مقالات وآراء

كتب الأمين العام للحزب الديمقراطي السوري ..الهجرة والتهجير وسوء المصير

خرجوا بأمان الله غير آمنين(شباب وأطفال ونساء وحتى مقعدين ..!)
أغرتهم الهجرة وشجعتهم الأيدي الخفية وقادهم الفكر الظلامي لإمتطاء صهوة الصعاب فغدوا فريسة وحوش الغربة وأسماك الكربة .. حين ابتلعتهم غابات المصير المجهول ..! جواز سفرهم والرقم الوطني على هويتهم العربية السورية لم تشفع لهم كما لم تثنهم عن عبور الحدود إلى حيث يكمن العدو اللدود ..؟! وهناك على أرصفة الغربة وعلى حافة القوارب المطاطية يكمن الموت الزعاف في عرض البحر الميت فعلاً لا أسماً ..! حيث طفت جثامين الأطفال فتقاذفتها العاتية إلى القبور التي حفروها بأيديهم .. بل إلى شطئآن ورمال الهجرة غير الشرعية ناهيك عن (الحاويات والكرفانات) التي حملت على متنها أكداس من الناس وهي حبيسة الأنفاس .. وقد احتضنت معها أموالهم وآمالهم وأسرار هروبهم في حقائب أسفارهم , إلى حيث سوء المصير وغياب حسن التدبير .. ويبقى البحث عن مصير المفقودين من رعايا الجمهورية العربية السورية المهاجرين إلى المهجر المهجور جزء لا يتجزأ من مسؤوليتنا الوطنية , فما جرى ويجري من سلسلة الحرب على سوريا وضمن حلقات التهجير والهجرة في القاموس الوطني يحتاج الى وقفة مسؤولة .. وسؤال !؟ أين سنبحث عن هؤلاء الأبناء من المهاجرين المفقودين؟ ترى ببطن الحوت في البحار ؟ وقد طويت قصص الأنبياء في لجج البحر المعاصر ..؟ أم في حراشف الأسماك التي التهمت كل الأجزاء ..؟ أنبحث عنهم ببطون الوحوش في الغابات؟ أم في غياهب البحار والأجواء .. أو لعل البحث يستقر في دفتر الأحوال الشخصية وسجلات النفوس الرسمية وهي لاتزال تحتفظ فقط بمكان ولادة المواطن العربي السوري المهاجر لكنها تفتقد لمكان دفنه وساعة موته وطريقته كما المصير ؟ وعلينا أن نملئ هذه الخانة بوصف الأمانة لا الخيانة طالما أنها بحكم التبرير وقد يكون هؤلاء من المغفور لهم في حرب الشياطين على سوريا مهد الأنبياء والقديسين .. من أجل سوريا نحيا ومن أجلها نموت …

بواسطة
أحمد مصطفى الكوسا
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى