التعليم المفتوح فرصة ليتابع الشباب تحصيلهم العلمي العالي فماذا عن واقعه ؟
عندما انطلقت تجربة التعليم المفتوح في سورية عام 2001 كانت بهدف استيعاب كافة الطلبة والشباب الذين يحملون شهادة الدراسة الثانوية بكافة فروعها بغض النظر عن عام حصولها
وتمكنت فروع التعليم المفتوح التي كانت حينئذا أربع أقسام بأربع اختصاصات من استيعاب أغلب المتقدمين فمنحت الشباب إمكانية الدراسة والحصول على الشهادة الجامعية السورية بدلا من السفر والاغتراب والارتباط بجامعات خارجية ..
التطور يعني إحراز تقدم على الصعيد النوعي والكمية وكلما زادت الاختصاصات والأقسام يجب أن يزداد حالة القبول والاستيعاب وإن كان هدف الدولة أن تسعى بزيادة الاختصاصات والأقسام للحد من هجرة العقول واستيعاب أكبر قدر ممكن من الشباب بجامعاتها والاستفادة من الأموال الواردة من الطلاب في دعم موازنة الحكومة بدل من ضخ هذه الأموال على جامعات وأكاديميات خارجية فقد أخفقت وزارة التعليم العالي بهذا الهدف عندما شددت الخناق على حالات القبول وأدخلت المفاضلات التي هجرت الكثير من الشباب حول فرص التعليم العالي ودفعتهم للتفكير بالبحث عن جامعات خارجية لإتمام دراستهم ..
ماذا يعني التفاضل والمفاضلة بالتعليم المفتوح ؟ !!
يعني الحد من حالات القبول والحيلولة دون تمكن الشباب السوري من حقه في الحصول على الشهادة الجامعية ، فطلات المعاهد المتوسطة الذين لم تمكنهم الظروف من التقدم للحصول على الشهادة الجامعية مثلا هم الأولى بالقبول ضمن اختصاصاتهم في التعليم المفتوح دون قيد أو شرط ودون أي مفاضلة لأنهم يملكون الخبرة والأهلية بهذا الاختصاص وعدم وجود فرص وطنية توظف حاجاتهم بمتابعة تحصيلهم ستدفعهم للتفكير بالارتباط بجامعات ومناهج غير سورية لأن الشهادة الجامعية باتت حاجة وضرورة ملحة على الشباب السوري في وقتنا الراهن .
الدوام بالتعليم المفتوح ليس بالضروري ومعظم الطلبة المسجلين بهذا المجال يرتبطون بأعمال قد تمنعهم من الحضور ، أمام الامتحانات فهي تجري بأوقات العطل الجامعية فتكون بذلك أغلب الكليات شاغلة ، فالأمر بذلك لايحتاج للتفاضل بسبب الحصول على مقعد دراسي لأن هذا المقعد بالأساس لاشاغل له .. لقد استبشرنا خيرنا عندما تعددت الفروع والأقسام والاختصاصات بالتعليم المفتوح بأنه سيستوعب كافة الراغبين لمتابعة تعليمهم الجامعي لكن كانت الأقسام الأربعة التي انطلق بها التعليم المفتوح ببداياتها أكثر استيعابا من الآن !! فهل يمكن لوزارة التعليم العالي أن تعيد النظر بآلية القبول في التعليم المفتوح لتستوعب حاجة الشباب السوري في التعليم الجامعي ؟ !!