نصر الله: الحرب على غزة مازالت مستمرة وإسرائيل فشلت سياسياًوعسكريا
أكد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله إن الهدف الحقيقي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هو لتغيير الوقائع والقضاء على المقاومة الفلسطينية وحركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية مشيراً إلى أن
الحد الأدنى للأهداف الإسرائيلية كان إخضاع المقاومة وحماس والقطاع سياسياً ونفسياً للقبول بالشروط الإسرائيلية في إطار أي تسوية جديدة.
وقال نصر الله في مؤتمر صحفي أمس بمناسبة "يوم الحرية" نقلته قناة المنار إن صلابة القيادة السياسية والصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية في غزة والوقفة التاريخية لأهل غزة منعت العدو الإسرائيلي من تحقيق أهدافه.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن ما حصل في غزة هو فشل سياسي وعسكري للإسرائيليين ومن يقف خلفهم مشيراً إلى بعض الأصوات التي أطلقها أعضاء في لجنة "فينوغراد" ومفادها أن "النهاية التي وصلنا إليها في حرب غزة تشابه تماما النهاية التي وصلنا إليها في حرب لبنان الثانية".
وأضاف نصر الله أن تعاظم التحركات الشعبية وغيرها في العالم العربي الإسلامي والعالم ككل وإدراك الإسرائيليين بان دخول قواتهم إلى داخل المدن سوف يلحق بهم خسائر فادحة دفع بإسرائيل لإنهاء العدوان من طرف واحد دون تحقيق أي من أهدافه المعنلة أو المضمرة متسائلاً هل قتل الأطفال وتهديم البيوت يعيد قوة الردع الإسرائيلية.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن المقاومة في لبنان أو فلسطين هي مقاومة حق ومن يدعمنا نشكره ومن يتخلى عن دعمنا قد يكون قاصراً أو مقصّراً لكن هذا لن يثني من عزم المقاومة ولن يؤثر في حقها.
وأشار نصر الله إلى أن البعض اتخذوا قراراً بأن إسرائيل منتصرة ولو هزمت والمقاومة مهزومة ولو انتصرت لافتاً إلى أن هناك من يعمل على فرض شروط إسرائيل على المقاومة وفصائلها وبالخصوص على قيادة حماس لتحقيق الأهداف الإسرائيلية التي عجز العدوان عن تحقيقها أثناء القصف والدمار والقتل محاولين استغلال حاجة المقاومة وأهلها إلى إعادة الإعمار والظروف الحياتية الصعبة التي يعيشونها لفرض هذه الشروط.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن ربط إعادة الإعمار وتقديم مساعدات الإعمار لغزة بشروط سياسية تربطها بالمصالحة الفلسطينية الفلسطينية أو بموضوع التهدئة مع إسرائيل أو بموضوع التسوية هو ابتزاز سياسي غير أخلاقي ومهين ولا يجوز القبول به وتجب إدانته لافتاً إلى ضرورة تعاون الجميع لتقديم المساعدة لأهل غزة لإعادة إعمارها ولإخراجها من المعاناة التي يعيشها أهلها دون قيد أو شرط سياسي مسبق.
وقال نصر الله إن العدوان والحرب ما زالت مستمرة في غزة بأشكال أخرى وبالتالي يجب التحرك على كل المستويات لحماية قيادة المقاومة سياسياً وشعبياً في مواجهة الضغوط باتجاه فتح المعابر وفك الحصار ومساعدة الفلسطينيين في قطاع غزة على إعادة إعمار بيوتهم وما هدم بدون شروط سياسية مسبقة سواء من خلال تقديم مساعدات للحكومة الموجودة في غزة أو لفصائل المقاومة أو للشعب الفلسطيني مباشرة أو من خلال حضور الدول والمؤسسات مباشرة على مستوى القطاع لافتاً إلى استمرار منع وصول المساعدات والمعونات والدعم لأهل غزة حتى الآن وكل ما قيل عن فتح معبر هنا أو معبر هناك هو كذب وتضليل.
وانتقد الأمين العام لحزب الله موقف مصر حيال إغلاق معبر رفح رافضاً موقف النظام المصري الذي لا يزال يغلق المعبر في وجه كل شيء معتبراً أن النظام يكذب على العالم العربي والإسلامي ويقول إنه فتح المعبر مؤكداً أن هذا النظام شريك في حصار غزة.
وقال نصر الله أن النظام المصري وسيط قهري لا مهرب منه متسائلاً هل هو وسيط نزيه معرباً عن شكوكه بذلك ومشيراً إلى أن هذا النظام يضغط على الفلسطينيين ويفرض شروط الآخرين عليهم.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن معبر رفح بالنسبة لغزة مصيري للمقاومة وللشعب الفلسطيني وبالتالي فإن إغلاق هذا المعبر من أكبر جرائم التاريخ التي ارتكبت وما زالت ترتكب.
وجواباً على سؤال حول التحقيقات باغتيال الشهيد عماد مغنية قال السيد نصر الله إن التحقيقات أوصلت بشكل قاطع إلى نتائج واضحة ومحددة تحمل الموساد الاسرائيلي مسؤولية اغتياله لافتاً إلى استمرار عمليات التحقيق في الموضوع.
ورداً على سؤال حول احتمال شن عدوان إسرائيلي على لبنان قال الأمين العام لحزب الله.. لا أحد يمكنه القول إن لبنان في مأمن من هذا العدوان بالنظر إلى طبيعة إسرائيل العدوانية ولكن هل تقدم إسرائيل على ذلك أو لا.. لا أستطيع أن أنفي أو أجزم لافتاً إلى أنه بعد تجربة حرب تموز وحرب غزة ..أي حرب إسرائيلية لن تكون نزهة وستكون مكلفة جداً وصعبة بالنسبة للإسرائيليين.
وأكد نصر الله وقوف حزب الله مع أي مصالحة أو تعاون أو تقارب عربي عربي دون قيد لأنه في مصلحة العرب ولا ننظر له من زاوية التكتيكات المحلية وعلينا أن نأخذ أي ايجابية في العلاقات العربية العربية ونبني عليها ونساعد على تطويرها.
وحول جلسات الحوار اللبناني أكد الأمين العام لحزب الله على مناخ التهدئة حتى في ظل الانتخابات لأنها مصلحة وطنية محذرا من اعتماد الخطاب المذهبي لأنه ليس أقل خطورة من استخدام المال السياسي بالانتخابات ومشيرا الى ان المقاومة منفتحة بالكامل على العملية الاصلاحية.
وفيما يتعلق بتقييمه للإدارة الأمريكية الجديدة قال نصر الله إن سلوك الإدارة الجديدة في الموضوع الإسرائيلي سلوك متبن وداعم بالمطلق لإسرائيل ولم أشعر أن هناك أي تفاوت بين الإدارتين.
وأكد الأمين العام لحزب الله إن ذكرى يوم الحرية هي مناسبة للتذكير والوقوف والتضامن مع الأسرى العرب الذين يواجهون ظروفا قاسية وبينهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء والمرضى وأصحاب الأوضاع الصحية الخاصة. وقال نصر الله إنه لا يزال أكثر من 350 رفات تعود لشهداء لبنانيين لدى العدو الإسرائيلي داعيا الحكومة اللبنانية الى تحمل مسؤولياتها في هذا الإطار معلنا الاستعداد للتعاون في هذا الأمر.
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن نتائج فحوصات الحمض النووي والتي أرسلت إلى فرنسا والعائدة لرفات الشهداء الذين ما زالوا بحوزة المقاومة بعيد عملية التبادل الأخيرة لم تكن مساعدة وقال لم نستطع تحديد أي من الرفات هي للشهيدة دلال المغربي أو للشهيد يحيى سكاف أو للشهداء الآخرين لافتا الى انه تم إبلاغ العائلات المعنية بالأمر.
وحول ملف الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة المختطفين أكد نصر الله أن الإسرائيليين ادعوا أن الدبلوماسيين تم خطفهم على يد القوات اللبنانية وأنها قامت بتصفيتهم ودفنهم مشيرا الى ان المعطيات تقول ان الايرانيين الأربعة موجودون في السجون الإسرائيلية داعيا القوات اللبنانية للمساعدة في كشف مصير هؤلاء الدبلوماسيين.