على أعتاب محور المقاومة يسقط مشروع المتأسلمين الصهاينة بقلم علي رضا
لا يختلف اثنان على ان الحرب الكونية التي تتعرض لها سورية هي جزء من المخطط الاستعماري على الإسلام والمسلمين عبر عدة أدوات في المنطقة تنفذ المشروع بطريقة منهجية على الطريقة الصهيونية وبرعاية أميركية بولادة متأسلمين صهيونيا ً لتشويه الدين وتفريغه من مضمونه
إلا ان المسرحية التي كتبها رواد الفكر الصهيوني عبر التاريخ كان لها عدة فصول تدرجت عبر الزمن فكانت بدايتها خلق الوهابية في المحمية السعودية ودعم آل سعود لتخريب الدين ضمنيا ً ببدع كثيرة انف ذكرها .
ليأتي بعدها الاحتلال العثماني الذي حاول جاهداً تشويه العروبة والإسلام بأوامر صهيونية فحاولوا بث الإشاعات والأقاويل العادات التقاليد التي تطغى على الدين بشكل ضمني وتقوي المناطقية والعرقية والطائفية بالمنطقة .
ليمتد بعدها المخطط الى شكل أكبر ليشمل كل جوانب الحياة عبر الاستعمار الجديد وترسيخ التبعية والتباعد ورسم الحدود والتجزئة عبر الاعلام ووسائله عن طريق الشعارات البراقة لإضعاف الانتماء بشكل كبير .
لتنتقل الحرب بعدها الى شكل علني نوعا ً ما عبر تشكيل حركات إسلامية سياسية تحاول جذب الأفراد الى مخططات مدروسة تحت شعارات رنانة منها حركة اخوان المسلمين الذي انطلقوا من تمويل صهيو أميركي فخربوا ودمروا وحرقوا وقتلوا إلا الإسلام الحقيقي انتصر وأيضا ً في سورية فكانت جولة خاسرة في تاريخ المتأسلمين في المنطقة .
لتتدرج بعدها الأحداث السياسية بشكل كبير وخسارة الكيان الصهيوني في عدة مواجهات مع المقاومة في لبنان وفلسطين وسورية و تحقيق إصابات مباشرة في العمق الإسرائيلي عبر العمليات الاستشهادية التي احرجت الكيان الغاصب فكان يجب عليه ان يتخذ إجراءات جديدة وخطوات عبر خلق مجموعات وحشية إرهابية تنادي بالإسلام الذي هو برئ منهم لتنطلق وتنفذ كل المخططات الإرهابية من قتل وتدمير وخراب وتشريد وتجزئة خدمة لهدف الصهيوني فكانت ولادة داعش والنصر وغيرها لنتطلق منها الحرب على شكل علني الى شكل مفضوح ولكن كان يجب ان تكون هنالك آلية لنجاح هذا المشروع فكان يجب عمل خطوات لضمان نجاحه على النحو التالي :
1. ترسيخ الفتنة الطائفية داخل الدين الإسلامي وتحديدا ً بين السنة والشيعة وتحديداً في العراق ومعظم دول المنطقة لخدمة المشروع .
2. محاولة حول البوصلة الحقيقية عن العدو التاريخي للكيان الصهيوني وتحويلها نحو ايران البلد المقاوم صاحب المشروع النهضوي بالمنطقة لكي تشتعل المنطقة بالكامل .
3. ضرب سورية وتجزئتها الى دويلات متنازعة متنافرة لكي تنهار مما يؤدي الى انهيار العروبة واشتعال الحرب الطائفية لأن دمشق بتقى دائما ً هي التي تشكل قلب العروبة النابض والإسلام الصحيح المتسامح على عكس ما يسوق عبر وسائل الاعلام المعادي .
4. تسخير كل وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والقنوات الفضائية العبرية الناطقة باللغة العربية لبث التفرقة بين المسلمين الحقيقين وصناعة هالة كبيرة للمتأسلمين لتشويه الدين فكان كل إرهابي في العالم هو ذلك الشخص الملتحي الذي يقتل باسم الله ولكن العجب لماذا لم يهاجم لغاية الآن هذا المتأسلم الكيان الصهيوني او حتى ان يقتل صهيوني واحد ؟ والجواب اصبح واضحا ً بين السطور ..
5. محاولة قلب الرأي العام العالمي عن الجرائم الصهيونية واغتصاب الأراضي وحق العودة وتحريرها الى جرائم اكبر وحشية باسم الإسلام لتناسي القضية الفلسطينية ورسم صورة للعالم ان إسرائيل دولة السلام
6. لفت انظار العالم الى الإرهاب الأخير الذي جرى في فرنسا بعد الرسوم المسيئة للرسول الأعظم محمد (ص) لترسيخ فكرة ان المتأسلمين المتطرفين هم أصحاب العقيدة وانهم يخافون على رموزهم الدينية فنفذوا تلك الهجمات على الصحيفة الفرنسية أما ما تبقى من العالم الإسلامي المعتدل يقفون مكتوفي الأيدي ويكتفون بالتنديد والغضب دون أي اجراء ..
وبتدقيق النظر وربطه بين الماضي والحاضر نجد ان كل هذه المعطيات هي استراتيجية صهيونية جديدة في حربها العالمية على الإسلام سعيا ً منها لتشويه بشكل كامل لكي تبقى هي الأقوى لتكون دولة كبيرة موحدة تقاتل الإرهاب والإرهابيين لكن هيهات منا الذلة لا تنسوا جيدا ً موقف القيادة السورية والمقاومة اللبنانية حين وجهت رسائل كبيرة للكيان الصهيوني على ان الحرب القادمة لن تكن نزهة او مرور طريق انما هي حرب وجود والانتصارات التي يحققها الجيش السوري عسكريا ً وقيادته سياسيا ً وأيضا ً المقاومة اللبنانية سياسيا ً واعلاميا ً مع الدول الصديقة سوف تشكل عائقا ًفي وجه تجاه هذا المشروع الصهيوني لأن صمود سورية هو انتصار للأمة العربية والإسلامية والأيام القادمة سوف تثبت ذلك ..