الأعمال التطوعية والخيرية لاتقل أهمية عن الأعمال العسكرية بإنقاذ سورية
إن الوطن ينزف وجراحهه بليغة ولايمكن لأحد أن يضمد جراحه سواء أبنائه الأوفياء ..
عندما يقدم أحد رجال الأعمال السوريين ست سيارات إسعافية لدعم قطاع الصحة وأخر يقدم وحدات سكنية لايواء المهجرين ، وآخر يقدم قافلة مساعدات إغاثية إنسانية لبعض السكان الذين يعيشون في المناطق الساخنة ، وعندما يقوم رئيس كنيسة بفتح أبواب الكنيسة أمام المسلمين والمسيحيين للاستفادة من بئر المياه بحلب ، فأنا أقول بأن سورية بخير وسيأتي يوما تداوى كافة جروحها بفضل أبنائه وتنهض نهضة الرجل الشامخ القوي الذي استراح استراحة محارب لعود أقوى من قبل ..
هنالك مسارين هامين يجب على أبناء البلد التعاون وتظافر جهودهم سويا لتحقيقهما ، الأول يتمثل بمكافحة الإرهاب أما الثاني فيتمثل بالعمل الطوعي والإنساني والخيري لإعادة سورية إلى شط الأمان والسلام ..
نحن السوريون خلقنا نملك عينان ، عين على ماتهدم والآخر على المستقبل ، بيدنا الأولى نكافح الإرهاب والجهل والعدوان وبالأخرى نتساعد على بناء الدولة ومؤسساتها السياسية والاقتصادية والخدمية والتعليمية ، لأننا الشعب الذي ولد في أرض الحضارات ومهد الديانات السماوية ، شعب قارع الغزاة والاحتلال ودحره لتبقى حضارته بعد سبعة آلاف عام تتحدث عن أصالته وقوته ومجده ..
إن ماتحققه قوات الجيش العربي السوري من تقدم على أرض الميدان لايمكن أن يتحقق أو يتوج إلا بحاضنة الشعب ، ولايمكن إلا بتأييد ودعم الشعب ومساهمته معه بأبسط الأمور والأعمال ، فالأعمال العسكرية غير كافية لدحر الإرهاب ، والأعمال العسكرية ليست كفيلة تماما بإعادة الأمن والسلام للبلاد ، إنما الأمر مشترك بين الجيش والشعب لحماية البلاد وإعادة السلام والأمن لها ..
إذا كان الجندي السوري يحارب الغزاة بالسلاح ، فالمواطن السوري يحارب الجهل والإرهاب والغزاة بصموده وصبره على المصائب وضيق ظروف المعيشة وبقيامه بالأعمال التطوعية والخيرية التي تنقذ الوطن من هذه الحرب الفاجرة ..