إنّ من يؤسّس للتدخّل في شؤون الدول الأخرى عليه أن يتوقّع من الآخرين أن يتدخّلوا لتعديل المعادلة
لا أحدَ يخافُ على سوريا .. أكثر من السوريين أنفسهم …. إلّا الذين تواطئوا مع فكرة الغرب ‘ أمريكا * إسرائيل … *
فكرة تشتيت سوريا … والقضاء عليها … على قواها العسكرية…
على أدوارها الإستراتيجية … على وعيها القومي … وعلى … وعلى…
والخطر الأعظم هو العزف الصاخب على الوتر المذهبي …
سنيّ أو شيعي أو علويّ .
هو عزف أمريكي إسرائيلي … صاخب ….
من يعيد النازحين إلى ديارهم ؟؟؟ من يعيد أعمار سوريا ؟؟؟
من يسترجع الأمن والسلم ؟؟؟ السوريون وحدهم…..
لو خُيّرتُ بين ‘ المليك عبدالله السعودي ‘ و ‘ السيد نصر الله حفظه الله ‘ لاخترتُ الثاني …
إذا كانت الحروب الأهلية لا تلدُ إلّا الخراب … فما بالكُم بالحروب الإقليمية أو العالمية …
حينَ تكون دولة واحدة وحيدة مسرحا لها ؟؟ ما هوَ آتٍ أسوأ..
فمن يزرع الشوك يجني الجراحْ….
نرى أن حزب الله يساند النظام السوري عسكريا …
لأنّه حليفه الاستراتيجي …
الذي يتقاطع معه في الأجندات بعيدة المدى …
ما دخلَ اليهودُ في حدودِنا .
وأمريكا كانت قد صنّفت حزب الله وسوريا والجمهورية الإسلامية كمحورٍ للشر حسب النظرة الصهيونية وهم محقّون.
فهذا المحور هو المحور الوحيد الذي يشكل شرا وخطرا على إسرائيل ، وكذلك، فلا بد أن نقرر أن من حق كل فريق ، أن يتقوّى بمَن يُساعده ، وحينما تضرب إسرائيل الجيش السوري لصالح أعداء ( بشار الأسد ) ، فمن الطبيعي أن يستعين بشار، بمَن يُعينه ، وليكُن مَن يكون ، وهو’ هنا ‘ حزب الله اللبناني الذي مرّغ الكرامة الإسرائيلية ، لأوّل مرة في تاريخ العرب ، فأيهما أفضل للعرب ؟! إسرائيل ؟
أم مَن يمرغ الكرامة الإسرائيلية بالتراب ؟! وها هي سوريا ، تقع تحت مطرقة الإرهاب الذي يأكل قلب جندي سوري بفظاعة لا يقبلها إنسان ، مهما كان ، لكن جدّة الآكل ( هند بنت عتبة ) لاكتْ كبد ( حمزة ) عم النبي ( ص ) ، فلا غرابة في ما فعله الحفيد الضال ، تبعا لجدته الظالمة ، ومع فظاعة أكل قلب إنسان ، فإن هدم أكثر من ست مائة ألف بيت ، وتهجير مَن فيها ، أو قتلهم لا يقلُّ شناعة عن هذا إن لم يزدْ .
إذا كنا نعتبر مقاتلي حزب الله كإفراد , فلماذا يحق للكويتيين والسعوديين وباقي أبناء الخليج الالتحاق بالقاعدة وأخواتها في سوريا ولا يحق للبنانيين إن يلتحقوا بالحكومة ويقاتلون في سوريا ؟
وإذا كنا نعتبر حزب الله حزبا سياسيا , فلماذا نسكت عن دعم الأحزاب السياسية , الإسلامية وغيرها , في العراق ومصر والأردن وتونس وليبيا ….
للمجموعات المسلحة في سوريا ونعيب على حزب الله أن يفعل المثل ؟
وإذا كنا نعتبر حزب الله كدولة , فلماذا يحق لتركيا وقطر وأميركا وغيرهم أن يدعموا المجموعات المسلحة في سوريا ولايحق ذلك لحزب الله ؟
المعركة في سوريا هي معركة مع التكفيريين ومن والاهم من شيوخ الخليج الغاطسين حتى آذانهم في كل خطأ مقصود .
لكن وكما اعتقد أن من حق حزب الله إن يقف ضد من يريدون قلعه من الأعماق وهم ليسوا بقادرين.
حزب الله ثبت إخلاصه لنفسه ولوطنه لبنان وأمته العربية ، ومن يدّعي إيرانيّته فذاك وهم كبير لا تصدقه العقول الراجحة .
من منا لا يعترف انه هزم إسرائيل التي لم تستطع أن تهزمها :
كل جيوش الـ : ‘ العربان ‘ .
هو مؤمن له قانون استمرار الحياة ، لكن القائمين على الحراك السوري هم أعداؤه أيضا فهل ، يترك الصديق لينضم إلى عدو أخر أكثر حقدا عليه من إسرائيل ؟
في هذه الحالة فهو محق بالوقوف بوجه الحركات التكفيرية كجيش النصرة اللعين التي لا تحترم إنسانية الإنسان وهو لم يعتدِ .
عند بداية الأحداث في سوريا ، كان العقلاء يرددون من أن العنف لا يجلب سوى المزيد من العنف
والدمار وكان حزب الله جزء من هذا البعض و لم يكن طرفاً في الأزمة ، بل كان يحاول تقريب وجهات النظر بين الفرقاء ، لكن تدخّل دويلة مثل قطر أزّم الأمور وجعلت منه طرفاً ، دخل المعمعة لكي لا ينطبق عليه المثل :
‘ أكُلت يوم أكُل الثور الأبيض ‘ .
أليس من الغباء أن نصدق و نثق بدول هامشية و توابع قرارها ليس بيدها كقطر تروّج للديمقراطية في سوريا ، من أبسط بديهيات المنطق تقول ‘ فاقد الشيء لا يعطيه ‘ .
لو لم يكن حزب الله موجودا و لو لم يكن حزباً مقاوماً لإسرائيل هل كان سيحصل لسوريا ما حصل ؟
و هل هي فعلاً ثورة شعبية أم هي حرب كونية ؟
أم هي حرب لدحر إيران في سوريا ، على حساب الدم السوري ‘ الرخيص ‘ ؟
الحرب الدولية الدائرة رحاها في سوريا سببها الرئيسي هو دعم سوريا لحزب الله و كذلك لفك الحلف الاستراتيجي مع إيران .
من المؤكد أن جبهة حزب الله والجمهورية السورية وإيران والعراقيون الوطنيون من غير عملاء أمريكا المعروفين الذين يرتبطون بقطر وتركيا والسعودية وبالتالي بإسرائيل وأمريكا فلم يعد خافيا على أحد أن قطر ومحورها يعمل علنا لتفتيت الدول العربية تحت وطأة عاملين :
أولهما عقدة الشعور بصغر حجمها .
والآخر فكرها الطائفي المتطرف المغذى من قبل إسرائيل .
لذلك كانت قطر قد أنفقت منذ بدء أحداث سوريا ما مقداره عشرات مليارات الدولارات وبذلك تبوّأت أعلى مكانة من الذين أنفقوا على محاولة الإطاحة بالدولة السورية وتمزيقها إربا وهذا بحد ذاته هدفا لوحده ومن ثم الالتفات إلى تصفية حزب الله اللبناني والإنفراد به وبالتالي من الطبيعي بمكان أن يساند حزب الله الدولة السورية وكذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
لقد حان الوقت لأن يهب العرب الشرفاء من كل بقاع الأرض للدفاع عن سوريا الوطن والوقوف ضد هذه الهجمة الشرسة ، ليس دعما لنظام ولكن دعما لبلد عربي أصيل ، وقف إلى جانب القضايا العربية وكان سداً منيعاً في وجه كل الهجمات والغزوات التي استهدفت الأمة العربية والإسلامية على مر التاريخ .
هذا فيما خصّ ‘ حزب الله ‘
أمّا فيما يخصّ ‘ القيادة الروسية ‘
في إطار المناورات التاريخية والتي حصلت لأول مرة بتاريخ روسيا قامت ثلاث أساطيل عدد سفنها
112 بمناورة كما أفرغوا 150 دبابة من طراز 92 T للجيش السوري للتعويض عن الخسائر .
في ذات الوقت أعلن الجيش الروسي وسوريا منطقة الشواطئ السورية بعمق 6 أميال منطقة حمراء لان البحرية الروسية ستطلق صواريخ على سفن قديمة لا تستعمل وستقوم البحرية الروسية بجر هذه البواخر لضربها بالصواريخ والطائرات.
كما جرّبت روسيا التي أطلقت احدث صاروخ بحري ضد البوارج من نوع شايخوم على البارجات المعطوبة لتمرين الجيش السوري، ودامت المناورات حوالي الشهر تقريباً ولأول مرة كان الأسطول الأميركي السادس متواجدا بكامله .
51 بارجة بينها كانلروسيا 112 سفينة وحاملات طائرات وغواصات .
فـ :
لأوّل مرة يأخذ رئيس روسيا قراراً بإرسال غواصات وبوارج تحمل صواريخ نووية إلى مياه البحر الأبيض المتوسط .
وكانت واشنطن قد طلبت من تركيا عدم إعطاء الإذن بعبور السفن الروسية مضيق بحر البوسفور
الذي هو جزء من السيادة التركية .
لكن الرئيس بوتين كان حاسماً مع رئيس الوزراء التركي اردوغان :
سنرسلها و إذا منعتم أي سفينة ، وإذا ضربتموها بالصواريخ فاعلموا أن حرباً ستقع بين روسيا الاتحادية وتركيا .
أنا أفضّل أفضل علاقة مع تركيا لكن إذا سمعتم من واشنطن فان من حدود تركيا إلى حدود روسيا إلى إمدادات الغاز إلى كل الرحلات من تركيا سوف تنقطع كلها أما الأخطر قال بوتن عبارته الشهيرة والتي كتبتها جريدة ‘ حرييت ‘ التركية إذ قالت :
نظر بوتين إلى اردوغان وقال له وفق القانون الدولي يحق لك منع سفينة من عبور مضيق البوسفور ونحن سنرسل السفينة المدمّرة فإذا أطلقتم الصواريخ عليها فان حرباً ستقع بين روسيا الاتحادية وتركيا .
وأقول لك بكل صراحة إن الدم الروسي غالي وغالي جداً فتطلع اردوغان إلى بوتين الذي أكمل تحديق عينه بعيني اردوغان .
فقال اردوغان هل تهدّدنا بالحرب .
قال انأ لن ابدأ أي حرب انأ سأطلب من سفني أن تعبر والذي سيبدأ الحرب هو من يطلق صاروخ على سفينة روسيّة .
ثم قال له انأ لا اجري التفاوض بواسطة مندوبين .
لكن أرجوك لا تحسب أن روسيا اليوم بعهد غورباتشوف أو بعهد يلتسين ،ةإنها في عهدي وقد لا نلتقي كثيراً لذلك انتم تركيا وروسيا كدولة كبرى انأ أمثلها وانأ رئيسها وهي رئاسة روسيا الاتحادية فان الحرب ستقع بيننا إذا ضربتم سفينتنا .
لم اعتد الكذب ولا المناورة فإذا لم تأتوا نحو أسطولنا نحن نشكركم .
أما إذا ضربتم صاروخ واحد على سفينة حربية روسية فذلك يعني بدء الحرب بين روسيا الاتحادية وتركيا وانتم تكونون قد بدأتم الحرب .
مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية اعتبر أن نقل روسيا للصواريخ هو ‘ عرض قوة وشد للعضلات ‘.
انّما لم ير فيه :
‘ تهديداً للوجود الأمريكي البحري في مياه المتوسط ‘ .
وتقول أوساط مقربة لمصادر رصد أوروبية أنّ القوّات الروسية في شرق المتوسط تلقّت أوامر بالتصدي لأي هجوم إسرائيلي جديد ضد سوريا ولو هاجمت الطائرات الإسرائيلية أهدافا قي سوريا دون خرق المجال الجوي السوري كما حدث في هجوم شهر أيّار 2013، نفس الرسالة الروسية تم إرسالها إلى تركيا .
صحيفة ‘ يديعوت أحرونوت ‘ ذكرت يوم الجمعة 17 أيّار 2013 ، أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، سعى لإقناع حكام تل أبيب بعدم توجيه ضربة عسكرية لسوريا لوحدهم وإنهم إن فعلوا ذلك وتلقوا ردا من القوات الروسية الموجودة في المنطقة فإن واشنطن لن تتدخل .