حلب على أبواب “كارثة إنسانية” والمسؤولون “يبتسمون للكاميرا”

على شاشة التلفزيون السوري “فقط” يظهر مسؤولوا الحكومة السورية في حلب ممثلة حصرا “بالمحافظ” ليتحدثوا بأن مشكلة قطع المياه تحت السيطرة كما تحدثوا عن حال مناطق حلب التي أصبحت تعج بالعصابات الإرهابية .
كلام السادة المسؤولون لا يختلف تماما عن حديث فريق "المنافقين" الإعلاميين الذين يعتبرون أنفسهم من حاشية السيد المحافظ ، حيث يؤكدون بأن موضوع "المياه" محلول ولا داعي للقلق ، فالسيد المحافظ أكد بأن سيارات الإطفاء والبلدية وصهاريج الدولة بخدمة "المواطن" وطلب من المواطنيين عدم شراء المياه من الصهاريج الخاصة بإعتبارها غير صحية !!
يبدو من كلام السيد المسؤول بأن موضوع المياه ليس بمشكلة ، وبأن الدولة في حلب تقوم بواجبها على أكمل وجه .. لكن ؟ !! هل شاهد السيد المسؤول وقبل أن يتحدث على شاشة الفضائية السورية كيف يقوم "المواطن" بشرب مياه الصرف الصحي ومياه نهر "قويق" وهو يعلم بأنها غير صالحة للشرب !!
عزيزي المسؤول ..
بصراحة "المواطن" أصبح يشرب من مياه "المجاري" والصرف الصحي ومياه "نهر قويق" خوفا من أن يموت من العطش !! .. لأنه وبصراحة انتظر لساعات وساعات حتى يحصل على 500 ليتر من المياه بسعر 4000 ل.س من السيارات والصهاريج التي تحدثت عنها ولم يأتي دوره بعد !!
عزيزي المسؤول ..
إن كنت "لا تعلم فهذه مصيبة وإن كنت تعلم فالمصيبة أكبر" ، إن مياه المجاري ونهر قويق كانت سببا في ظهور وانتشار مرض "اللاشمانية" أو مايعرف بحبة حلب وهي تنتقل نتيجة لدغ الحشرات الطائرة التي تشرب من مياه نهر قويق لجسم الإنسان .. فكيف بحال الإنسان وهو يشرب منها ؟ !!
تقارير صحفية وتلفزيونية وطبية أكدت بأن مايجري في حلب من أزمة خانقة لتأمين مياه الشرب قد يتسبب "بكارثة إنسانية" وبالطبع هذه الكارثة تشمل "فقط" أبناء الشعب ، باعتبار أن المسؤولون في الحكومة متوفرة في بيوتهم وبيوت أقربائهم المياه الصالحة للشرب على مدار الساعة ، والمازوت متوفر لتشغيل مولدات الكهرباء على مدار الأيام ، وبالطبع لن تجد أي مسؤول وفي مقدمتهم السيد المحافظ واقف على الدور ضمن طابور له بداية وليس له نهاية ليحصل على 50 ليتر كحد أدنى ..
"الكارثة الإنسانية" التي عجز الصمت الدولي عن حلها ، فشلت إدارة الأزمة عن حلها قد تحدث بسبب عدم توفر مبادرات من قبل المجتمع الأهلي ، وسوء أخلاق بعض موظفي الدولة بالتعامل بروح وطنية مع "المواطن" لتأمين حاجته من المياه .. شكرا للسيد "المحافظ" الذي إكتفى بالتنويه إلى أن الصهاريج الخاصة تنقل مياه غير مأمنة !! وقد نسى أو تناسى بأن معظم الشعب الحلبي أصبح يموت من العطش ومن المياه الملوثة !!