شعور غريب !! لاقيمة للإنسان بزمن الحرب
ينتابني شعور بالاحباط في بعض الأوقات وشعور باليائس وبحالات كثيرة أتسأل بنفسي لما أنا هنا …
لا أعرف إن كان حب للوطن , أو لأنني كباقي السوريين لايستطيع ولايمكن له حتى لو بالحلم أن يعيش بعيدا عن بلده … يبدو أن حب الوطن من تراب وشعب عشعش في قلوبنا حتى أصبحت ذاكرتنا لا تتسع إلا صور بلادي .. لما يأتي هذا الشعور من فراغ , بل جائني كهزة أرضية عمت جسدي عندما تحدث إلي أحد الأصدقاء وهو يعرض علي ويدعوني للعمل معه بأحدى الوكالات الاعلامية العربية الغربية , لم أصدق عندما قال لي أن تعويض التحقيق الصحفي يصل إلى 150 دولار والراتب الشهري لمراسل أو محرر بوكالة أخبار أو باحدى القنوات الموجودة في ليبيا قد يصل إلى 3000 دولار … نعم أيها السادة بما يقارب 900 ألف ليرة سورية يتقاضى الصحفي أو المحرر الصحفي في بلد مثل ليببا أو لبنان أو غيرها من البلاد التي تشهد حركة تقدم بالرأي العام … في الحقيقة الموضوع جعلني أرتعش وأتوتر , ليس لضخامة التعويض وإنما أستغرب لماذا أنا كواحد من قادة الرأي في سورية أعمل مثلي مثل باقي السوريين أواصل الليل بالنهار من أجل راتب قد لا يتجاوز 30 ألف ليرة سورية في ظل ضيق بظروف المعيشة , لماذا أحصل على تأييد ودعم لو حتى معنوي من قبل العديد من الأشخاص حول العالم وفي بلدي أعمل ضمن أي طابور … تساؤلات كثيرة وهي لا تعنيني وحدي بل هي قضية العشرات الآلاف من السوريين الذين هم بنفس موقعي !!! يتعرصون للإغراءات ولوسائل الدعم النفسي والمعنوي ويلقون تأييد وتقدير العديد حول العالم أما في بلدهم فهم حتى الآن لم تفكر الحكومة بأسمائهم … كم من مهندس وطبيب وباحث وصحفي وأديب وشاعر وفنان بهذا البلد لم يلقى ترحيب المجتمع المدني أو مؤسسات الدولة … بالنتيجة ليست هي قضية خاصة بل عامة وعموميتها تكمن بأننا في سورية لم تلقى الموارد البشرية كعلم واختصاص اهتمام مؤسسات الدولة , فالكثير من الأعلام والمشاهير هم أبناء سورية .. يأتيهم عروض ومغريات كبيرة لكن تمسكهم بالأرص والشعب السوري وانتمائهم لهذا الوطن أكبر من أي عرض يقدم لهم ,
.. لكن .. هل يلقى هؤلاء اهتمام الدولة السورية وماهي جوانب الاهتمام والدعم النفسي والمعنوي والمادي لهم ???