الصين تمنع لعبة فيديو بسبب أمن البلاد
قامت السلطات الصينية قبل أيام قليلة بإصدار قرار يقضي بمنع آخر إصدار من لُعبة الفيديو “باتلفيلد 4” (ساحة المعركة 4)، المتوفرة لأجهزة الألعاب “بلاي ستيشن”، “إكس بوكس” والحواسيب الشخصية.
ويحمل الإصدار الجديد للعبة عُنواناً لم يرق للسلطات الصينية وهو :"انتفاضة الصين"، حيث تدور أحداث هذه النسخة الجديدة للعبة في سنة 2020 على الأراضي الصينية إذ يقوم فيها جنرال صيني اسمه "شانغ" بقيادة انقلاب عسكري ضد الحزب الحاكم مما سيدفع بروسيا للتدخل لمساعدة القوات الانقلابية.
هذا التدخل الروسي سيستفز الولايات المُتحدة – وفق سيناريو أحداث اللعبة- ويدفعها أيضاً للدخول في حرب ضد الانقلابيين وضد جيش التحرير الصيني المناوئ للانقلاب.
وعللت السلطات الصينية قرار منع اللعبة بكونها "تهديد للأمن القومي للصين"، فيما أصدرت وزارة الثقافة الصينية بياناً توضح فيه بأن اللعبة ليست تهديداً للأمن فقط ولكنها أيضاً تُجسد "عُدواناً وغزواً ثقافياً أجنبياً للصين" وشخصية البطل "تسيء إلى صورة الصين ".
وكتب إريك جو وهو مدون صيني:"صحيح أن الرقابة مُنتشرة في كل أصقاع الدنيا وهذا شيء مؤسف، لكن الأمر هنا بالصين مُختلف تماماً.. إنهم يُخضعون كل المواد الإعلامية لفحص دقيق قبل السماح لها بالنشر ، وألعاب الفيديو ليست استثناءا في هذا.." يورد جو.
وزاد قائلاً :" ثلاثة أسباب تجعل لعبة فيديو ممنوعة في الصين وهي :" لُعب تُشجع على القمار والرهان، لُعب تتساهل أو تشجع على تعاطي المخدرات وأخيراً لُعب تُظهر شخصية صينية بمظهر غير مُشرف، لقد نظرنا في 39 لُعبة أخرى تم منعها وكلها لُعب تتعلق أحداثها بالجريمة المنظمة !". يقول المدون الصيني.
السلطات الصينية قامت بمجرد صدور قرار المنع بحجب اسم "دزان دي 4" و هو الاسم الصيني للعبة على محركات البحث، وأوصت وزارة الثقافة بمنع أي شيء يتعلق باللعبة في الأراضي الصينية سواء كان خبراً أو كلمات بحث مفتاحية، روابط تحميل عبر الإنترنت، صور أو أفلام دعائية.
ورداً على الجدل الدائر حول قرار المنع لم تصدر شركة "إليكترونيك آرتس" الأمريكية المُنتِجة للعبة أي تصريح لحدود اللحظةـ فيما كتب الصحفي "بول تاسي" على موقع مجلة "فوربس" الأمريكية : "بكل صراحة، هذا رد فعل مُبالغ فيه، فحتى لو أصدرت شركة صينية لُعبة فيديو تُصور "بطلاً" صينيا يذبح الجنود الأمريكيين خلال حرب أهلية بأمريكا، فالمؤكد أنها لن تتعرض للمنع. كل ما في الأمر هو أن اللعبة قد تزعج حكومتنا قليلاً لكن الإعلام سيجد مادة آشتغال دسمة لوقت من الزمن." يقول تاسي.