قوى الرابع عشر من آذار عن الإنتخابات السورية: “أكلنا الضرب”
لم تستطع معظم قيادات قوى الرابع عشر من آذار “فهم” المشهد الذي إستفاق عليه الشارع اللبناني صباح اليوم. الآلاف من السوريين زحفوا باتجاه سفارة بلادهم في اليرزة من أجل المشاركة في الإنتخابات الرئاسية،
الأمر الذي أدّى إلى زحمة سير خانقة في معظم الطرقات الرئيسية والفرعية المؤدية إلى مبنى السفارة، ما دفع باللبنانيين إلى التعبير عن “إمتعاضهم” من المشهد الإنتخابي السوري، في الوقت الذي يسيطر الفراغ على رئاستهم الأولى، ومجلسهم النيابي مدد لنفسه لعجز أعضائه عن الإتفاق على قانون إنتخابي جديد.
وفي حين كانت قوى الثامن من آذار تعبّر عن فرحتها بهذه النتيجة، التي تؤكد وجهة نظرها القائلة بإن أغلبية الشعب السوري لا تزال تؤيد الرئيس بشار الأسد، كانت بعض قيادات الكتلة الوسطية وقوى الرابع عشر من آذار تعبّر عن صدمتها بطريقة لافتة بالشكل وبالمضمون، حيث حمّلت مصادر الأولى تيار “المستقبل” المسؤولية المباشرة عن هذا الأمر، مشيرة إلى أن التيار هو من وقف بوجه تنظيم النزوح السوري إلى لبنان منذ الأشهر الأولى بحجة الأوضاع الإنسانية.
وأوضحت هذه المصادر، في حديث لـ”النشرة”، أنه منذ البداية كان هناك قناعة لدى بعض المسؤولين بأن القسم الأكبر من النازحين إلى لبنان يريدون الإستفادة من المساعدات الإنسانية التي تقدمها الجمعيات الدولية والمحلية المهتمة بهذا الشأن فقط لا غير، وكانت هناك دعوات من أجل تنظيم هذا الأمر بشكل جيد لأن الحكومة غير قادرة على تلبية متطلبات الأعداد الكبيرة التي نزحت إلى لبنان، في حين لم تستجب الدول المانحة إلى مطالبتها المتكررة بضرورة تقديم مساعدات عاجلة على الرغم من الوعود الكثيرة التي قطعت في هذا المجال، وكشفت أن هؤلاء المسؤولين إقترحوا في إحدى المرات وقف المساعدات التي تقدم من أجل دفع من ليس لديهم أسباب قاهرة على العودة، إلا أنها تشدد على أن الحملات السياسية المضادة منعت حصول ذلك، نظراً إلى أن البعض كان يريد هو أيضاً الإستفادة منها.
من جانبها، لم تخف أوساط قوى الرابع عشر من آذار إمتعاضها من الذي حصل، لا بل ذهب بعضها إلى حد المطالبة بطرد من وصفهم بـ”شبيحة” النظام السوري من لبنان، نظراً إلى أن من يريد المشاركة في هذه الإنتخاب بإمكانه العودة إلى الأراضي السورية من أجل القيام بذلك، وبالتالي ليس لديه أسباباً تمنعه من البقاء هناك، لا سيما أن النظام بات يسيطر على مناطق واسعة.
وفي حديث لـ”النشرة”، أكد أحد نواب كتلة “المستقبل” أنه لم يكن يتوقع ما حصل بأي شكل من الأشكال، على الرغم من محاولته التحدث عن ضغوطات مارستها أحزاب في قوى الثامن من آذار على النازحين السوريين من أجل المشاركة في الإقتراع، لكنه شدد على أن من غير الممكن إنكار أن النظام نجح من خلال هذا المشهد في إخراج مشهد مؤيد له بشكل كبير من خارج الحدود السورية.
ووصف النائب المستقبلي العملية الإنتخابية في السفارة السورية بـ”المسرحية” التي تولى إخراجها “حزب الله”، إلا أنه وافق على القول إن فريقه السياسي تلقى “صفعة” قوية اليوم، داعياً إلى طرح هذا الموضوع على طاولة مجلس الوزراء في أول إجتماع له، لأنه بات من الضروري معالجة أزمة النزوح التي ترتب أعباء كبيرة على الدولة اللبنانية.
في المحصلة، لم تعد قوى الرابع عشر من آذار معارضة لفكرة تنظيم النزوح السوري في لبنان، مع العلم أنها كانت تصف من يطالب بذلك قبل أشهر قليلة بـ”العنصري”، وباتت هي نفسها من يدعو إلى طردهم بسبب خياراتهم السياسية، الأمر الذي دفع مصادر في قوى الثامن من آذار إلى التأكيد بأن مواقف الفريق لم يكن لها أي علاقة بالدوافع الإنسانية بل هي كانت تنطلق من أهداف سياسية باتت واضحة.