أين صناع القرار من “الماكينة الحلبية”??
مضى على دخولنا إلى المدينة الصناعية في حلب أكثر من عام ولازال هذا الصرح الحضاري العظيم الذي لو قدر له
بالاستمرار في صعوده لولا الحرب لكانت المدينة الصناعية وبحق أقوى مدينة صناعية في الشرق اﻷوسط …
عاشرت من خلال عملي الهندسي (منذ عام 2004 وحتى دخول السفلة إليها عام 2012 في الشهر السابع) شرائح مختلفة من الصناعيين من أبناء مدينة حلب وأستطيع أن أصفهم جميعا ب "الماكينة الحلبية"…
نعم الصناعي الحلبي يستحق لقب "الماكينة الحلبية"… لا يهدأ ليل نهار ..طموح دائما بالتطوير ..شغوف دائما" باقتناء اﻵلات الحديثة .. لايقف طموحه عند حد معين من النجاح ﻷن نجاحه يحوله إلى صناعة … لايحتمل أن يكون له منافس متطور أكثر منه … لديه الاستعداد أن يسافر إلى أقصى بقعة في اﻷرض ليفرض نفسه بمنتجاته أو ليحصل على فكرة جديدة يطور بها صناعته…أو أن يستقدم لوطنه صناعة جديدة ..
بعد دخول الجيش العربي السوري إلى المدينة الصناعية انطلقت وتيرة العمل بواقع متسارع يلبي طموح الصناعيين بالعودة إلى العمل وبواقع إقلاع خمس معامل يوميا" بشكل تقريبي بعد أول عشرين يوم بسبب أعمال الترميم و بدأ التفكير الجدي لكثير من الصناعيين الذين هاجروا مع بداية اﻷحداث بالعودة للاستمرار بالعمل وبعضهم عاد فعلا" ووصل عدد المعامل المنتجة بعد حوالي ثلاثة شهور إلى 315 مصنع وكان متوقعا" أن يصل العدد إلى 700 معمل خلال أشهر قليلة .. ولكن العكس هو الذي حصل ﻷسباب بات الجميع يعرفها … وبدأ التراجع حتى أصبح عدد المنشآت المنتجة حاليا لايتجاوز المئة .. وبدلا من أن يستمر تطور المدينة الصناعية حدث العكس للأسف…..
التطور العظيم الذي سارت به المدينة الصناعية قبل اﻷحداث دمرته الحرب أولا" وتجهز عليه ثانيا" قرارات وتعاملات السادة المسؤولين ..
أكثر من زيارة ﻷكثر من مسؤول لم تغير من الواقع الذي ينبئ بتراجع وتهاوي هذا الصرح العظيم ..
متى سيدرك أصحاب القرار بأن عجلة اﻻقتصاد السوري ستنتعش إذا أقلعت عجلة اﻻنتاج والصناعة في حلب؟؟.