الرئيس الأسد يلتقي القيادات القطرية العربية المشاركة بالمؤتمر القومي لحزب البعث
التقى السيد الرئيس بشار الأسد اليوم بوفد القيادات القطرية العربية المشاركة في المؤتمر القومي الرابع عشر لحزب البعث العربي الاشتراكي، وتناول اللقاء النتائج التي تمخضت عن المؤتمر ..
وخصوصاً تشكيل مجلس قومي يتكون من جميع مندوبي التنظيمات في الأقطار العربية ..
الرئيس الأسد وبحسب مصادر اعلامية في رئاسة الجمهورية أكد خلال اللقاء على أن تشكيل مجلس قومي يعكس ديناميكية فكر البعث ، الذي كان ولا يزال قادراً على التكيف حسب الظروف المحيطة به دون التخلي عن مبادئه، معتبراً أن هذا التحول الجذري بالصيغة التنظيمية، عبر هذا المجلس، يعكس قدرة البعث على تلبية متغيرات العصر، وبنفس الوقت، يكرس أهمية الفكر القومي ودور البعث في صد الهجمة التي استهدفت ضرب الشعور القومي العربي في محاولة لتقسيم الشعوب العربية حسب الانتماءات الطائفية والعرقية.
البيان الختامي للمؤتمر الرابع عشر لحزب البعث العربي الاشتراكي
انعقد في دمشق يوم الرابع عشر من أيار عام ألفين و سبعة عشر المؤتمر القومي الرابع عشر لحزب البعث العربي الاشتراكي بمشاركة مندوبين عن التنظيمات الحزبية القومية , اللبنانية و الفلسطينية و الأردنية و العراقية و اليمنية و السودانية و التونسية و الموريتانية , إضافة إلى القيادة القطرية السورية , و عدد من أعضاء اللجنة المركزية , وأعضاء لجنة الرقابة , و عدد من المراقبين .
و انطلاقاً من قناعة أعضاء المؤتمر بأهمية الدور الذي تميز به حزب البعث العربي الاشتراكي على الساحة الإقليمية , منذ تأسيسه و حتى الوقت الحالي , في تعزيز الفكر القومي العروبي و تغلغله في مختلف فئات مجتمعات الدول العربية , ناقش المؤتمر ضرورة تطوير صيغة القضايا التنظيمية بما يمكن الحزب من الاستجابة للمهام التي تطرحها المرحلة التي تمر بها المنطقة بعيداً عن الجمود و تعزيز حيوية الحزب و قدرته على التطوير الذاتي .
و تحقيقاً لهدف المجتمعين في جعل الحزب يلبي متغيرات العصر ورؤى و توجهات الأجيال الشابة و ما يحتاجه ذلك من إحداث تحولات جذرية فيما يتعلق بالصيغة التنظيمية الأنسب , فقد قدمت القيادة القومية الحالية استقالتها للمؤتمر , قام بعدها المجتمعون بنقاشات مستفيضة بهدف الاتفاق على صيغة عصرية حيوية جديدة تجمع بين حرية حركة أحزاب البعث في الأقطار العربية من جهة , و الالتزام بالفكر القومي العروبي من جهة أخرى, ذلك لأن الصيغ السابقة أدت مفعولها بوجه جيد في المراحل السابقة ولابد من تطويرها للمتابعة في هذه المرحلة , و مع الأخذ بعين الاعتبار أن المندوبين جاؤوا من ساحات عمل مختلفة , لكل منها همومها و مهامها , و توصلوا إلى :
1- تطبيق مبدأ القيادة الجماعية للتنظيمات القومية بما يضمن التشاور الحر و الديمقراطي بين قيادات هذه التنظيمات .
2- تلتقي القيادة الجماعية في إطار مجلس قومي كبديل لصيغة القيادة القومية , يجتمع دورياً و يتشكل من جميع مندوبي التنظيمات في الأقطار العربية . وهذا المجلس ذو صيغة تشاورية يقوم على مبدأ توافق الآراء أو الإجماع حيث لا تتخذ التوجيهات إلا بعد مناقشتها ديمقراطياً و قبول الجميع بها .
3- و لكي تكون القيادة جماعية لابد أن تكون هذه التنظيمات مستقلة في اختيار قياداتها و أنظمتها الداخلية و أسمائها وفق ظروف ساحة نشاطاتها .
4- تختار هذه التنظيمات سياساتها في أقطارها وفق ظروفها . و تضع خططها و برامجها و تنظم تحالفاتها في تلك الأقطار بالوجه الذي تراه مناسبا لتفعيل دورها وطنيا و الإسهام في تحقيق أهداف البعث القومية .
5- إن المنطلق الفكري الجامع لأحزاب البعث هو الأفكار الواردة في دستور البعث التاريخي منذ التأسيس عام ألف و تسعمائة و سبعة و أربعين , و من تجربته الغنية و الإضافات التي تراكمت خلال سبعين عاما من عمر الحزب .
6- و لتحديث هذه الأفكار الأساسية و عصرنة تعابيرها طالب مؤتمر المجلس القومي الجديد بتقديم مقترحات حول ميثاق قومي للبعث , بغية مناقشة هذه المقترحات و إقرارها في أول اجتماع مقبل للمجلس .
كما ناقش المؤتمر بعض المقترحات حول القواعد التنظيمية العامة التي تحدد مهام المجلس القومي و مكتب التنسيق و تؤمن الاتصال بين أحزاب البعث على الساحة القومية . و قرر المؤتمر أن تناقش هذه القواعد في كل تنظيم على حدة ثم تقر الصيغة ثم تقر الصيغة النهائية في اجتماعات المجلس القادمة .
و طالب المؤتمر من الحضور تقديم مقترحات حول الميثاق القومي و ترك ذلك للتشاور بين الجميع , و إتاحة كل الوقت اللازم لأعضاء المجلس القومي الذين يمثلون جميع التنظيمات يعتبر بمثابة تكريس فوري لتطبيق القيادة الجماعية , و تعزيز هذا التوجه .
من جهة أخرى , ناقش المشاركون التقارير المقدمة إلى المؤتمر و استعرضوا الأوضاع العامة على الساحة القومية و الإقليمية و العالمية و نددوا بالحرب الإرهابية التي تستهدف سورية و شعبها و دورها القومي و العروبي مؤكدين انه بالرغم من وحشية هذه الحرب فقد فشلت في احدج أهم اهدافها و هو إرغام سورية على التوقف عن كونها مركز العمل القومي و مقاومة المشروع الأمريكي الصهيوني في الوطن العربي و المنطقة عموماً .
و أكد أعضاء المؤتمر أن صمود سورية في وجه هذه الحرب الإرهابية غير المسبوقة لم يكن ممكناً لولا إيمان الشعب السوري و تضحياته بالدفاع عن كرامته و سيادته و استقلال بلاده و لولا بطولات الجيش العربي السوري و إيمانه بوطنه و شعبه متوجهين بأسمى آيات الإجلال إلى أرواح جميع شهداء سورية و المقاومة و لكل نقطة دم سقطت في سبيل الذود عن تراب سورية المقدس .