الأغنية الوطنية السورية .. “شغل هات إيدك ولحقني” !!
كثيرة هي الأغاني الوطنية القومية أو السورية التي تغنى بها خيرة الفنانين العرب وانشئت جيلنا على محبة الوطن وقضايانا القومية ..
وأهمية الأغاني الوطنية تأتي لتكريس ثقافة المواطنة وتعميق صلة الإنسان بوطنه ، فالحنين للوطن ولقضاياها العادلة بحاجة للكلمة المعبرة والموسيقى التي تجذب الإنسان لسماعها ..
متل" الشمس جبينك عالي" ، "يسلم ترابك ياشام" ، "بعدك ياوطني" بصوت جورج وسوف ، "ياسوري" بصوت عدنان جبوري و "ياتراب بلادي" بصوت أذينة العلي .. وغيرها من الأغاني الوطنية السورية بابت جزءا من ثقافتنا وتراثنا الوطني نتغنى به ويعزز ولائنا للوطن ..
لكن !! .. ما أنتج مؤخرا من بعض الأغاني الوطنية وخاصة العام الحالي وفي غياب مهرجان الأغنية السورية كان لايرتقي إلى المستوى المطلوب لا شكلا ولا مضمونا ، وأعتذر لعدم إيراد أمثلة على ذلك لأن أغلب ماسمعنا من أغاني لاتعلق كلماتها بالذاكرة ولا تندمج بالروح .. حيث لم تظهر على شاشات التلفزة أغنية كأغنية "موطني" لتصبح رمزا جامعا لآلامنا وقضايانا الوطنية وحنيننا لتراب الوطن ، ولم نعد نسمع صرخات الألم العربي كأوبريت "الحلم العربي" و"الضمير العربي" ..
باختصار لقد أصبحت الأغنية الوطنية بالفترة الأخيرة تجميع لبعض الكلمات والعبارات تحت اسم الشعر المغنى بعيدا عن إيقاع الكلمة ، أما الموسيقى فقد أصبحت تطبيق وتركيب بين ذاك اللحن وذلك اللحن ، أما التوزيع الموسيقي فلم يغدو أكثر من تقطيع أوزان في أغلب الأحيان ، باختصار أصبحت الأغنية "شغل هات إيدك ولحقني" !! .. وكأن المقصود ببعض هذه الأغاني إظهار بعض الفنانيين على أنهم يحملون الهم الوطني ، وإملاء وقت للمساحات الفارغة ضمن برامج بعض المحطات ..
المطلوب اليوم وأكثر من أي يوم مضى ، العودة إلى مهرجان الأغنية السورية والاهتمام أكثر بالأغنية الوطنية شعرا وموسيقى وأداء لأنها تشكل جزء من ضمير الوطن وروح الشعب ، .. ويجب أن تعبر عن تطلعات الشعب السوري بآلامه وآماله ، بحزنه وفرحه وترسم بالكلمة واللحن مع هذا الشعب الصامد والمقاوم مستقبل البلاد .