حلب خالية من اعلام المونديال

كل اربع سنوات وتزامناً مع انطلاق المونديال تكتسي شوارع حلب برايات المنتخبات المشاركة ,
فالعلم البرازيلي و الايطالي او الالماني وغيرهم غالباً ما تتدلى من شرفات المنازل معلنةً انتماء صاحبها الى هذا الفريق او ذاك .
لكن في هذا المونديال تظهر بشكل شبه كامل حلب خالية الا من العلم السوري وبعض الرايات المتصلة به . تنقلنا في عدة شوارع لنسأل المولعين بكرة القدم حول غياب الاعلام عارفين مقدماً بثقل الايام التي تمر بها حلب وان 90% من الاجابات ستدور حولها , لكن هل هنا شيء اخر ……؟!.
احدهم قال ان هناك قرار بمنع الاعلام الأجنبية صدر عن الجهات المختصة .. جواب كذبته بعض الاعلام القليلة المبعثرة بالقرب من احدى المفارز الامنية
. حاولنا امساك رأس الخيط بالتوجه نحو احدى ورشات تصنيع الاعلام , أجاب مالك الورشة انه لم ينتجها لأنه لا طلب عليها وان علينا بالتوجه بسؤالنا نحو تجار المفرق .
من جهتهم اصحاب المحلات لم يعطوننا جواب شافي بالرغم من اعتراف احدهم بوجود حرج قائلاً تخيل لو علقت العلمين الإنكليزي و الفرنسي في متجري بينما يتهم المسئولون السوريون فرنسا بأنها اكثر الدول عداءً لسوريا في المرحلة الراهنة .
الجواب صحيح بالنسبة لبعض الدول لكن ماذا عن البعض الاخر كالبرازيل سؤال اجاب علية المالك بانه لا يعرف .
في المقاهي الناقلة للحدث تغيرت الصورة كلياً فالأعلام انتشرت بكامل المقهى بما في ذلك العلم الفرنسي و عندما سألنا المشرف على المقهى اجاب بأن علينا ان نبعد الرياضة عن السياسة . لا ادري إن كان السبب هو قلة اهتمام الناس بالحدث الكروي وهم المثقلين بأدوار الغاز و الماء او ربما احتكار قناة الجزيرة للبث ساهم بشكل سلبي في ابعاد الفقراء عن لعبتهم لكن ما اعرفه ان حب كرة القدم يجري في عرق عشاقها بالفطرة .