بعد غياب 37 عاماً حزب البعث يعقد مؤتمره القومي في دمشق
انعقد صباح اليوم في دمشق المؤتمر القومي الرابع عشر لحزب البعث العربي الاشتراكي بعد غياب 37 عام , حيث انتخب المؤتمر المهندس ” هلال الهلال ” الأمين القطري المساعد في سورية لرئاسة المؤتمر مع مقررين ..
حضر المؤتمر ممثلين عن التنظيمات الحزبية القومية " اللبنانية ، الفلسطينية ، الأردنية ، العراقية ، اليمنية ، السودانية ، التونسية والموريتانية " وأعضاء القيادة القطرية السورية وعدد من أعضاء اللجنة المركزية ولجنة الرقابة والتفتيش الحزبية بصفة مراقبين ..
ومن أهم المقررات التي توصل إليها المؤتمر القومي الرابع عشر , حل القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وتشكيل مجلس قومي ينوب عنها.
ووفقاً لمحللين سياسيين فأن المؤتمر يناقش عدداً من الاقتراحات لتفعيل التنظيم القومي للحزب وفق صيغ عصرية بعد أن أدى التنظيم المركزي مهامه في المرحلة السابقة , ومن بين المقترحات أن يكون لحزب البعث في الأقطار العربية ( بغض النظر عن التسمية ) استقلالية تنظيمية كاملة بما يتفق مع قوانين الأحزاب التي تعتمدها الدول عادة ومن بينها سورية , مع التأكيد على بقاء الفكر القومي العربي كضرورة لتطبيق العدالة الاجتماعية والتشاركية ، وتبقى هنالك قواسم مشتركة لكل التنظيمات التي تلتقي تحت سقف البعث العربي الاشتراكي.
وأكدت مصادر بأن الأنظمة والدساتير ليست هي السبب الرئيسي في التطوير، وإنما حاجة التنظيم القومي إلى تفعيل نشاطه بشكل أفضل على الساحة القومية ، بما يتناسب مع المهام المطروحة في هذه المرحلة , مع التركيز على مبدأ القيادة الجماعية وهو مرتكز التطوير ولكن على أسس ديموقراطية تمكّن قيادات أحزاب البعث في الدول العربية من التشاور جماعياً على القضايا التي تجمع البعثيين دون مؤسسات آمرة.
وقال باحثون بالشأن الحزبي بأنه من المقرر أن يبحث المؤتمر العوامل التي ستؤدي إلى الانتقال بالنضال القومي إلى مستوى أعلى وخاصة أن الوطن العربي عامة ، وسورية خاصة ، تشهد معركة مصيرية ستنتصر فيها العروبة حتماً , وأهمية الاطلاع على تجربة الأحزاب الاشتراكية والاشتراكية – الديمقراطية في أوروبا ، خاصة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها ، وكذلك الأحزاب الشبيهة في أمريكا الجنوبية وأفريقيا ، وما تقدمه هذه التجربة من ميزات للعمل الجماعي في إطار استقلالية كل حزب.
وأكدت مصادر حزبية بأن تجربة البعث غنية أيضاً ، وهو الحزب الذي كان من أهم عوامل قوته واستمراره قدرته على التغيير والتطوير وفق معطيات المراحل المتوالية , وأنه لاشك سوف يجد الصيغة المناسبة التي تسهم في دفع الحركة القومية العربية إلى الأمام.
وأشارت مصادر حزبية إن العلانية في الحزب عنصر من عناصر التطوير أيضاً ، خاصة أننا نعيش عصر التطور المذهل في وسائل الإعلام , وأكدت أن القيادة القطرية تتعامل مع هذا الموضوع باهتمام وانفتاح ، وقد أحدثت منذ فترة مديرية الصحافة والإعلام الالكتروني مهمتها التعامل مع الرأي العام واطلاعه على نشاطات الحزب كلها ، واعتماد صيغ الإعلام التفاعلي مع الرأي العام ، إضافة إلى صحيفة البعث العريقة التي بلغ عمرها سبعون عاماً ، والتي ستركز في المستقبل على القضايا الحزبية كصحيفة ناطقة باسم الحزب ، وكذلك موقع البعث ميديا ، والمركز الوطني للأبحاث واستطلاع الرأي في دار البعث.