سيرونيكس تعود للإنتاج من جديد وتستثمر ما أمكن من طاقاتها
بعد سنوات من التحديات والصعوبات عادت الشركة العربية السورية للصناعات الالكترونية”سيرونيكس” للنهوض والاقلاع من جديد واستقبلت السوق المحلية منتجاتها التي شكلت لعقود كاملة جزءا من تراث وتاريخ السوريين ولا سيما تلفزيون سيرونيكس الذي وجد له مكانا في كل منزل.
ويتمنى القائمون على الشركة العودة الجديدة للشركة إلى السوق المحلية بعد مخاض عسير وطويل استمر لسنوات وألا تكون عودة مؤقتة ما يعني ضرورة تقديم الدعم لها لتتمكن من اعادة الثقة بمنتجها الصناعي واستثمار كل طاقات معاملها التي تضرر بعضها جراء الاعتداءات الإرهابية بينما بقيت أخرى “عرضة للإهمال على مدى سنوات بعد خروجها من الخدمة لعدم لزومها” فضلا عن تراجع العمالة لديها خاصة الفنية والخبيرة.
مدير الشركة المهندس حسام الشيخة يقول في حديث لـ سانا..”إن مقر الشركة تعرض لمئات القذائف الإرهابية ما أدى الى توقفها عن العمل لكن عمالها وكوادرها أصروا على نفض غبار الإرهاب وإعادتها إلى العمل ولو بشكل جزئي”.
ويبين الشيخة أنه تم إنتاج دفعة من الشاشات وتسويقها بعد تأمين قرض لشراء مكوناتها على أمل أن يتم الشروع باستيراد المكونات وإعادة انتاج دفعات ثانية وثالثة بالتوازي مع استثمار ما يمكن استثماره من خطوط انتاج الشركة والطاقات البشرية والمادية المتوافرة فيها.
والشركة التي تأسست في ستينيات القرن الماضي باسم شركة النصر ومن ثم سيرونيكس وبقيت الاسم العريق في السوق السورية لأكثر من نصف قرن من حيث الجودة والضمان وخدمات الصيانة حصلت اليوم حسب مديرها على التمويل اللازم لشراء مكونات الشاشات “إل إي دي” من قياسي 32 بوصة و43 بوصة واستيرادها لتقوم بتصنيعها بمواصفات عالية وطرحها بأسعار منافسة في صالاتها بدمشق واللاذقية وصالات مؤسسات التدخل الإيجابي.
وعن الخطة المستقبلية لتطوير عمل الشركة يؤكد الشيخة الإصرار على إبقاء صناعة التلفزيون الهوية الأساسية لسيرونيكس كونها مستقرة في ذاكرة السوريين لكن عبر تعميق القيمة المضافة في العملية الانتاجية ومواكبة التقنيات الحديثة وتطوير خطوط الانتاج.
ويشير الشيخة إلى السعي لإدخال منتجات الكترونية جديدة كالعداد الإلكتروني وأجهزة الاستقبال الرقمية والطاقات المتجددة من خلال تحقيقالاقلاع بالشركة السورية الأوكرانية لإنتاج اللواقط الكهروضوئية “سولاريك” وتعميم تجربة المظلات الشمسية التي أنجز نموذجها الأولي بالتعاون مع مركز الاختبارات والبحوث الصناعية.
وعن المشاريع القائمة والتي ما زالت قيد التنفيذ فتتركز كما يوضح الشيخة حول الاستمرار بتصنيع الشاشات بمختلف القياسات والاستمرار باستثمار معامل واقسام التلفزيون الملون والدارة المطبوعة وحقن البلاستيك والستيروبور والمفروشات الخشبية اضافة الى مراكز الصيانة وصالات العرض.
وحول الاجراءات المتخذة لإعادة الاقلاع بالشركة يلفت الشيخة إلى تأمين التمويل اللازم من خلال المؤسسة الهندسية وبالتالي تأمين المجموعات التلفزيونية لتشغيل معمل التلفزيون الملون وتفعيل وتشغيل فعاليات الشركة كمراكز كلفة مستقلة نسبياً بهدف الحفاظ على عمالها وتشغيل آلاتها وبالتالي تحقيق عوائد تسهم في دفع أعباء الشركة المالية وتخفيض خسارة الشركة من 170 مليون ليرة في عام 2014 إلى 138 مليون ليرة في عام 2015.
ويكشف الشيخة عن أولى ثمار إعادة تشغيل معمل المفروشات وهي توقيع عقد مع هيئة الطب الشرعي لفرش مقر الهيئة الجديد بينما آليات حقن البلاستيك تنفذ عدة عقود لجهات عامة منها المؤسسة العامة للطيران والشركة العامة للصناعات المعدنية والشركة العامة للألبسة “وسيم” ولجنة المخابز الاحتياطية.
ويشير الشيخة إلى استعادة 50 بالمئة من الطاقة الانتاجية لقسم الستيروبور الذي احترق نتيجة الاعتداءات الإرهابية وبكلفة لا تزيد على مليون ليرة في حين كان مقدرا 50 مليونا لإعادة تأهيل القسم كاملا وحاليا يجري بيع وتسويق شرائح الستيروبور بضغطين عادي وعالي للجهات العامة ولا سيما الانشائية.
وتسعى الشركة مع الجهات المعنية لوضع آلية قانونية تسهم في تأمين المواد الأولية والتجهيزات اللازمة لمواكبة التطور العالمي السريع في مجال الصناعات الالكترونية حيث تقدر قيمة التمويل اللازم للخطة الانتاجية للشركة بنحو 1230 مليون ليرة وفقا لموازنة 2016 اضافة إلى رفد الشركة بخطوط انتاج متطورة تحقق الطيف المطلوب من المنتجات الالكترونية الحديثة بقيمة مضافة أعلى وتعويض المتسرب من عمالة الشركة حيث انخفض عدد عمالها من 600 عامل تقريباً في بداية الأزمة إلى 360 حاليا.