برسم الحكومة .. ماذا عن واجباتكم بتأمين السكن للمواطنيين !!
عندما يتابع المواطن البسيط أعمال الحكومة بقطاع السكن يجد بأن هنالك “مشاريع للسكن الشبابي وأخرى مشاريع سياحية وأخرى مشاريع مجمعات بالضواحي” …
لكن باختصار جميعها ليست بمتناول يديه !!!
لماذا ليست بمتناول يديه ?? لأنها باختصار تفوق امكانياته المالية , فهل يعقل لمواطن أو موظف بالقطاع الخاص أو العام لا يتجاوز دخله الشهري 30 ألف ومن ضمنها مصروفه الشخصي والعائلي ووو .. أن يفكر بمثل هذه المشاريع ?? .. مشكلة السكن ليست آنية بل هي منذ عقود بعيد , تعاملت بعض الدول مع هذه الظاهرة وتمكنت من ايجاد مخرج لها تساعد المواطن على العيش ضمن مسكن لائق … لكن في سورية وبظل وجود عدة قطاعات ومؤسسات عامة وخاصة ومشتركة تعمل بهذا القطاع إلا أن المشكلة قائم والمواطن البسيط الذي يرسم أحلامه المتواضع ليس له نصيب مما يقدم من مشاريع للسكن في سورية , اجمالي المؤسسات العاملة بقطاع السكن اهتمت بتطوير مشاريعها ولم تهتم بتطوير مستقبل المواطن البسيط لذلك أصبحنا نشاهد مساكن فارغة وأخرى مؤجرة وأخرى عرضة للبيع بالمزاد !!!….. قطاع “التعاون السكني” : هل لاحظت الحكومة ومؤسساتها بأن هذا القطاع لم يعد قطاع ذوي الدخل المحدود وأصبح شركات خاصة مرخصة بظل الدولة !!! أي تعاون سكني وبيت بالجميعات يناسب دخل المواطن إن كانت الجمعية تطلب من المكتتبين على مشاريعها دفعة 300 ألف أو أكثر لشراء أرض , ودفعة 200 ألف مثلا لخفر الأساسات , وغيرها من الدفعات التي بالأساس ليست من امكانيات المواطن البسيط … لو أن القدرة المالية للمواطن أن يدفع 300 ألف كل فترة فلماذا يسجل بالتعاون السكني أو مساكن الادخار أو الشباب , أليس الأولى أن يتفق مع شخص على شراء منزل بالتقسيط !! … ليس من الضروري أن تتخذ جميع مؤسسات القطاع السكني شعارها بتأمين السكن لذوي الدخل المحدود , بل على الدولة أن تتبنى وعبر مؤسسة الاسكان والتعمير العامة إنشاء ضواحي بالمدن الكبرى تتناسب مع “إمكانيات” المواطن البسيط فعلا وبعيدة عن الشعارات وتكون بأقساط شهرية تنناسب مع الدخل , ولا تكون بقيم عالية .. يكفي أن يكون للمواطن البسيط منزل بسيط بهذا الوطن يدافع عنه , وهنا لا بد من الإشارة بأن الحكومة حتى الآن لم تضع بعين الاعتبار مستقبل الشباب الذين هم ضمن الخدمة الالزامية والاحتفاظية والاحتياطية بالجيش , فنهم من مضى عليه خمس سنوات ولم يتمكن بسبب ظروف البلد من المساهمة بشراء مسكن حتى لو “غرفة وصالون بشي منطقة عشوائية” فهؤلاء الآلاف بل مئات الآلاف بعد انتهائهم من الخدمة لن يجدوا ذلك الوطن الذي دافعوا عنه , لأنهم باختصار بدون مسكن وكيف لمواطن أن يدافع عن وطنه وهو لايملك مسكنا فيه !!! … من حق الدولة أن تفرض على رعاياها حماية كيانها ومؤسياتها , ومن المواطن أن يسكن تحت “سقف وحيطان”…