جامعة الدول العبرية
انبسقت “جامعة الدول العربية” من رحم الحرب العالمية الثانية عندما تمكنت حركات التحرر الوطنية العربية من دحر الاستعمار الغربي على أراضيها وإقامة دول وكيانات عربية مستقلة حرة تناضل من أجل تحقيق أهداف الشعوب العربية بإنهاء الوجود الاستعماري على الأرض العربية
وتصفية وجود اليهود ومنعهم من إقامة دولتهم في فلسطين .. الجامعة هي حاضن أساسي للشعوب العربية وتهدف لتعزير أوجه الوحدة العربية والتضامن العربي لتحقيق مصالح هذه الشعوب ، ورغم أن الاتحاد الأوربي المكون من عدة أمم ودول وبدأ عمله بعد نضال الجامعة العربية ، إلا أنه استطاع أن يحقق وحدة المصالح الأوربية وانعكس ذلك على معيشة وحياة المواطن والشعوب الأوربية ..
أما "جامعة الدول العربية" وبعد عقود من تأسيسها بدأت بالتخلي عن واجباتها القومية بلم الشمل العربي وأصبحت مطية ومطبخ للحرب على الشعوب العربية ..
الأيادي الخفية للعدو الصهيوني داخل الجامعة بدأ بتفريغها من محتواها القومي وبدأ بصنع وتنشأت عملاء له تمثل ذلك بقطر والسعودية والمغرب والأردن والكويت و .. " حيث عمل ومن خلال وكلائه على إجهاض أية محاولة للوحدة العربية فمشروع العملة الموحدة أدى لسيطرة الدولار واليورو على أغلب اقتصاديات الدول العربية ، ومشروع السوق العربية المشتركة تمثل بإنشاء معامل ومصانع عربية لتصنيع الأسلحة والمعدات الحربية التي سلمت للمتطرفيين المتشددين الذين نظموا عصابات إرهابية تقاتل الدول والشعوب العربية ..
القضية الفلسطينية والتي كانت حجر الأساس بتشكيل قمم الجامعة العربية أصبحت قضية التنازل عن حق الشعب الفلسطيني في أروقة المجتمع الدولي ، وبدل من تحقيق إنجاز أو تقدم على صعيد الصراع العربي الصهيوني أصبح الإنجاز الحقيقي بتحقيق السلام العربي الصهيوني ، وأصبحت مسألة التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي مع العدو الصهيوني مسألة حضارية ومشرفة لبعض حكام العرب ..
الجميع اتفق على بيع القضية الفلسطينية إلا سورية التي فتحت سفارة فلسطين في دمشق بدلا من سفارة "اسرائيل" التي فتحت بمصر والأردن والمغرب …
من أهم إنجازات "جامعة الدول العربية"
– دخول العدو الصهيوني كمراقب ومتابع ومدير لأعمال الجامعة . – تقسيم السودان إلى دولتين "السودان وجنوب السودان". – تقسيم اليمن إلى ست دويلات تحكمها إدارة مركزية بالاسم . – تصفية النظام الوطني القومي في ليبيا وبيعها لفرنسا وايطاليا والولايات المتحدة الأمريكية . – تدمير الدولة العراقية ودعم الاحتلال الأمريكي لأراضيه . – عزل سورية عن محيطها العربي ومحاولة تجويع الشعب السوري عبر سلسلة من العقوبات الاقتصادية العربية . – إعطاء غطاء سياسي للعصابات الإرهابية التي تنفذ أعمال إجرامية وعنف بعدة دول عربية . -التعاون مع مؤسسات المجتمع الدولي لإدارة الحرب على سورية وغيرها من الدول القومية العربية .
والسؤال الذي يدور بأفكارنا اليوم هو .. هل "جامعة الدول العربية" تأسست فعلا من رحم حركات التحرر الوطنية العربية التي نادت بالوحدة العربية وتحرير الشعوب من الاستعمار ، أما أنها أسست منذ البداية لتكون فيما بعد وسيلة للتفريض والاستسلام لقضايا وحقوق الشعوب العربية ؟ !!