مجازر العثمانيين عبر التاريخ في ندوة حوارية
تناولت الندوة الحوارية التي أقامتها رابطة الشهيد يوسف العظمة الشبيبية بعنوان / مجازر العثمانيين عبر التاريخ / ما تعرض له الشعب الأرمني من إبادة جماعية وتهجير على يد
العثمانيين ، وضرورة التمييز بين العثمانيين والشعب التركي ، اضافة الى قراءة تاريخية ومحاولة طمس هذه الجريمة والاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تناولت القضية الأرمنية .
حيث تحدث في المحور الأول السيد محمد ماهر موقع عضو قيادة فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي فأكد على أهمية التمييز بين العثمانيين السفاحين والشعب التركي ، لافتا الى أن يهود الدونما سيطروا على الأتراك ومن ثم على الحكم وقاموا بجرائم متعددة عبر التاريخ ضد الشعوب ومنها مجزرة الأرمن ، داعيا الجميع للتعاون والتكاتف والتماسك والترابط لمواجهة ما تتعرض له سورية اليوم من هجمة شرسة تستهدف البشر والحجر والشجر.
ولفت عضو قيادة فرع حلب للحزب الى ضرورة أن يكون الاستحقاق الرئاسي الذي سيتم في حزيران القادم عرساً وطنياً ، داعياً الجميع للمشاركة في هذا اليوم الوطني وحث الجميع للإدلاء بأصواتهم تعبيراً منهم على الوطنية العالية التي يتمتعون بها وأن يكون السيد الرئيس بشار الأسد مرشحنا لأنه الضمانة الحقيقية لأبناء الشعب بكافة فئاته .
في حين أشارت الباحثة سالبي كاسباريان في قراءتها التاريخية لهذه المجزرة ومحاولة طمس الجريمة ، مبينة أن المجازر الجماعية التي راح ضحيتها حوالي 1,5 مليون نسمة عام 1915 كان مخطط لها مركزيا من قبل السلطات العثمانية قبل أربعة أعوام من حدوثها ، موضحة أن إنكار الأتراك لهذه المجازر هو إنكار لماضي تركيا وتاريخها .
وأشارت كاسباريان الى أنه تم التخطيط للإبادة الأرمنية وفق السياسة الديموغرافية للبلاد حيث تم تقسيم الجغرافيا العثمانية الى ثلاث مساحات / الأناضول الغربي – الأناضول الشرقي أو أرمينيا الغربية – مناطق لبنان وسورية والعراق اذ كان مقرر تخصيصها لاستيطان الأرمن النازحين .
وكشفت المحاضرة أن هناك شريحة مثقفة تركية تسعى الى كشف الحقائق وخفايا التاريخ لإيجاد نظام ديمقراطي متوازن يحقق لمكونات النسيج الاجتماعي شروط العيش المشترك واحترام حقوق الانسان وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة أمام القانون .
واستعرضت الحقوقية ماريا كابرئيليان مجموعة من الاتفاقيات الدولية والمعاهدات التي تخص القضية الأرمنية كمعاهدة سان ستيفانو التي عقدت بين روسيا وتركيا عام 1878 وإلزام الأخيرة بإعطاء الحقوق للشعب الأرمني والقيام بإصلاحات ، وكذلك معاهدة برلين ، مؤكدة على ضرورة اعتراف تركيا بالإبادة الأرمنية والتعويض عن شهداء الأرمن والبالغ عددهم/ 1,5/ مليون نسمة وإعادة الأراضي المحتلة.
وكان السيد محمد وحيد عقاد محافظ حلب قد أكد في مداخلته أنه لا يمكن للأتراك أن يودا العرب والأرمن لأنه بيننا عداء تاريخي وهذا يدفعنا للعمل على تحرير اللواء اليوم قبل الغد ، مبينا أن التقارب السوري – التركي في الفترة الماضية كان يصب في مصلحة الشعبين إلا أن الأتراك الجدد انسلخوا عن جلدتهم وظهر وجههم الحقيقي المرتبط بالماسونية والصهيونية العالمية .
وأوضح القس إبراهيم نصير رئيس الكنيسة الأنجيلية العربية بحلب أن ما يجري اليوم على الأرض السورية يشير الى ارتباط الشعب التركي بالعثمانية القديمة ، داعياً الى أخذ العبر والدروس من الأرمن ويجب حمل القضية السورية الى كل المحافل الدولية لإظهار الحقيقة ، مؤكداً على العمل سوية لتطهير هذا الوطن من كل إرهابي دخل إليها .
استمع للندوة السادة أعضاء قيادة فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي و القس هاروت سليمان رئيس طائفة الارمن البروتستانت ورئيس مجلس مدينة حلب والمحامي عبد السلام بري عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة و المحامي أحمد حاج سليمان رئيس فرع نقابة المحامين بحلب والرفاق محمد جمال دهان ورانيا عروق ومازن بغدادي وأحمد مصعب شيخة أعضاء قيادة فرع الشبيبة بحلب ومدير الثقافة وحشد من المدعوين .