الرئيس الأسد : المسؤولون الغربيون يعيشون حالة ضياع وعدم وضوح بالرؤية
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن التحولات في مواقف المسؤولين الغربيين
أ وتصريحاتهم الإعلامية سواء الإيجابية أو السلبية لا يمكن أخذها على محمل الجد لعدم الثقة بهم مشيرا إلى أن مستقبل سورية ونظامها السياسي هو بيد الشعب السوري وليس بيد أي مسؤول أجنبي.
وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة خبر الإيرانية اليوم أن الجهود السورية الروسية الإيرانية العراقية المشتركة يجب أن يكتب لها النجاح في مكافحة الإرهاب وإلا فنحن أمام تدمير منطقة بأكملها مبينا أن الإرهاب أداة جديدة لإخضاع المنطقة ولذلك لا خيار أمامها سوى الانتصار عليه إذا أرادت أن تكون مستقلة ومزدهرة.
وأكد الرئيس الأسد إننا لم نر أي نتائج للتحالف الذي تقوده واشنطن لأنه ببساطة لا يمكن لدول تدعم الإرهاب أن تقوم بمكافحته وأن تكون جدية في ذلك مشددا على أن مكافحة الإرهاب تكون أولا بالضغط على الدول التي تسلحه وتموله للتوقف عن ذلك.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة..
قال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول قراءته للتحول في المواقف الغربية تجاه سورية وقيادتها بعد خمس سنوات من حرب إرهابية مدمرة.. بداية أريد أن أرحب بك في دمشق وأنا سعيد أن أتحدث إلى اخوتنا الإيرانيين عبر شاشتكم.. فيما يتعلق بالتحولات التي تراها بالنسبة للعالم الغربي جزء منها مرتبط بتصريحاتهم الإعلامية .. وبالنسبة لنا في سورية لا يمكننا أن نأخذ هذه التصريحات على محمل الجد سواء كانت بالاتجاه الإيجابي أو بالاتجاه السلبي وذلك لأسباب كثيرة.. وأعتقد أن الأخوة والمسؤولين في إيران يشاركوننا الرأي نفسه وهو عدم الثقة بالمسؤولين الغربيين.. طبعا بالنسبة لتصريحاتهم الأخيرة حول المرحلة الانتقالية أو غيرها أنا أقول كلاما واضحا بأنه ليس لأي مسؤول أجنبي أن يحدد مستقبل سورية.. مستقبل النظام السياسي.. من هم الأشخاص الذين يحكمون أو غيرهم.. هذا قرار الشعب السوري.. لذلك كل هذه التصريحات لا تعنينا.
وتابع الرئيس الاسد.. لكن الشيء المؤكد أن المسؤولين الغربيين يعيشون حالة ضياع.. ضبابية وعدم وضوح في الرؤية.. وبالوقت نفسه شعورا بالفشل تجاه المخططات التي وضعت والتي لم تحقق أهدافها.. طبعا الهدف الوحيد الذي تحقق هو ما ذكرته أنت في سؤالك وهو تدمير الكثير من البنى التحتية في سورية.. سفك الكثير من الدماء.. كان الثمن غاليا.. ولكن كانت أهدافهم هي إخضاع سورية بشكل كلي واستبدال دولة بدولة أخرى.. بدولة عميلة لكي تقوم بتنفيذ الأجندات التي تفرضها الحكومات الأجنبية بالوقت نفسه الأكاذيب التي بدؤوا بها في بداية الأحداث في سورية من أجل تسويق مواقفهم أولا لدى مواطنيهم بدأت تنكشف.. لا يمكن أن تستمر بالكذب على الشعب لسنوات.. يمكن أن تكذب لفترة محددة.. واليوم في ظل الانفتاح التقني في مجال المعلومات يمكن لأي مواطن في أي مكان في العالم أن يصل إلى جزء من الحقيقة.. هذه الأجزاء بدأت تتراكم لدى أولئك المواطنين وبدأ يظهر أن حكوماتهم كانت تكذب عليهم بشأن ما حصل في سورية.. بالوقت نفسه هم دفعوا الثمن سواء بالعمليات الإرهابية.. الإرهاب الذي بدأ ينتقل إلى تلك الدول.. أو من خلال الهجرات التي بدأت تأتي إليهم.. ليست فقط من سورية وإنما من دول مختلفة في منطقة الشرق الأوسط.. كل هذه العوامل بدأت تؤدي إلى تحول بالمواقف ولكن أريد أن أؤكد مرة أخرى أن المواقف الغربية سواء كانت إيجابية أو سلبية لا يمكن أن نثق بها على الإطلاق.
ورداً على سؤال حول انتقال فرنسا في عهد ساركوزي إلى خندق العداء لسورية بعد ان ربطتها بها علاقات جيدة من عام 2008 وحتى 2010 .. قال الرئيس الأسد: لأن ساركوزي كلف من قبل إدارة جورج بوش بالتواصل مع سورية.. وكان لهذا التواصل عدة أهداف.. مجمل الأهداف كان تغيير الخط السياسي في سورية.. ولكن كانت هناك نقطة أساسية اهتم بها ساركوزي بتكليف من الأمريكيين.. وفي ذلك الوقت بدأ الحديث عن كيف تتعامل مجموعة “خمسة زائد واحد” مع الملف النووي الإيراني وتحديدا مع موضوع المواد النووية أو المواد المشعة التي تم تخصيبها في مفاعلاتكم في إيران.. كان المطلوب مني في ذلك الوقت أن أقنع المسؤولين الإيرانيين بفكرة نقل هذه المواد إلى الدول الغربية لتقوم هي بتخصيبها وإعادتها إلى إيران.. طبعا من دون أي ضمانات وهذا الكلام كان مستحيلا.. لم نقتنع نحن به وطبعا المسؤولون الإيرانيون لم يكونوا مقتنعين بهذا الكلام.. عندما لم يتمكن الغرب من تغيير السياسة السورية.. طبعا يضاف إلى ذلك الوقوف إلى جانب المقاومة والتمسك بالحقوق وباستقلال القرار.. كان ما سموه في بداية الأحداث “الربيع العربي” فرصة للانقضاض على الدول التي لا يعجبهم خطها السياسي.. فلذلك تلك المرحلة التي تتحدث عنها كانت مرحلة شكلية.. أي أنه بالشكل كان هناك انفتاح غربي على سورية لكن بالواقع كانت مرحلة مليئة بالضغوط وبالابتزاز.. ولم يقدموا شيئا واحدا لسورية لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا في أي مجال من المجالات.
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول موقف بقية الدول الغربية كبريطانيا وأمريكا: نعم.. عندما نتحدث عن هذه الدول فنحن نتحدث عن منظومة كاملة.. نحن نسميها كمصطلح “الدول الغربية”.. وهذه الدول الغربية لها سيد واحد هو الولايات المتحدة.. كل هذه الدول تتصرف بما يأمرها به المايسترو الأمريكي.. اليوم التصريحات في كل هذه الدول متشابهة.. يقولون كلاما متشابها.. وعندما يهاجمون سورية يهاجمونها بالوقت نفسه وبكلام متشابه.. فلذلك عندما تعطي أمريكا إشارة لهذه الدول تتحرك باتجاه معين ولكن يحصل توزيع أدوار.. ففي ذلك الوقت من كلفت هي فرنسا باعتبار العلاقة الفرنسية السورية تاريخيا منذ الاستقلال جيدة إلى حد ما.. هناك جالية سورية كبيرة في فرنسا.. وهناك علاقات اقتصادية وحتى عسكرية وطبعا سياسية.. فلذلك كان الأفضل بالنسبة لهم أن يكلفوا فرنسا وليست أي دولة أخرى.. ولكن المسؤولين الغربيين بالمحصلة خاضعون للإدارة الأمريكية.. هذه حقيقة.
وأضاف الرئيس الأسد ردا على سؤال حول مراد الغربيين من سورية.. يريدون تغيير الدولة.. يريدون إضعافها وإضعاف سورية ويريدون إيجاد مجموعة دول ضعيفة تلتهي بأمورها اليومية.. بمشاكلها.. بخلافاتها الداخلية.. ولا يكون لديها وقت للتطور ولا لدعم القضايا الوطنية والقومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.. وبالوقت نفسه ضمان أمن “إسرائيل”.. هذه الأهداف أهداف دائمة وليست أهدافا جديدة.. لكن تتغير الوسائل للتعامل معها من وقت لآخر.
وتابع الرئيس الأسد رداً على سؤال عن الضرر الذي تلحقه سياسة الدول الداعمة للإرهابيين بالأمن والاستقرار في المنطقة.. طبعا لديك أنواع مختلفة الآن من الإرهاب في منطقتنا.. ولكن يطغى عليها الإرهاب الذي يسمى بالإرهاب الإسلامي لأن هذه المنظمات أو هذه المجموعات الإرهابية تبنت الإسلام.. طبعا ليست لها علاقة بالإسلام.. ولكن هذا المصطلح الآن هو المستخدم.. وهذه المجموعات تسوق الفتنة الطائفية بين المكونات الموجودة في المنطقة بشكل عام.. يعني أن الضرر الأكبر هو تفتيت المجتمعات مع الوقت.. الآن لحسن الحظ هناك وعي كبير لدى المجتمعات في منطقتنا حول خطورة الفتنة الطائفية.. حول ضرورة التوحد وخاصة بالنسبة للمسلمين.. ولكن مع الوقت.. ومع استمرار التحريض الطائفي وخلق الفجوات بين مكونات المجتمع.. مع استمرار تربية جيل شاب وصغير على الأفكار الخاطئة.. سيكون خطر كبير جدا.. سيكون هذا التفتيت في يوم من الأيام أمرا واقعا.. وبالتالي الصراعات والصدامات والحروب الأهلية وما شابه.. هذا موضوع خطير جدا، ليس من قبيل المبالغة هذه حقيقة.
وقال الرئيس الأسد في جوابه عن سؤال حول الرد على موقف آل سعود الذين يصرون على تنحي الرئيس في الوقت الذي تعلن فيه المحافل الدولية أن حل الأزمة سياسي : ما قلته قبل قليل إن الحديث عن موضوع النظام السياسي أو المسؤولين في هذا البلد هو شأن سوري داخلي.. أما اذا كانوا يتحدثون عن الديمقراطية.. فهل هذه الدول التي ذكرتها وخاصة السعودية هي نموذج للديمقراطية أو لحقوق الإنسان أو للمشاركة الشعبية في الدولة… هي النموذج الأسوأ والأكثر تخلفا وتأخرا على مستوى العالم.. فليس لهم الحق في الحديث حول هذه النقطة.. أما أردوغان فهو الشخص الذي خلق فجوات داخل مجتمعه.. داخل تركيا نفسها.. كانت مستقرة لسنوات طويلة.. خلال أحاديثه التقسيمية عن الفتنة وعن التمييز بين المكونات. هذا الشخص ليس في موقع.. لا هو ولا داوود أوغلو.. أن يعطي نصائح لأي دولة أو لأي شعب في العالم.. هذه الحقيقة بكل بساطة.
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول أسباب نشوء الأزمة هل هي داخلية أم خارجية.. عندما يكون هناك تدخل خارجي لا يمكن لهذا التدخل أن يعطي تأثيرا سلبيا كبيرا إلا إذا كانت هناك فجوات في هذا الوطن أو في ذلك المجتمع.. ونحن قلنا منذ البداية أن هناك أشياء كثيرة بحاجة لإصلاح في سورية.. وهناك ثغرات موجودة.. هذه الثغرات نتحمل مسؤوليتها جميعا كسوريين.. طبعا الدولة تتحمل مسؤوليتها في هذا الموضوع بالدرجة الأولى.. وكلما ارتفع مستوى المسؤول يتحمل المسؤولية الأكبر.. هذا بشكل عام.. لكن عندما نأتي لحقائق ما حصل في سورية لا نستطيع أن ننفي أهمية العامل الخارجي.. عندما كان هناك دفع أموال من أجل الخروج في مظاهرات تحت عناوين لها علاقة بالدستور أو بالقوانين أو بالإصلاح.. وقمنا منذ البداية بالتجاوب مع كل هذه الطروحات بالرغم من أننا نعرف بأن جزءا كبيرا منها غير صادق وغير حقيقي.. ولكنه كان عنوانا.. ومع ذلك دعونا منذ البداية لحوار سياسي بين القوى السياسية السورية.. وكانت النتيجة اللاحقة لذلك الحوار هي تغيير الدستور.. تغيير البنود التي كانت تعتبر كما كانوا يدعون أو كما كان يدعي البعض بأنها سبب الأزمة.. تم اصدار قوانين جديدة فيها المزيد من الحريات.. تشكلت أحزاب جديدة في سورية.. تم تغيير قانون الإعلام. تقريبا تم إجراء كل الأشياء التي طلبت أو التي استخدمت كعناوين للتظاهر.
وتابع الرئيس الأسد: عندها بدؤوا في الدول الغربية وفي إعلام الدول الاقليمية التي تخضع للأجندة الغربية وفي مقدمتها تركيا وقطر والسعودية بالحديث عن موضوع الرئيس تحديدا.. لماذا… لأنهم يريدون أن يقوموا بعملية شخصنة للموضوع.. أي ان كل المشكلة في سورية سببها شخص وبالتالي يسهل تحميل كل المسؤولية لشخص وليس للإرهابيين أو للدول الغربية أو الدول الإقليمية التي تسعى لتخريب الوضع في سورية.. لذلك أعود وأقول ان موضوع الرئاسة أو غيرها هي قضايا مرتبطة بالشعب السوري.. أنا شخصيا قلت في أكثر من مناسبة عندما يكون هناك قرار من الشعب السوري بأن يبقى هذا الشخص سيبقى.. وعندما يكون هناك قرار بأن يذهب يجب أن يذهب مباشرة.. فالقضية ليست قابلة للنقاش في هذا الموضوع.. ولكن إذا كان الرأي الخارجي عكس رأي الشعب السوري فليس له قيمة بكل بساطة.. لذلك نحن نقول بأن العودة إلى الحوار والاستمرار بالحوار الذي يحصل من فترة لفترة هو الحل بالنسبة للأزمة السورية.. أما اذا كانت هناك مطالب بالإصلاح فهي لا تحمل للرئيس.. وإنما تحمل للمؤسسات لأن المؤسسات في أي دولة من الدول هي التي تحدد شكل الإصلاح.. فالقضية عندما تكون قضية وطنية تحمل للمؤسسات وتتم عبر المؤسسات.. خاصة المؤسسات المنتخبة وفي مقدمتها مجلس الشعب.د السيد الرئيس بشار الأسد أن التحولات في مواقف المسؤولين الغربيين وتصريحاتهم الإعلامية سواء الإيجابية أو السلبية لا يمكن أخذها على محمل الجد لعدم الثقة بهم مشيرا إلى أن مستقبل سورية ونظامها السياسي هو بيد الشعب السوري وليس بيد أي مسؤول أجنبي.
وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة خبر الإيرانية اليوم أن الجهود السورية الروسية الإيرانية العراقية المشتركة يجب أن يكتب لها النجاح في مكافحة الإرهاب وإلا فنحن أمام تدمير منطقة بأكملها مبينا أن الإرهاب أداة جديدة لإخضاع المنطقة ولذلك لا خيار أمامها سوى الانتصار عليه إذا أرادت أن تكون مستقلة ومزدهرة.
وأكد الرئيس الأسد إننا لم نر أي نتائج للتحالف الذي تقوده واشنطن لأنه ببساطة لا يمكن لدول تدعم الإرهاب أن تقوم بمكافحته وأن تكون جدية في ذلك مشددا على أن مكافحة الإرهاب تكون أولا بالضغط على الدول التي تسلحه وتموله للتوقف عن ذلك.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة..
قال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول قراءته للتحول في المواقف الغربية تجاه سورية وقيادتها بعد خمس سنوات من حرب إرهابية مدمرة.. بداية أريد أن أرحب بك في دمشق وأنا سعيد أن أتحدث إلى اخوتنا الإيرانيين عبر شاشتكم.. فيما يتعلق بالتحولات التي تراها بالنسبة للعالم الغربي جزء منها مرتبط بتصريحاتهم الإعلامية .. وبالنسبة لنا في سورية لا يمكننا أن نأخذ هذه التصريحات على محمل الجد سواء كانت بالاتجاه الإيجابي أو بالاتجاه السلبي وذلك لأسباب كثيرة.. وأعتقد أن الأخوة والمسؤولين في إيران يشاركوننا الرأي نفسه وهو عدم الثقة بالمسؤولين الغربيين.. طبعا بالنسبة لتصريحاتهم الأخيرة حول المرحلة الانتقالية أو غيرها أنا أقول كلاما واضحا بأنه ليس لأي مسؤول أجنبي أن يحدد مستقبل سورية.. مستقبل النظام السياسي.. من هم الأشخاص الذين يحكمون أو غيرهم.. هذا قرار الشعب السوري.. لذلك كل هذه التصريحات لا تعنينا.
وتابع الرئيس الاسد.. لكن الشيء المؤكد أن المسؤولين الغربيين يعيشون حالة ضياع.. ضبابية وعدم وضوح في الرؤية.. وبالوقت نفسه شعورا بالفشل تجاه المخططات التي وضعت والتي لم تحقق أهدافها.. طبعا الهدف الوحيد الذي تحقق هو ما ذكرته أنت في سؤالك وهو تدمير الكثير من البنى التحتية في سورية.. سفك الكثير من الدماء.. كان الثمن غاليا.. ولكن كانت أهدافهم هي إخضاع سورية بشكل كلي واستبدال دولة بدولة أخرى.. بدولة عميلة لكي تقوم بتنفيذ الأجندات التي تفرضها الحكومات الأجنبية بالوقت نفسه الأكاذيب التي بدؤوا بها في بداية الأحداث في سورية من أجل تسويق مواقفهم أولا لدى مواطنيهم بدأت تنكشف.. لا يمكن أن تستمر بالكذب على الشعب لسنوات.. يمكن أن تكذب لفترة محددة.. واليوم في ظل الانفتاح التقني في مجال المعلومات يمكن لأي مواطن في أي مكان في العالم أن يصل إلى جزء من الحقيقة.. هذه الأجزاء بدأت تتراكم لدى أولئك المواطنين وبدأ يظهر أن حكوماتهم كانت تكذب عليهم بشأن ما حصل في سورية.. بالوقت نفسه هم دفعوا الثمن سواء بالعمليات الإرهابية.. الإرهاب الذي بدأ ينتقل إلى تلك الدول.. أو من خلال الهجرات التي بدأت تأتي إليهم.. ليست فقط من سورية وإنما من دول مختلفة في منطقة الشرق الأوسط.. كل هذه العوامل بدأت تؤدي إلى تحول بالمواقف ولكن أريد أن أؤكد مرة أخرى أن المواقف الغربية سواء كانت إيجابية أو سلبية لا يمكن أن نثق بها على الإطلاق.
ورداً على سؤال حول انتقال فرنسا في عهد ساركوزي إلى خندق العداء لسورية بعد ان ربطتها بها علاقات جيدة من عام 2008 وحتى 2010 .. قال الرئيس الأسد: لأن ساركوزي كلف من قبل إدارة جورج بوش بالتواصل مع سورية.. وكان لهذا التواصل عدة أهداف.. مجمل الأهداف كان تغيير الخط السياسي في سورية.. ولكن كانت هناك نقطة أساسية اهتم بها ساركوزي بتكليف من الأمريكيين.. وفي ذلك الوقت بدأ الحديث عن كيف تتعامل مجموعة “خمسة زائد واحد” مع الملف النووي الإيراني وتحديدا مع موضوع المواد النووية أو المواد المشعة التي تم تخصيبها في مفاعلاتكم في إيران.. كان المطلوب مني في ذلك الوقت أن أقنع المسؤولين الإيرانيين بفكرة نقل هذه المواد إلى الدول الغربية لتقوم هي بتخصيبها وإعادتها إلى إيران.. طبعا من دون أي ضمانات وهذا الكلام كان مستحيلا.. لم نقتنع نحن به وطبعا المسؤولون الإيرانيون لم يكونوا مقتنعين بهذا الكلام.. عندما لم يتمكن الغرب من تغيير السياسة السورية.. طبعا يضاف إلى ذلك الوقوف إلى جانب المقاومة والتمسك بالحقوق وباستقلال القرار.. كان ما سموه في بداية الأحداث “الربيع العربي” فرصة للانقضاض على الدول التي لا يعجبهم خطها السياسي.. فلذلك تلك المرحلة التي تتحدث عنها كانت مرحلة شكلية.. أي أنه بالشكل كان هناك انفتاح غربي على سورية لكن بالواقع كانت مرحلة مليئة بالضغوط وبالابتزاز.. ولم يقدموا شيئا واحدا لسورية لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا في أي مجال من المجالات.
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول موقف بقية الدول الغربية كبريطانيا وأمريكا: نعم.. عندما نتحدث عن هذه الدول فنحن نتحدث عن منظومة كاملة.. نحن نسميها كمصطلح “الدول الغربية”.. وهذه الدول الغربية لها سيد واحد هو الولايات المتحدة.. كل هذه الدول تتصرف بما يأمرها به المايسترو الأمريكي.. اليوم التصريحات في كل هذه الدول متشابهة.. يقولون كلاما متشابها.. وعندما يهاجمون سورية يهاجمونها بالوقت نفسه وبكلام متشابه.. فلذلك عندما تعطي أمريكا إشارة لهذه الدول تتحرك باتجاه معين ولكن يحصل توزيع أدوار.. ففي ذلك الوقت من كلفت هي فرنسا باعتبار العلاقة الفرنسية السورية تاريخيا منذ الاستقلال جيدة إلى حد ما.. هناك جالية سورية كبيرة في فرنسا.. وهناك علاقات اقتصادية وحتى عسكرية وطبعا سياسية.. فلذلك كان الأفضل بالنسبة لهم أن يكلفوا فرنسا وليست أي دولة أخرى.. ولكن المسؤولين الغربيين بالمحصلة خاضعون للإدارة الأمريكية.. هذه حقيقة.
وأضاف الرئيس الأسد ردا على سؤال حول مراد الغربيين من سورية.. يريدون تغيير الدولة.. يريدون إضعافها وإضعاف سورية ويريدون إيجاد مجموعة دول ضعيفة تلتهي بأمورها اليومية.. بمشاكلها.. بخلافاتها الداخلية.. ولا يكون لديها وقت للتطور ولا لدعم القضايا الوطنية والقومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.. وبالوقت نفسه ضمان أمن “إسرائيل”.. هذه الأهداف أهداف دائمة وليست أهدافا جديدة.. لكن تتغير الوسائل للتعامل معها من وقت لآخر.
وتابع الرئيس الأسد رداً على سؤال عن الضرر الذي تلحقه سياسة الدول الداعمة للإرهابيين بالأمن والاستقرار في المنطقة.. طبعا لديك أنواع مختلفة الآن من الإرهاب في منطقتنا.. ولكن يطغى عليها الإرهاب الذي يسمى بالإرهاب الإسلامي لأن هذه المنظمات أو هذه المجموعات الإرهابية تبنت الإسلام.. طبعا ليست لها علاقة بالإسلام.. ولكن هذا المصطلح الآن هو المستخدم.. وهذه المجموعات تسوق الفتنة الطائفية بين المكونات الموجودة في المنطقة بشكل عام.. يعني أن الضرر الأكبر هو تفتيت المجتمعات مع الوقت.. الآن لحسن الحظ هناك وعي كبير لدى المجتمعات في منطقتنا حول خطورة الفتنة الطائفية.. حول ضرورة التوحد وخاصة بالنسبة للمسلمين.. ولكن مع الوقت.. ومع استمرار التحريض الطائفي وخلق الفجوات بين مكونات المجتمع.. مع استمرار تربية جيل شاب وصغير على الأفكار الخاطئة.. سيكون خطر كبير جدا.. سيكون هذا التفتيت في يوم من الأيام أمرا واقعا.. وبالتالي الصراعات والصدامات والحروب الأهلية وما شابه.. هذا موضوع خطير جدا، ليس من قبيل المبالغة هذه حقيقة.
وقال الرئيس الأسد في جوابه عن سؤال حول الرد على موقف آل سعود الذين يصرون على تنحي الرئيس في الوقت الذي تعلن فيه المحافل الدولية أن حل الأزمة سياسي : ما قلته قبل قليل إن الحديث عن موضوع النظام السياسي أو المسؤولين في هذا البلد هو شأن سوري داخلي.. أما اذا كانوا يتحدثون عن الديمقراطية.. فهل هذه الدول التي ذكرتها وخاصة السعودية هي نموذج للديمقراطية أو لحقوق الإنسان أو للمشاركة الشعبية في الدولة… هي النموذج الأسوأ والأكثر تخلفا وتأخرا على مستوى العالم.. فليس لهم الحق في الحديث حول هذه النقطة.. أما أردوغان فهو الشخص الذي خلق فجوات داخل مجتمعه.. داخل تركيا نفسها.. كانت مستقرة لسنوات طويلة.. خلال أحاديثه التقسيمية عن الفتنة وعن التمييز بين المكونات. هذا الشخص ليس في موقع.. لا هو ولا داوود أوغلو.. أن يعطي نصائح لأي دولة أو لأي شعب في العالم.. هذه الحقيقة بكل بساطة.
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول أسباب نشوء الأزمة هل هي داخلية أم خارجية.. عندما يكون هناك تدخل خارجي لا يمكن لهذا التدخل أن يعطي تأثيرا سلبيا كبيرا إلا إذا كانت هناك فجوات في هذا الوطن أو في ذلك المجتمع.. ونحن قلنا منذ البداية أن هناك أشياء كثيرة بحاجة لإصلاح في سورية.. وهناك ثغرات موجودة.. هذه الثغرات نتحمل مسؤوليتها جميعا كسوريين.. طبعا الدولة تتحمل مسؤوليتها في هذا الموضوع بالدرجة الأولى.. وكلما ارتفع مستوى المسؤول يتحمل المسؤولية الأكبر.. هذا بشكل عام.. لكن عندما نأتي لحقائق ما حصل في سورية لا نستطيع أن ننفي أهمية العامل الخارجي.. عندما كان هناك دفع أموال من أجل الخروج في مظاهرات تحت عناوين لها علاقة بالدستور أو بالقوانين أو بالإصلاح.. وقمنا منذ البداية بالتجاوب مع كل هذه الطروحات بالرغم من أننا نعرف بأن جزءا كبيرا منها غير صادق وغير حقيقي.. ولكنه كان عنوانا.. ومع ذلك دعونا منذ البداية لحوار سياسي بين القوى السياسية السورية.. وكانت النتيجة اللاحقة لذلك الحوار هي تغيير الدستور.. تغيير البنود التي كانت تعتبر كما كانوا يدعون أو كما كان يدعي البعض بأنها سبب الأزمة.. تم اصدار قوانين جديدة فيها المزيد من الحريات.. تشكلت أحزاب جديدة في سورية.. تم تغيير قانون الإعلام. تقريبا تم إجراء كل الأشياء التي طلبت أو التي استخدمت كعناوين للتظاهر.
وتابع الرئيس الأسد: عندها بدؤوا في الدول الغربية وفي إعلام الدول الاقليمية التي تخضع للأجندة الغربية وفي مقدمتها تركيا وقطر والسعودية بالحديث عن موضوع الرئيس تحديدا.. لماذا… لأنهم يريدون أن يقوموا بعملية شخصنة للموضوع.. أي ان كل المشكلة في سورية سببها شخص وبالتالي يسهل تحميل كل المسؤولية لشخص وليس للإرهابيين أو للدول الغربية أو الدول الإقليمية التي تسعى لتخريب الوضع في سورية.. لذلك أعود وأقول ان موضوع الرئاسة أو غيرها هي قضايا مرتبطة بالشعب السوري.. أنا شخصيا قلت في أكثر من مناسبة عندما يكون هناك قرار من الشعب السوري بأن يبقى هذا الشخص سيبقى.. وعندما يكون هناك قرار بأن يذهب يجب أن يذهب مباشرة.. فالقضية ليست قابلة للنقاش في هذا الموضوع.. ولكن إذا كان الرأي الخارجي عكس رأي الشعب السوري فليس له قيمة بكل بساطة.. لذلك نحن نقول بأن العودة إلى الحوار والاستمرار بالحوار الذي يحصل من فترة لفترة هو الحل بالنسبة للأزمة السورية.. أما اذا كانت هناك مطالب بالإصلاح فهي لا تحمل للرئيس.. وإنما تحمل للمؤسسات لأن المؤسسات في أي دولة من الدول هي التي تحدد شكل الإصلاح.. فالقضية عندما تكون قضية وطنية تحمل للمؤسسات وتتم عبر المؤسسات.. خاصة المؤسسات المنتخبة وفي مقدمتها مجلس الشعب.