“سد الفرات” بخطر والإرهاب يشارك في دفعه نحو الانهيار
الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تشارك التنظيم الإرهابي ” داعش ” بدفع سد الفرات نحو الانهيار وإحلال كارثة إنسانية قد تسبب إغراق مدن ومحافظات سورية بالمياه ..
" قوات سوريا الديمقراطية " تنفذ عملية عسكرية على مراحل لتطويق مدينة الرقة ، وتقدمت حتى كيلومترات قليلة من السد ، وقالت القوات في تصريح سابق إن الضربات الجوية لا تستهدف التنظيم المتشدد قرب السد لتفادي إلحاق الضرر بالسد , فيما أشارت مصادر المعارضة السورية إلى أن السد توقف عن العمل ، لكن "داعش" ما زال يسيطر على منشآت التشغيل والتوربينات.
وكانت وسائل إعلام تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي قد زعمت بأن سد الفرات مهدد بالانهيار في أي لحظة نتيجة الضربات الجوية الأمريكية وبسبب الارتفاع الكبير في منسوب المياه , لكن "قوات سوريا الديمقراطية" التي تمكنت من السيطرة على مطار الطبقة العسكري في ريف الرقة الغربي حيث يقع السد ، نفت صحة تلك الأخبار، مؤكدة سلامة السد وحرص القوات التي تقاتل التنظيم هناك على حمايته
المدير العام لمؤسسة سد الفرات: أوضاع السد مقلقة للغاية
لم يؤكد مدير عام مؤسسة سد الفرات نجم البنية ، ما تم تداوله من أنباء عن إمكانية انهيار السد ، لكنه كشف أن الصراع بين "داعش" و"قوات سوريا الديمقراطية" خلق وضعاً خطيراً على السد , وفي تصريح لصحيفة "الوطن"، قال " البنية " المقيم حالياً في حلب ويتابع ما يجري بشأن السد عبر الاتصال بالفنيين الموجودين داخل مؤسسة السد : "لا توجد لدينا تفاصيل دقيقة عما جرى ويجري لأن المنطقة خارج السيطرة والمعلومات المتوفرة لدينا ترد إلينا من الفنيين" .
وأوضح أن المعركة الدائرة بين "داعش" و"قوات سوريا الديمقراطية" التي يدعمها التحالف الدولي بقيادة واشنطن ، "ولّدت وضعاً خطيراً على السد" واستطرد أنه "نتيجة المعارك خرجت بعض تجهيزات السد عن الخدمة وتوقفت بعض التجهيزات إضافة إلى حدوث مشاكل ضمن المحطة الكهرمائية وبحسب المعلومات التي توفرت لنا حتى الآن فإن الأمور مخيفة نوعاً ما ومقلقة ، ونقوم حالياً بالتواصل مع الفنيين في مؤسسة السد بحثاً عن حلول للتخفيف من الأضرار " .
ماذا يعني انهيار سد الفرات الذي يهدد التنظيم الإرهابي " داعش " بتفجيره ؟؟
تشير الأنباء الواردة من ميدان الاشتباكات في الرقة إلى أن تنظيم "داعش" يحذر من أن سد الفرات الذي تحاول قوات سوريا الديمقراطية انتزاع السيطرة عليه يواجه خطر الانهيار بسبب الحرب وتهديدات التنظيم بتفجيره .
للسد أهمية خاصة حيث أن انهيار السد يضع حياة أكثر من 3 ملايين شخص في دائرة الخطر، ناهيك عن التهديد الذي يطال معظم مناطق جنوب شرق سوريا بالغرق.
فسد الفرات يشكل بمخزونه المائي تهديداً كبيراً فيما إذا تعرض للخطر ، حيث يبلغ طوله 4.5 كم أما ارتفاعه فأكثر من 60 متراً ، علماً أنه قد تشكلت خلف السد الكبير بحيرة كبيرة هي " بحيرة الأسد " ويبلغ طولها 80 كم ومتوسط عرضها 8 كم .
"سد الفرات" يقع بالقرب من مدينة الثورة النموذجية ويبعد عن مدينة الرقة بحدود 50 كم ، وبني السد عام 1968 على نهر الفرات واستمر بناؤه نحو 5 سنوات تقريباً , ويستفاد من مياه سد الفرات في المشاريع الزراعية الكبيرة بالمنطقة ، بالإضافة إلى توليد الكهرباء عبر محطات التوليد الكهرومائية ، فهل لنا أن نتخيل ما يمثله انهيار هذا السد من خطر على السكان بالمنطقة .
وخلال تقرير الأمم المتحدة أكد أن هذا السد على نهر الفرات في مدينة الطبقة في محافظة الرقة بات على وشك الانهيار، وحذر من أن هذا سيتسبب في دمار هائل للمنطقة برمتها ، مشيراً إلى أن السد يعاني من ضغط هائل مع ارتفاع منسوب المياه التي يختزنها وكادت تطغى عليه , وأرجع التقرير السبب في إمكانية الانهيار الوشيك إلى أعمال التخريب المتعمد من قبل "داعش" وغياب أعمال الصيانة الضرورية ، بالإضافة إلى غارات التحالف الدولي والاشتباكات بالمنطقة المذكورة.
وأشار التقرير إلى أنه في حال انهيار السد سيتسبب ذلك بغرق وفيضانات على ضفاف النهر الأكبر في سوريا ، منزلاً كارثة كبيرة على المدنيين ، مبيناً أنه مع ارتفاع منسوب المياه في السد قد تغمر مياه الفرات إن تدفقت ، قطاعات ضخمة من الأراضي الزراعية على طول النهر، وقد يؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة عند مصب النهر.
وذكر التقرير أن أضراراً لحقت بالفعل بمدخل السد نتيجة الضربات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن ضربات جوية على ريف الرقة الغربي في 16 كانون الثاني 2017 أضرت بمدخل سد الطبقة ، مشدداً على أن فيضاناً واسع النطاق يمكن أن يطال الرقة وحتى دير الزور إذا لحقت بالسد أضرار أخرى .
وقال التقرير الأممي إن عناصر "داعش" تعمدوا تدمير البنية الأساسية الحيوية ، بما في ذلك ثلاث محطات للمياه وخمسة أبراج للمياه في الأسابيع الثلاثة الأولى من كانون الثاني ، وذلك بعد تقهقر التنظيم بالمنطقة , وأن التنظيم زرع ألغاما في محطات ضخ المياه على نهر الفرات مما يعيق ضخ المياه، ويجعل السكان يلجأون إلى استعمال مياه غير معالجة من نهر الفرات .