” الكلاسة ” أحد أحياء حلب الشرقية بين الحرب والسلام
ﻳﺘﺴﻢ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺣﻲ ﺍﻟﻜﻼﺳﺔ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﺀﺓ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻢ ﻣﺜﺎﻝ ﻟﻠﺠﻮﺩ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﻘﻴﻢ ﻭﻣﺜﻞ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﻭ ﻳﺘﺴﺎﻭﻯ ﻏﻨﻴﻬﻢ ﻭﻓﻘﻴﺮﻫﻢ , ﻛﺒﻴﺮﻫﻢ ﻭﺻﻐﻴﺮﻫﻢ ﻓﻬﻢ ﺟﻴﻤﻌﺎً ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ..
ﻫﻜﺬﺍ ﻋﺮﻑ ﻋﻦ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺣﻲ " ﺍﻟﻜﻼﺳﺔ " ﻓﻬﻢ ﻳﺘﻜﺎﺗﻔﻮﻥ ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺣﻠﺐ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ , ﻗﺪﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻧﻐﺎﻟﻲ إذا ﻭﺻﻔﻨﺎﻫﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺣﻠﺐ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﺓ .
الفن والآثار ..
يشتهر بعض سكانها بالفن والطرب ومن أشهرهم ﺍﻟﻤﻄﺮﺏ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ "ﺻﺒﺮﻱ ﻣﺪﻟﻞ" ﻭﺗﻤﺘﺎﺯ ﺍﻟﻜﻼﺳﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺼﺪﺭ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻟﻔﺮﻕ الفنون ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﻟﻌﺐ ﺍﻟﺘﺮﺱ ﻭﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻟﻬﻢ ﻟﺒﺎﺱ ﺧﺎﺹ ﻭﻳﻌﺰﻓﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻔﻼﺕ , ﻭﻫﻲ ﻣﻬﻨﺔ ﺗﻮﺍﺭﺛﻮﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺟﺪﺍﺩ ﻭﺍﻵﺑﺎﺀ , ومن أشهر مواقعها ﺟﺎﻣﻊ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ الذي أطلق عليه هذا الاسم بعد زيارة الرئيس الراحل " جمال عبد الناصر " للحي , وﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ يمين ﺿﺮﻳﺢ ﻋﻠﻢ ﺟﻠﻴﻞ ﻫﻮ ﺿﺮﻳﺢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ وساحة الأحرار ..
العوائل والمهن ..
يعمل معظم أهلها في الغزل والنسيج والبناء وتنتشر فيها عدد من المعامل الهامة وتسمى المنطقة الصناعية التي كانت تضخ إنتاج كبير من المنسوجات الوطنية , من أهم الأسر والعوائل ﺍﻟﺘﻲ كانت وماتزال ﺗﻘﻄﻦ بعضها في ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻲ ﻣﻊ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭﻱ ﺇﺫﺍ ﻗﺪ ﻧﺴﻴﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ (( ﺟﺎﻣﻮﺱ – ﺁﻏﺎ – ﻧﺎﻋﻮﺭﺓ – ﻋﺼﻠﺔ – ﺻﻬﺮﻳﺞ – ﺑﻄﺶ – ﺳﻜﺮ – ﺯﻳﻨﻮ – ﺣﻤﺎﻣﻲ – دهان – ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ – ﺑﺼﺎﻝ – ﺷﻠﺤﺎﻭﻱ – ﻃﻘﺸﻮﻧﻪ – ﺑﻨﺸﻲ – ﺯﺭﺍﻉ – ﺧﻮﺭﺷﻴﺪ – ﻗﺼﺎﺏ – ﺻﺒﺤﺎﻥ – ﺷﻐﺎﻟﺔ – ﺳﻨﺪﻩ – ﺣﺮﻳﺮﻱ – ﺳﻨﻜﺮﻱ – ﺍﺳﻜﻴﻒ – ﻏﺮﻳﺒﻮ – مطر – ﺣﺪﺍﺩ – ﻣﺼﺮﻱ – ﻏﺮﻳﺰ – ﻣﻜﻲ – ﺩﻟﻴﻞ – ﻋﺠﻠﺔ – ﺣﺎﻭﻭﻁ – جزارة – بسوت – غزال )) .. ﻭﺑﺮﺯ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺭﺟﺎﻝ أعمال وﺃﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ من أشهرهم الصيدلي الراحل "محمد عادل جاموس" نائب رئيس مجلس الشعب السابق رحمه الله , ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﻛﺘﺎﺏ ﻭﺻﻴﺎﺩﻟﺔ ﻭﻓﻨﺎﻧﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﺑﺮﺯﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺑﺮﺯ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻤﺎﻝ ﻛﺎﺩﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ
" ساحة الأحرار " ..
تعتبر الساحة الرئيسية لحي الكلاسة , وأطلق عليها هذا الاسم في حقبة الاحتلال الفرنسي حيث شهدت أحداث دامية ونزف على أرضها دماء شهداء الحي الذين هتفوا وطالبوا الاحتلال الفرنسي بالجلاء ومنحهم الحرية … واليوم يتجدد المشهد بوجود جحافل التتار والمغول الإرهابي الذين غزو حلب والأحياء الشرقية ومنها "الكلاسة" منذ عام 2012 , حيث خرج الأهالي مطالبين الجماعات الإرهابية بالخروج وترك مناطقهم أو تركهم للخروج , وهنا لا بد من الإشارة بالقول إن أهالي حي " الكلاسة " كغيرهم من أحياء حلب الشرقية " أحرار " وسيبقوا أحرار في ظل دولتهم وجيشهم وهم جزء من الشعب السوري الذي يرفض الإرهاب والتدخل الخارجي ببلادهم .
الأحداث الدامية ..
لقد كانت " الكلاسة " من ضمن الأحياء الشرقية الأخيرة التي استعصت فيها الجماعات الإرهابية , واتخذت المواطنين المدنيين دروعاً بشرية للحيلولة دون تسليمها لسلطات الحكم الوطني في سوريا , وقد قامت العصابات الإرهابية المسلحة بتجويع السكان فيها وحرمانهم من العيش فقامت بادخار جميع المواد الغذائية والدوائية في مستودعات خاصة بها ومنعت توزيعها على الناس.
تمكن قوات الجيش العربي السوري وحلفائه من الدخول للحي وتحريره بعدما شهد الحي في العاشر والحادي عشر من كانون الأول لعام 2016 أحداث دامية تسببت بانهيار كبير في المباني والمنشآت وارتقاء أعداد كبيرة من الشهداء والضحايا المدنيين والعسكريين , حيث كانت الجماعات المسلحة تنتظر حتى اللحظات الأخيرة وصول تعزيزات عسكرية من قبل الأتراك إلا أن الأخير خذلها وتركها تلاقي مصيرها أمام ضربات الجيش العربي السوري وحلفائه .
المشهد الحالي ..
واليوم تشهد " الكلاسة " كغيرها من الأحياء حلب الشرقية دمار وانهيار كبير في البنى التحتية والفوقية وبالمباني والمنشآت العامة والخاصة , وهي بحاجة ماسة اليوم لوضع خطة من قبل المحافظة لدراسة إعادة اعمارها من جديد , حيث أنها تعتبر من الأحياء المكتظة بالسكان , وقد خرجت معظم مرافقها العامة من مدراس ومراكز حكومية خارج نطاق الخدمة , ومعظم أبراج الشبكات والمياه والكهرباء معطلة .. وهنا نشير بأن الأهالي حملونا رسالتهم بالطلب من الجهات المعنية للنظر بواقعهم والتعاطف معهم لمساعدتهم بالعودة لحياتهم الطبيعية ونحن بدورنا نضع الأمر برسم السيد محافظ حلب ورئيس مجلس المدينة !!