المعلم: جدية واشنطن بمكافحة الإرهاب تقتضي أن تتوقف عن دعم الإرهابيين
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أن جدية الولايات المتحدة وحلفائها في مكافحة الإرهاب تقتضي أن يتوقفوا فورا عن دعم وتمويل وتسليح وتدريب التنظيمات الإرهابية وتهريبها إلى داخل الأراضي السورية
وهو ما يتحقق من خلال التنسيق المعلوماتي مع الدولة السورية.
وبين المعلم في مقابلة مع قناة (أر تي) الروسية أمس أنه لو كانت الولايات المتحدة جادة في مكافحة إرهاب “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية لبدأت بالتحرك عبر الأمم المتحدة وتحت مظلتها ودون أن تستثني أحدا بمن فيها روسيا وإيران وسورية.
وقال وزير الخارجية والمغتربين “إن التحرك من أجل تشكيل تحالف دولي لمواجهة إرهاب (داعش) لا يختلف عليه اثنان كعنوان.. فسورية منذ عشرات السنين طرحت ودعت إلى مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب لأنها كانت تستشعر خطره كما أنها منذ بداية الأزمة قالت إن الإرهاب سيرتد على مموليه وداعميه وسينتشر خارج حدود سورية حتى إلى أوروبا وأمريكا”.
وأضاف المعلم “يجب التمييز بين جهد دولي في إطار قرار مجلس الأمن 2170 لمكافحة إرهاب (داعش) و(النصرة) وغيرها من التنظيمات المرتبطة بالقاعدة وبين النوايا الخفية للولايات المتحدة وحلفائها ولاسيما أن أعضاء هذا التحالف الدولي هم من الدول التي تآمرت على سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات حين مولت ودربت وسلحت وهربت الإرهابيين إلى سورية بمن فيهم إرهابيو داعش/الذين جاؤوا من 83 دولة”.
وشدد وزير الخارجية والمغتربين على أن الغارات الجوية لن تثمر في مكافحة الإرهاب دون تنسيق مع القوى الفاعلة على الأرض أو عمل عسكري أرضي مشيرا إلى أن “الولايات المتحدة تضحك على العالم عندما تقول انها لن تنسق مع الحكومة السورية بل مع (المعارضة المعتدلة) لأن هذه (المعارضة) تقوم بقتل السوريين كما تفعل داعش والنصرة” معتبرا أن الحديث الأمريكي عن هذه (المعارضة المعتدلة) يثير الضحك”.
ولفت المعلم إلى أن هناك شكوكا حول رغبة الولايات المتحدة وحلفائها بالحل السياسي في سورية لأنهم يدربون مجموعات مسلحة تمهيدا لإدخالها إلى سورية لمواصلة قتال الجيش العربي السوري وبالتالي هم يريدون استمرار الأزمة ونسف الحل السياسي من جذوره.
وجدد وزير الخارجية والمغتربين التأكيد على أن أي انتهاك للسيادة السورية هو عدوان.. وتعريف هذا العدوان واضح في القانون الدولي لافتا إلى أن سورية مازالت تمد يدها للتعاون والتنسيق من أجل مواجهة إرهاب (داعش) و(النصرة)وغيرهما وفقا للقرار 2170.
وقال المعلم “إننا في سورية نفخر بالتعايش القائم بين مكونات المجتمع السوري ونقف بحزم ضد محاولة التمييز بين السوريين على أسس عرقية أو دينية ونفخر بالمواطنين الأكراد الذين يشكلون جزءا عزيزا وغاليا من المجتمع السوري.. والتقارير تحدثت عن قيام الطائرات السورية بقصف مواقع لـ “داعش” قرب عين العرب”.
وأشار وزير الخارجية والمغتربين إلى أن روسيا وسورية شركاء في مكافحة الإرهاب منذ أكثر من ثلاث سنوات وسورية تحصل على دعم عسكري روسي يتمثل بتمكين قدراتها الذاتية في مكافحة الإرهاب لأن السوريين هم أبناء الأرض وهم الأعلم بما يجري عليها لافتا إلى أن روسيا لا تتحرك إلا في إطار الشرعية الدولية ولذلك تحاشت الولايات المتحدة اللجوء إلى مجلس الأمن.
وأوضح المعلم أن التنسيق السوري مع روسيا وإيران وعواصم مجموعة “بريكس” مستمر مبينا أن موسكو التي استخدمت الفيتو أربع مرات لا يمكن أن تسمح بتمرير قرار تحت الفصل السابع إذا شعرت أنه يضر بالسيادة السورية أو بالمصالح السورية ولذلك فإن سورية تطالب بتنفيذ القرار 2170 من جميع الدول بلا استثناء وخاصة الدول المجاورة التي سبق لها أن دعمت الإرهابيين ومازالت رغم أنها أعضاء في التحالف الذي تقيمه الولايات المتحدة.
وقال وزير الخارجية والمغتربين “إن بعض الدول الأوروبية أجرت عبر أجهزة الأمن اتصالات مع سورية للحصول على معلومات عن مواطنيها الذين يقاتلون إلى جانب التنظيمات الإرهابية ولكن السؤال.. هل هذه الحكومات كانت في غفلة من أمرها عندما سهلت سفر هؤلاء إلى سورية عبر الأراضي التركية”.
وأضاف المعلم “إنهم قلقون الآن من عودة هؤلاء إلى بلدانهم لأنهم كانوا يأملون أن يتم قتلهم في سورية والذي لم يقتل يريد العودة إلى بلده ويريدون منا أن نقدم لهم على طبق من فضة معلومات حول من أرسلوه بالأساس لقتل السوريين”.