المسؤول الرديء بحاجة لإعلام أكبر .. !!
قاعدة نظرية في علم التسويق والدعاية والإعلان تقول “المنتج الجيد ليس بحاجة لإعلان أما المنتج الرديء فهو بحاجة لإعلان أوسع وأشمل” ..
البعض سيتخلف معي بالقول"إن المنتج الجيد أيضا بحاجة لإعلان" ، فأنا أؤكد له صحة مايقول إلا أن المنتج الجيد يركز بإعلاناته على الجودة أي أن يكون الإعلان عبر فترات زمنية غير يومية أو شبه يومية بل يستغل المناسبات والفرص التسويقية ويستخدم وسائل إعلانية ذات احترافية وتميز ..
الإعلام والإعلان يتبعان نفس الغاية وهي الوصول إلى الجمهور المستهدف ، لكن الفرق بينهما أن الإعلام يهتم بالأشخاص والمؤسسات أما الإعلان فهو يهتم بالسلع والخدمات ، ومن الإعلان ننتقل إلى الإعلام لننصح أي شخص أو مسؤول أو باحث أو مفكر بأن يعي جيدا دور الإعلام وأن لايستغل فرصة علاقاته الجيدة مع بعض الزملاء والمؤسسات الإعلامية فيظهر عبرهم بكل دقيقة وبكل نشرة أخبار وبكل حوار أو لقاء ، لأن الإعلام ليس بعيد عن الإعلان ، ومادفعني لهذا الحديث هو تحول بعض الوسائل الإعلامية إلى وسائل دعاية إعلانية لبعض الشخصيات على حساب الجمهور وقضاياه ..
وبالتالي فإن المسؤول أو الباحث أو المفكر إن لم يكن عاملا بالوسيلة الإعلامية "المذيعين أو المذيعات" أي أنه ضيف في برنامج أو حوار أو لقاء ، فعليه أن يدرك جيدا نظرية "المنتج السيء بحاجة لإعلان أكبر" .. يجب أن يترك المجال للشعب وللجماهير بالتعبير والمشاركة لأن ظهور بعض الشخصيات وخاصة المسؤولين عبر شاشات التلفزة بشكل يومي يؤكد بأنهم لايملك الوقت الكافي لإدارة شؤون البلاد لأن جل اهتمامهم الظهور عبر الإعلام وإقامة أعمال ونشاطات هدفها الإعلام وليس الوطن ..
ولنا في سيادة الرئيس بشار الأسد قدوة حسنة ، فقد لا نراها عبر شاشات التلفزة أو في الحوارات المباشرة مع الجماهير إلا بالمناسبات أو عبر فترات زمنية معينة ، والهدف من ذلك لفت أنظار العالم لتطورات جديدة في حياة السوريين وطرح مشاريع وأفكار جديدة ، وأيضا بهدف تشويق الشعوب لما يحمله في جعبته من تطورات ..
أما مايقوم به بعض المسؤولين من وزراء ، مجلس الشعب ، محافظين … بالظهور بشكل يومي على شاشات التلفزة فهذا يؤكد صحة النظرية الإعلانية ، وبدوري كممثل عن الرأي العام وخبير في علوم التسويق والإعلان فإني أنصحهم بعدم الظهور بشكل كثيف على شاشات التلفزة لأن المواطنوا بدأ يتزمرون من هذه الظاهرة التي تسلط الضوء على بعض الشخصيات التي حفظناها عن ظهر قلب بحواراتها وأفكارها وتركوا هموم الشعب بعيدا عن كاميرات التلفزة السورية ..
أتمنى من المسؤولين السوريين أن يتخذوا من سيادة الرئيس بشار الأسد نموذجا لعملهم فهو من أوصى بالشفافية والتواضع فقال "إن كان الكلام من فضة والسكوت من ذهب فالعمل من ألماس" وأن لا يكون ظهورهم على شاشات التلفزة جل اهتماماتهم ، لأن من ينجز ويعمل بكل روح وطنية وتواضع سيحكي الشعب عنه وعن إنجازاته الميزة ولن ينظر من أي وسيلة إعلامية أن تمجده أو تخلده لأن المجد والخلود للأفعال ليس بالأقوال .. !!