والأسعار الزهيدة لهذه المواد المقرصنة ؟ ألا تخشون على أنتاجكم؟ ثم ما الذي يجعل المرء يشتري برنامج بسعر يفوق كثيراً سعر البرنامج المقرصن ؟
– هذا سؤال مهم جداً… فبسبب وجود هذه الأمور يحجم الكثيرين عن النشر الإلكتروني وإنتاج البرامج مما يؤدي ذلك إلى جمود التطور وقلة الأفكار الحديثة في التعليم …
ولقد تخطينا ذلك بتطوير حماية مركبة لبرامجنا وتميزنا بها بحيث تكون هناك صعوبة في اختراقها ونقوم بتطويرها وتحديثها على الدوام، هذا فضلاً عن الحماية الفكرية تحت القانون التي تضمن حقوق الناشر والمبرمج .
– أما بالنسبة إلى الشق الثاني للسؤال فالذي يجعل الشخص يشتري برنامج سعره يفوق عشرة أضعاف سعر البرنامج المقرصن هو محتواه والأسلوب المعمول به والفائدة الكبيرة التي يجنيها منه .
وهذا مما أدى إلى انتشار سريع وسمعة أكثر من ممتازة لمنتجاتنا.
وبالنسبة للسعر فقد راعينا كثيراً موضوع السعر في سوريا وجعلناه يعادل ربع السعر المحدد الذي نضعه لقيمة برامجنا وذلك حرصاً على إفادة أكبر عدد ممكن من كافة شرائح المجتمع.
7ـ في النهاية هل من كلمة أخيرة تقولها في هذه المقابلة ؟
ـ الحياة تتطور بسرعة ويجب علينا جميعاً أن نواكب هذا التطور دائماً ونتلاءم معه ونجعله بخدمتنا فمجرد التوقف و لو قليلاً عن ذلك نعود أشواطاً إلى الوراء.