تهاوي مشروع الإسلام السياسي على أبواب تونس بقلم علي رضا
بعد اكثر من 5 أعوام من انطلاق شرارة الربيع الدموي الذي انطلق من تونس ضد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي لتغرق هذه الدولة بصراع جديد عاد الى الساحة
وهو دخول الأحزاب الاخوانية اليمنية التي لها ارتباطات دينية الى الانتخابات والساحة والسياسة وحققت اكتساح كبير في الجولات البرلمانية والرئاسية بمباركة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون ودعمها لهذا الخطوة على الرغم من معرفتنا التامة بالمشروع التقسيمي بالشرق الأوسط وكرههم للإسلام وتشويهم له .
وبعد سجال كبير في تونس دام اكثر من عامين و اضطرابات ومظاهرات واغتيالات طالت شخصيات سياسية كبيرة ذات شعبية مثل شكري بلعيد، ومحمد البراهمي عام 2013 على ايدي مجموعة اطلقت على نفسها اسم " انصار الشريعة " وعلى رغم من تسلم منصف المرزوقي الفترة المؤقتة للبلاد وهو المعرف بتياره الإسلامي ودعمه للنظام الإخوانِ في مصر وغزة .
حيث عاشت تونس في الأيام السابقة انتخابات ديمقراطية بشهادة المنظمات الحقوقية الدولية العالمية وكان عرس ديمقراطي حقيقي على رغم من بعض الاضطرابات التي عاشتها مدن الجنوب إلا ان فوز الرئيس المنتخب الباجي قائد السبسي السياسي المخضرم في تونس الانتخابات التي شكلت انتصارا ً حقيقيا ً للتيار العلماني والاصلاحي في الدولة وتهاويا ً للمشروع الإخوانِ الذي فشل في مصر والان يفشل في تونس وقريبا ً سوف يفشل في ليبيا ..
تونس من اكثر الدول تصديرا ً للمقاتلين في العالم الذين يقاتلون مع داعش فهل فوز السبسي سوف يوقف تدفق الشباب التونسي الى القتال في الخارج أما زوال نظام المرزوقي الذي يعتبر من أكبر الداعمين للدولة الإسلامية والإسلام السياسي سوف يكون إيجابيا ً في هذه المسألة .
ان انتصار سورية عبر مؤسستها العسكرية ومكافحتها للإرهاب العالمي والدولي وانتصارها في العديد من المراحل لعب دورا ً إيجابيا ً في انهيار المشروع السياسي الإسلامي في المنطقة وفشل الربيع الدموي الذي انطلق في عام 2011 وحاول تقسيم المنطقة على أساس طائفي وديني وعرقي إلا ان فشل المشروع في سورية قلب العروبة النابض سبب في زوال وانهيار ذلك المشروع تهاوي المشروع الإسلام السياسي والأيام قادمة سوف تثبت ذلك .
مبروك لتونس هذا النصر الديمقراطي الكبير وعودتها الى التيار العروبي والإسلامي المعتدل لكي نقاوم العدو الرئيسي الأساسي وهو الكيان الصهيوني الذي يعد العقل المدبر والشيطان الأكبر في تشويه الدين الإسلامي وتخريب المنطقة لكي يبقى هو الأقوى ويقوم ببناء دولته العبرية من النيل الى الفرات … لكن اصطدامه في قلعة الصمود العربية دمشق ومحور المقاومة في المنطقة أدى الى فشله وخسارة المشروع الصهيو أميركي الكبير في المنطقة .