أخلاق الأزمة .. أم أزمة أخلاق !!!
يبدو أن هذه المعادلة لم تعد متداول في الأوساط الشعبية وذلك لأن الأزمة الكبيرة التي تمر بها سورية خلفت وراءها أزمات أصغر منها …
أزمة أخلاق .. أزمة دين .. أزمة تربية .. أزمة ثقافة وعادات وتقاليد .. أزمة معيشة .. أزمات انسانية ….. فالعادات والتقاليد التي تربينا عليه يبدو أنها رحلت مع رحيل الثقافة المجتمعية , فتحت عنوان التطور والوعي على طريقة مشروع “الربيع العربي” أصبح قيمنا الاجتماعية أكثر سواء , فمعادلة “الكبير يعطف على الصغير والصغير يحترم الكبير” لم تعد موجود لأن الصغير أصبح يشهر سلاحه بوجه الكبير بحجة أنه انفتح على التطور ولأن الكبير بنظره لم يعد بالسن أو العمر وإنما بم اصطفافه إلى جانب هذا الطرف أو ذاك , أم الكبير ماعاد ليحتمل الصغير وبدل العطف أصبح القمع واللامبالاة …. بحجة الأزمة وبحجة أنه ماعاد ليتحمل أحد أو غير قادر على المسؤولية …. وضمن هذا الاختلاف أصبحت الأسرة مفككة بين طرف وأخر وبين تيار وأخر والكل يعتبر نفسه “عراب” .. معادلة “قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا” يبدو أنها اندثرت فعندما يخطف المعلم وللأسف يكون أحد خاطفيه من تلامذته , ماذا يمكننا أن نقول? .. ماذا نقول عندما يضرب المعلم .. وعندما يهان .. وعندما يستخدم بحقه العنف? … معادلة “الأم مدرسة إن أعتدتها أعدت شعبا طيب الأعراق” أين هي المدرسة وأين هي الأم .. أمهات رحلوا أبنائهم عنهم فبقيت أم بدو أولاد .. أم تروج للدعارة من أحل لقمة العيش .. أم تساعد أولادها على حمل السلاح .. أم تهرب أبنائها من البلد وأم تروج للمخدرات وأم وووو … أين هي قدسية الأم من كل هذه التحولات !!! .. في خضم هذه التحولات الكبرى أصبحنا نرى الرجال تبكي , العزيز يهان , الشيوخ تلطم .. ولم يعد للمجتمع مكان للعالم والإمراة والشيخ والكاهن والمسن والعزيز والمثقف … فقوة السلاح باتت أكبر وقوة العسكرة باتت أعظم وبالسلاح لا عزيز ولا كبير ولا معلم ولا أم ولا .. الجميع يخصعون لأوامر الأقوى , فهل باتت المعادلة “القوي يأكل الضعيف”.. هل يمكن أن نقول ماعاد بمجتمعنا قيمة اسمها “ارحمو عزيز قوم قد ذل” !!!