“ثقافة حلب” .. الشمعة الوحيدة المضيئة في “سماء الظلمات”
لم يكن حديث القائد الراحل حافظ الأسد عن الثقافة كلام آني أو مرحلي ، بل مدرسة فكرية استراتيجية تستمد بفكرها كل الأجيال والشعوب التي لم تعاصر عهده ..
"الثقافة هي الحاجة العليا للبشرية" بهذه الكلمات القليلة المعمقة والاستراتيجية اختصر القائد الخالد حافظ الأسد أهمية الثقافة لدى الشعوب ، الثقافة بما تحمله من قيم وفكر وانتماء وروح وطنية ..
في خضم الظروف الصعبة "الظلامية" التي يعيشها المجتمع الحلبي ورغم حجم الإرهاب والخراب الذي لحق بمدينتهم ، عمل وناضل مفكري ومثقفي وإعلاميي وأدباء حلب وأحزابها السياسية على التركيز بثقافة الإنسان وفكره وانتمائه وتعزيز الروح الوطنية لديه ، وأثمر ذلك خلال الأزمة والحرب الكونية على سورية ، هذه المسيرة النضالي لمثقفوا حلب كانت السبب الرئيسي والأهم لتمسك المواطن السوري في حلب بأرضه ووطنه رغم الإرهاب والجوع والعطش والفساد ووو ..
إن نتاج الحركة الثقافية بحلب كان أساسي بتعزيز صمود الشعب الحلبي ، من خلال رفض الفكر الوهابي التكفيري والإصرار على متابعة الأعمال اليومية رغم قذائف وصواريخ الإرهاب الدامي ، العيش بظلمات المدينة أكثر من عام وحصار للسكان والمدنيين لأشهر ولسنوات ، وتمسك المواطن بوطنه وبيته وحاراته رغم العطش الخانق ورغم الجوع نتيجة غلاء المعيشة وفقدان المواد ..
إن للمثقفيين والمفكريين والأدباء والإعلاميين والأحزاب السياسية دور كبير في بناء الإنسان والحفاظ على هويته وانتمائه وتجذره بالروح الوطنية والانتماء الوطني ، فعلى الرغم من كل ما تم استهدافه من مراكز ثقافية وآثار ومواقع سياحية إلا أن مديرية الثقافة باعتباره "قائدة للحركة الفكرية والثقافية" فهي ماتزال مستمرة بمحاضراتها وندواتها ومهرجاناتها الأدبية ومعارضها الفنية بمختلف أنواعها ..
وكان لتعاقب أدباء ومفكري حلب على إدارة الثقافة فيها دور واضح بالحفاظ على أعلام الثقافة والفكر في هذه المحافظة العريقة ، حيث تولى إدارة مديرية الثقافة بحلب مؤخرا خلفا للناشط والمفكر السياسي الأستاذ "غالب البرهودي" ، الأديب والمفكر الأستاذ "حسن عاصي الشيخ" والذي شغل مناصب مدير التربية وعضوا في قيادة فرع الحزب ومديرا لمدرسة الإعداد الحزبي وكان أحد معدي المنهاج الفكري الدائم لحزب البعث العربي الاشتراكي ، حيث تستمر الثقافة بحلب خلال عهده بنشاطها وانتشارها للفكر القومي والوطني الذي أصبح مواجه لعدو خطير على مستقبل شعبنا يتمثل "بالفكر الوهابي التكفيري" ..
وتبقى الثقافة والفكر أساس مواجهة المواطن السوري للحرب الظالمة التي يقودها الكيان الصهيوني ويستهدف من خلالها تغيير هوية وثقافة وتاريخ سورية ..