فارس الشهابي : يُحول مصنعاً إلى منصة للتعليم
لا بدّ و أن يأتي يوم و تُنشر فيه قائمة بيضاء بكل اولئك الّذين كان خيارهم و منذ بدء الأزمة الوقوف الى جانب وطنهم و جيشهم و شعبهم .. اولئك الّذين كانوا أقوى من كل ذلك الإرهاب الّذي مُورس في عهد ثورة ألبسها الشيطان ثوب الديمقراطية و الحرية ..
فقتلت باسم الديمقراطية و الحرية و سُكب دم الأبرياء و طعن الوطن الّذي لطالما عاش السوريون في كنفه بأمان قبل أن يأتي دعاة الحرية مأجورين في مهمة تخريب سورية ..
كثير من أصحاب الأيادي البيضاء عملوا بصمت و لا زالوا يقدمون دون سؤال بل إنّ بعضهم يبحث عمن يقربه من محتاجين و مجروحين و مصابين و مطعونيين و مقهورين
بعضهم قدم الطعام و الكساء و البعض أمن السكن بشكل أو بآخر و منهم من كان خطاً داعماً للجنود في العديد من المناطق الساخنة .. بعضهم لامس جراح أبطال الجيش فحاول مداواتها بشكل أو بآخر …
و إن كنا في هذه السطور سنتحدث عن مبادرة رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية الذي حوّل أحد معامله في منطقة الشيخ نجار لتكون مدرسة للأطفال المهجرين من بيوتهم جراء الإرهاب , فإننا بكل تأكيد نحاول لفت النظر إلى أهمية و خصوصية توجيه النوايا الصادقة نحو المقعد الدراسي الّذي كان هدفا ضمن أجندة أعداء الحياة الّذين احتلوا المدارس و جعلوها مقرا لفسقهم و كفرهم بعد أن كانت مهدا للعلم و المعرفة يُقارع فيها الجهل و التخلف .يقول فارس الشهابي : التعليم هو السلاح الأقوى الذي نواجه به مؤامرات التطرف والتعليم،و هو ا يجب أن توجه الجهود الكبيرة نحو تأمين تمليكه للأجيال السورية عبر إعادة كل طفل تسرب من المدرسة إلى مقعد دراسي في أي مكان كان إذا لا يجوز ترك طفل واحد خارج المدرسة .. لأنّ المدرسة هي خط الدفاع الأول عن البلد و المستقبل و الحياة .
من هنا تأتي أهمية المبادرة التي أطلقها الشهابي متمنين أن تتوالى و توجه العطاءات الخيرية نحو تأمين مدرسة أو مقعد بل لتأمين كتاب و كراس فكل شيء ينفع في ظل هذه الظروف التي يحاول البعض من عشاق الظلام إدخال بلادنا في نفق من العتمة .تجربة الشهابي حملت الكثير من المعاني الراقية فالمدرسة تضم حالياً نحو 300 طالباً وقد تم تأمين كادر تدريسي مؤلف من 11 مدرساً، إضافة إلى تأمين كافة المستلزمات من الحقائب المدرسية وغيرها، مع تأمين العديد من المعونات لهؤلاء الطلاب المهجرين.
واقترح الشهابي تسمية هذه المدرسة باسم الشهيد العقيد الركن إياد حرفوش لأنه من أعلى الرتب العسكرية التي استشهدت في منطقة الشيخ نجار، آملاً من الحكومة الموافقة على هذا الاقتراح.
واعتبر الشهابي أن هذه العملية هي بمثابة رسالة موجهة للعدو بأننا لن نكتفي بالعمل بل نقوم بواجبتنا الاجتماعية ليس كما يفعلون هم وضعوا الأطفال في مخيمات وأعطوهم لقاحات فاسدة، وقد تم تأمين وإيصال اللقاحات حالياً إلى المنطقة الصناعية بالتعاون مع وزارة الصحة.
رسالة الشهابي و رسائل كثيرين غيرها لا بدّ و أن تشكل طلقة في صدر اولئك الذين يحاولون منذ أربع سنوات إشاعة الظلمة و التخلف في بلادنا .. و ما أغباهم كيف يمكن أن ينجحوا في بلد يتنفس حضارة و رقي و إصرار على أن يكون التعليم دربا من دروب التغلب على الأزمة و الخروج منها
فلنبني عند آخر نفق ظلمة يحاولون حفره مدرسة , و لنستبدل كل مكان أشاعوا منه الظلم و التكفير بمؤسسة تُعلم و تُرقي أولاد و أطفال سورية .. و لنكتب على كل جدار وجهوا نحوه رصاصة .. سنقاومكم بالعلم و المعرفة .