مقالات وآراء

كتبت دانيا الأفندي لشهبانيوز … بعدَ الفراقْ

هَجَرْتُكِ وَ اللَّهُ أَعلَمُ بِمَا في القَلبِ منْ لَوعَات …
هَجَرْتُكِ وَالعينُ تدمعُ وَالصدرُ ضاقَ منَ الأناتْ …
تَركْتُ القلبَ فيكِ يَشقىٰ وَتَركْتُ العُمرَ مُعَلَقاً بعقاربِ الساعاتْ … فلا حياةَ بعدَ فُرَاقِكِ تَحلو وُلا فَرَحٌ ولا مَسَراتْ .. ماظنَّنْتُ البُعدَ يُوجِعُني وَإِذْ بالصَدرِ يختَنِقُ منَ الأهاتْ … أيُّ وَطَنٍ يُدْفِءُ الغريبَ وَيُزيحُ عن قَلبِهِ الغماماتْ !!! ..أيُّ أمٍ تضمُ الابنَ الذي أغوتْهُ الحياةَ بالضلالاتْ !!! ..
وسدد أيُّ حبٍّ يمنحُهُ العاشقُ لحبيبِهِ دونَ تنازلاتْ !!!! .. فأيُّ وطنٍ أنتِ !!! وَ أيُّ أمٍ !!!وَ أيُّ حبيبةٍ!!! قدْ خاضَتْ من أجلي المفاوضاتْ
القلبُ يعشقُ قبلَ العينِ أحياناً….وَأنا عشقْتُكِ بالقلبِ والعينِ والمخيلاتْ
تركْتُ فيكِ روحي معلقةً بينَ الأرضِ وَالسبعُ سماواتْ
أشتهيكِ حبيبةً وَلِتَفنىٰ من بعدكِ كلَّ الحبيباتْ
كفيفٌ أنا عن غيركِ فأنتِ في نَظَري كلَّ الجميلاتْ
لا تعاتبيني عن فراقِكِ فأصبحُ أنا بينَ يديكِ من الخجل ثلجٌ مذابْ
ماكنْتُ لأعرفَ بأنَّ بعدَ الحبِّ سيأتيني الفراقُ وَالعذابْ
وَلو كنْتُ أدري بما يَلحقُ العاشقَ من ويلاتْ
لتركْتُ حُبَّكِ وَما سمحْتُ لروحي بأنْ تشقى باللهفاتْ
يا كلَّ الدنيا في حياتي يا شآمُ يا حبيبتي حتى المماتْ
تَبَتْ يدَ كلَّ من عبثَ فيكِ وَ أحلَّ فيكِ القتلَ وَ الاعتداءَاتْ
تَبَتْ يدَ كلَّ من أجبرَ عاشقاً لكِ على أنْ تُبعِدْهُ عنكِ المسافاتْ
يا أرضَ الياسمينَ قدْ ماتَ في حبِّكِ العاشقينَ و العاشقاتْ
و الآنَ استُشهِدَ الياسمينُ و استُشهِدَتْ المشاعرُ و الكلماتْ
حبيبُكِ أصبحَ فيكِ نازحاً و مشرداً تَحكمُه كلَّ الطغاةْ
قتلوا الوطنْ …. و علقوا الجثمانَ على صليبٍ في الساحاتْ
و أصبحْتُ بعدَ قتلَكِ المُعذَبَ الذي لا يَذكُرُ منكِ إلَّا الذكرياتَ الجميلاتَ العابراتْ
سوريتي أحنُّ إليكِ ….. أحنُّ إلى أرضٍ تنقلْتُ فيها يوماً دونَ جوازاتْ
أحنُّ إليكِ و أشتاقُ إلى لقاءِكَ كما يشتاقُ العبدُ للقاءِ ربِهِ في الصلاةْ
أشتاقُكِ …. أشتاقُكِ ….. و الدمعُ جفَ من كثرةِ الجنازاتْ
يسألونَ قلبي لما أنتَ حزينْ و لا يدرونَ أنني جسدٌ بلا روحْ
يسألونني لماذا أنا أبكمٌ و لا يدرون أنَّ اللسانَ في بعدِكِ لا ينطقُ و لا يبوحْ
جليسُ الذكرياتِ أنا …. جليسُكِ في كلِّ حينٍ أنا …. و سأعودُ يوماً من على أدراجِ النزوحْ
سأعودُ و أنامُ تحتَ ترابِكِ فلا روحٌ تبعدُ عنكِ و لا جسدٌ يتركَكِ و يروحْ
أنا سوريٌّ … أنا سوريٌّ و سأرفعُ الرأسَ ولستُ أنا الذي بلا عنوانْ
أنا سوريٌّ و أعشقُ شآمي و لو كنتُ فيها عصفوراً و على قفصي ألفَ سجَّانْ
أنا السوري الذي أينما ذهبَ له وطنٌ … له أرضٌ …. له عنوانْ
أكبرُ الدولِ ركعَتْ في أراضينا و هاهو التاريخُ … و هاهو نيسانْ
لن أنحني لن أنحني و سأعودُ يوماً إلى وطني و أكتبُ على الجدرانْ
سوريا التي لمْ ترضخْ يوماً لإنسانْ
هاهي تعودُ هاهي تعودُ لتحضنَنا… لتحضنَ كلَّ الأديانْ
أنا سوريٌّ أنا سوريٌّ و هويتي أكبرُ عنوانْ ….

بواسطة
دانيا الأفندي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى