كتبت دانيا الأفندي … حُبٌّ لعشرينَ دقيقةً
.
جاءَ قلبي يسألُ اللَّه فيهِ أنْ يقبلَ هوَاهْ
مُيقيناً أنَّهُ عندَ فؤادي لنْ يخيبَ لهُ طلبٌ أو رِجَاءْ
وبتمتماتٍ رقيقةٍ تفوهَ لَعْلِي أفهمُ مبتغاهْ
ليتَ قلبي حينها كانَ أصماً و ما لبىٰ النداءْ
نداءُ عاشقٍ….لقلبي كانَ قاتلاً كانَ كَكُلِّ الطغاهْ
عاثَ فساداً فيهِ و ما تركَ لي بعدَ رحيلهِ إلا الدعاءْ
كَكُلِّ كاذبٍ كانَ يستحضِرُ كلامَ الشفاهْ
و كَكُلِّ امرأةٍ هَوَتْ كُتِبْتُ عندَ اللَّهِ من الأشقياءْ
عشرونَ دقيقةً وحديثُ القلبِ حاضراً لا الأفواهْ
حباً هياماً قد أنساني حرباً و قتلاً و كلَّ الأشياءْ
اِخترْتَ قلبي بِرضَاً و اختَرتُكَ أنا عمَّنْ سواهْ
لَكَمْ تمنيْتُ حينَ تلتقي العيونَ أنْ يطولَ اللقاءْ
ولَكَمْ تمنَيْتُ ألَّا يُشيَعَ حبِّي بعدَ هذا إلىٰ مثواهْ
ولكيفَ اقتحمْتَ قلبَ امرأة ٍليسَتْ كَكُلِّ النساءْ !!!!
و لكيفَ تسللْتَ و لكيفَ انسحبْتَ بهذا الدهاءْ !!!!
و لكيفَ بعثرتَني و رتبتَني و حطمْتَ الكبرياءْ !!!!
و لكيفَ دمرتَني و جمعتَني كقطعٍ من الأشلاءْ !!!!
و لكيفَ!!و لكيف!!َو لكيفَ!!تركتني و التساؤلاتِ و رحلْتَ بكلِّ غباءْ
فما أنا المرأةُ التي أنسحبُ من معركتي مقيدةً بسلاسلِ الهزيمةِ النكراءْ
أنا اليومَ قدْ قررْتُ أنْ أجهرَ عليكَ أمامَ الناسِ بادعاءْ
يا سارقَ القلبِ اعدْ قلباً أحبكَ اعدْ قلباً ما عادَ يحتملُ من إيذاءْ
اعدْ قلباً قدْ باتَ ينبضُ فيكَ يا من أشهدُ لهُ بفنِ الرياءْ
صغيرةً كنْتُ حتىٰ أشعلْتَ فؤادي و وهبْتَ روحي الضياءْ
مكسورةً أنا حينَ جعلتني معلقةً بكَ و رحلْتَ عني باستياءْ
ما كنْتُ مذنبةً و لكن هكذا اعتدْنا أنْ يُعاقبَ الأبرياءْ
و المذنبونَ و القاتلونَ و خائني الهوىٰ يُقدَّسونَ كالأنبياءْ
عشرونَ دقيقةً أمْ عشرونَ سنةً فكلُّهم عندي سواءْ
ليسَ الوقتُ ما يعنيني و إنَّما أنتَ و خداعُكَ و موتُ الوفاءْ
ليتَ مَنْ يَمثَلُ أمامَكَ صنماً لا يذمُ منكَ إذلالَهُ و لا يشكرُ منكَ العطاءْ
ليتَ مَنْ أمامَكَ الآنَ يستطيعُ أنْ يحاكمَكَ أمامَ القضاءْ
ليتَ مَنْ أمامَكَ اليومَ يستطيعُ أنْ يرفعَ عنكَ الغطاءْ
غطاءَ الكذبِ غطاءَ الطيبةِ التي تسترْتَ خلفَها كالجبناءْ
أحببتُكَ ولا أدري لماذا و هذا هو الحبُّ و ربُّ السماءْ
فياليتكَ حينَ أتيتني بالداءِ استحضرْتَ معكَ الدواءْ
دواءُ قلبي منكَ من قتلِكَ من تجاهلِكَ من هذا العناءْ
و هلْ مَنْ أُصيْبَ بالسرطانِ يرجو منهُ الشفاءْ !!!
و هلْ مَنْ ماتَ سيعودُ نبضَهُ بطولِ العزاءْ !!!
أجلْ سيعودُ،سيعودُ كلُّ شيءٍ كما كانَ فأوقفوا الرثاءْ
فما كانَ ذنبَهُ يا طفلتي أنَّه أحبَكِ و أنتِ بهذا النقاءْ
الحبُّ يا ابنتي أسطورةٌ باليةٌ تناقَلَها القدماءْ
الحبُّ يا صغيرةَ القلبِ في بلدي قدْ باتَ من الشهداءْ
ستكبُرينَ يوماً و ستكتشفينَ كُلَّ الخداعِ و الافتراءْ
شرقيةٌ أنتِ فلا تَقْربي ما قدْ يفتكُ فيكِ ،في الثنايا ، في الأحشاءْ
و إنَّ المحبَّ لينسىٰ يوماً و يصبحُ من الأعداءْ
لقدْ تجاوزتني و تجاوزْتَ عقلي و تطلبُ الآنَ مني أنْ أكونَ كما أشاءْ
فباللّهِ كيفَ لي أنْ أكونَ كما أشاءُ و أنتَ قدْ أنهكتَني كالضعفاءْ
سأصفحُ عنكَ اليومَ بعدَ كلِّ هذا لأنَّكَ لا زلِتَ تجري في الدماءْ
و سأصفحُ عنكَ غداً لأنَّني أنقىٰ النساءْ
و سأذكرُ اسمكَ معْ قهوتي و كتابي و في الصباحِ و المساءْ
و سأدعو لكَ بالخيرِ لأنَّني أحببتُكَ و كانَ لي منكَ هذا الجزاءْ
سأتركُكَ الآنَ معَ خداعِكَ معَ عنفوانِكَ معَ غرورِكَ و لتنعمْ بهذا الهناءْ
وليشهدْ التاريخُ يوماً بأنَّكَ لعشرونَ دقيقةٍ أحببْتَ و حطمْتَ و كسرْتَ امرأةً تعادلُ كُلَّ النساء ْ……