بعد جملة من الأخطاء التاريخية .. الصحافة المصرية تقصف ” سرايا عابدين ”
أخطاء في الوقائع والتواريخ بالجملة والمفرق في أحداث المسلسل المصري “سرايا عابدين”, وتحريف واستباحة للسيرة التاريخية للخديوي اسماعيل مؤسس مصر الحديثة في القرن التاسع عشر .
استدعت تحرك الصحافة والإعلام المصري، بعد أن كشف المؤرخ والباحث في تاريخ مصر الحديث الدكتور ماجد فرج سلسلة أخطاء وانتهاكات يرى المؤرخ المصري أنها تتعدى حكاية المسلسل ل "تتطاول على تاريخ مصر العريق".
متقدماً إلى النيابة العامة في القاهرة ببلاغ ضد مؤلفة المسلسل الكاتبة الكويتية هبة مشاري حمادة ومخرج المسلسل عمرو عرفة وصولاً إلى الجمعية المصرية للدراسات التاريخية التي أعطت التصريح لهذا العمل، وفق الدكتور الفرج الذي انتقد أن تتحول شخصية الخديوي اسماعيل من رجل دولة مهم إلى شخصية لا تفكر إلا بالجنس وتعدد النساء.
وكان الدكتور فرج أشار مع بداية شهر رمضان إلى أن أحداث المسلسل افتتحت بخطأ فادح وهو إقامة حفل عيد ميلاد الخديوي اسماعيل الثلاثين عام 1860م وهو المولود عام 1830 م، داخل "سراي عابدين" في حين أن السراي لم يشيد أساساً في ذلك التاريخ، لأن السراي اكتمل تشييده عام 1872م.
أي بعد 12 عشر عاماً من مشاهد عيد ميلاد الخديوي اسماعيل الذي لم يكن أصلا اسماعيل باشا خديوي (حاكم) مصر في عمر الثلاثين ولم يكن حتى ولياً للعهد وقتها، لأنه في العام 1863 أصبح "واليا" ثم حصل على لقب "خديوي" عام 1867" أي أن المسلسل جعله الخديوي (الحاكم) قبل 7 سنين".
مشيراً إلى أن من الخطأ قول مسمى "جلالة الخديوي" بل يقال "عظمة الخديوي".
واتهم الدكتور المصري الكاتبة الكويتية بالتحريف في أحداث المسلسل، عندما لجأت إلى اختلاق حادثة قتل اسماعيل اخيه الأمير رفعت للاستيلاء على ولاية العهد وهو لم يحدث في التاريخ متهماً الكاتبة هبة حمادة بالإساءة لتاريخ مصر.
ومتسائلاً: "إذا كانت الأحداث لست واقعية ولا تاريخية، لماذا لم تلجأ لكتابة قصة تاريخية خيالية وفي نفس الأجواء الزمنية والديكورية مثل قصة كينغ آرثر وغيرها من الأدب الكلاسيكي، لماذا بالتحديد الخديوي إسماعيل؟!.
ورفض الدكتور ماجد فرج أن يكون اعتراضه على الكاتبة كونها ليست مصرية، مشيراً: "أفضل الباحثين في تاريخ مصر هم أوروبيون ومستشرقون لأنهم تخصصوا وقدموا نتائج علمية وحقائق تاريخية جديدة ولم يقوموا بالاعتداء على تاريخ مصر.
مؤكداً بالقول: "المشكلة ليست في جنسية الكاتبة بل في قدرتها أن تقدم عملاً منصفاً وفاهماً لما تكتب".
واصفاً اقتصار الكاتبة على تناول الحياة الجنسية للخديوي هو تناول وضيع لا يسمح به.
وكانت الصحافة وبعض القنوات المصرية أثارت نقاشا حول "سراي عابدين" حيث كتب الصحافي المصري محمد عبدالرحمن في زاوية بعنوان: (خديوي من الكويت)، ذكَّر بما قالته الكاتبة الكويتية في المؤتمر الصحافي الذي عقد حول مسلسل " سراي عابدين"، عندما قالت بأنها لم تهتم بالتوثيق التاريخي وإنما بالدراما خلف أسوار القصر.
وهو ما استدعى الصحفي المصري أن يطلب كتابة إشارة في مقدمة المسلسل إلى "أن هذه الأحداث غير واقعية والشخصيات التي نراها مستوردة من دولة عربية شقيقة"، بعد إشارة الصحافي المصري إلى أن طاقم العمل أكد أنه لم يخضع النص لمراجعة تاريخية من خبراء مصريين مختصين.
وبيّن الأخطاء التاريخية التي لم تتوقف حتى الحلقة الثامنة، عندما يظهر العلم المصري في المسلسل بهلال واحد ونجمة واحدة غير أنه في عصر الخديوي اسماعيل كان أحمر بثلاثة أهلة وثلاث نجوم.
حسب الدكتور ماجد فرج الذي أكد أن شخصية خوشيار هانم (يسرا) كانت سيدة محترمة جداً وطيبة جدا وحنونة جداً ومحسنة جداً أما الحيزبون فهي من خيال المؤلفة المريض جداً جداً.
يختم الدكتور ماجد فرج، قائلا: "المسلسلات التاريخية المغلوطة ترسخ أخطاءها في عقول المشاهدين وخاصة من لا يقرأ ويكتفي باستقاء معلوماته من الأفلام والمسلسلات".