>>مهرجان شعبي حاشد بدمشق احتفاءً بانتصار غزة. مشعل: لاتهدئة إلا برفع الحصار
أقامت لجنة المتابعة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني مهرجانا مركزيا فى صالة الفيحاء بدمشق امس دعما لانتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة فى مواجهة العدوان الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة وذلك تحت عنوان “وانتصرت غزة .. سورية شريك فى المقاومة والانتصار”.
وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في كلمته خلال المهرجان ان اولويتنا رفع الحصار وفتح المعابر بصورة دائمة والاستعجال في اعمار غزة وإذا لم يستجب العدو لهذه المطالب فلا تهدئة.
واضاف .. إن إسرائيل قدمت الى حركة حماس عبر مصر عروضا مغرضة وملتبسة وناقصة لا معنى لها الا استمرار الحصار وانها لم تقدم حتى اللحظة اي ضمانات مؤكداً استمرار المقاومة لأن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة أيا كان الفائز في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة.
وقال مشعل ان فصائل المقاومة الوطنية الفلسطينية لن تبقى منتظرة الى حين فتح ابواب منظمة التحرير الفلسطينية لانضمام الفصائل الفلسطينية المقاومة إليها والالتزام بتنفيذ اعلان القاهرة 2005 لافتاً إلى ان الفصائل تسعى إلى تشكيل مرجعية وقيادة حتى اللحظة التي يتم فيها اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية فتلتقي البندقية مع المنظمة كما حدث عام 1969 داعياً إلى ضرورة تحديد موعد لاجتماع الامناء العامين لكل الفصائل واللجنة التنفيذية وللشخصيات المستقلة لاعادة بناء المنظمة على قاعدة انتخابات حرة.
واضاف مشعل .. نحن مع منظمة التحرير الفلسطينية كبيت فلسطيني ولكن مؤسساتها فقدت شرعيتها القانونية منذ سنوات مؤكدا ان لا شرعية لاي مؤسسات او تشكيلات تناقض الخيار الحقيقي للشعب الفلسطيني وهو المقاومة.
واشار مشعل الى أن معركة غزة هي أول حرب يخوضها الفلسطينيون بسلاحهم المتواضع ودعم من الشعوب العربية والإسلامية داعياً إلى الحفاظ على هذا الإنجاز والبناء عليه في مجابهة المخططات والأطماع الصهيونية.
وأكد مشعل أن الفصائل الفلسطينية حصلت على مساعدات من الدول العربية والإسلامية لدعم صمود أهلنا في غزة وإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية مشددا على أن إدخال الأموال إلى غزة ليس تهمة وإنما هو شرف وواجب يستحق التكريم وليس التأخير.
ووجه رئيس المكتب السياسي لحماس التحية لسورية قيادة وحكومة وشعباً على دعمها المستمر والمتواصل للمقاومة الوطنية الفلسطينية وقال .. سنظل نقول شكراً لجميع من وقف معنا ودعمنا من سورية وقطر وإيران وتركيا وفنزويلا وبوليفيا .. كما حيا رجال المقاومة الفلسطينية صناع النصر الحقيقيين في ملحمة غزة ولسفينة الأخوة اللبنانية التي تحدت حراب العدو وأصرت على كسر الحصار عن غزة ولكل الوفود والفرق الطبية والإغاثية والبرلمانية التي توجهت إلى غزة.
بدوره قال رمضان عبد الله شلح الامين العام لحركة المقاومة الوطنية الفلسطينية الجهاد الاسلامي .. لقد سطر شعبنا البطل في غزة تاريخا نضاليا لكل الاحرار في العالم وليس لشعبنا العربي فقط وانتصرت المقاومة الباسلة على الرغم من اختلال ميزان القوة.
واضاف .. نوجه رسالة سياسية ومعنوية مهمة من دمشق الفيحاء شريكتنا في النصر والانتصار الذي حققه شعب غزة البطل الى كل احرار العالم ان العدوان على غزة هو حرب على فلسطين كل فلسطين والمعركة التي بدأت فصولها منذ توقيع اتفاق اوسلو على خيار وشرعية المقاومة ارادت بها اسرائيل وحلفاؤها عقاب الشعب الفلسطيني على انتصار مقاومته وانتصار حماس في الانتخابات وفرض الحصار لاستخدام حاجته الى الغذاء والدواء لاهداف سياسية وهذا هو ابشع اشكال العدوان والارهاب.
ودعا شلح الى ضرورة اعادة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي كانت قبل الانقسام لان احدا في المقاومة لا يريد ان يشق منظمة التحرير او يلغيها كما ان احدا لا يقبل ان تبقى منظمة التحرير مخطوفة في ثلاجة الموتى يستخدمونها لتسويغ نهج التفريط وقال .. ان منظمة التحرير مظلة المشروع الوطني الفلسطيني وعنوان لحركة التحرر ونحن نريد اعادة بنائها حسب ما نص عليه اتفاق القاهرة لتستوعب كل القوى الفلسطينية بما في ذلك حماس والجهاد الاسلامي اذ انه لا يمكن بناء مشروع وطني فلسطيني من دون جميع الفصائل الفلسطينية وايدينا ممدودة لبناء المشروع الوطني والمقاومة هي خيارنا لاستعادة الحقوق.
من جانبه اكد احمد جبريل الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة ان العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة كان يستهدف القضاء على المقاومة واخضاع الشعب الفلسطيني لمشاريع التصفية واضعاف الشعب الفلسطيني والامة للحيلولة دون الدفاع عن حقوقه.
وقال جبريل .. ان انتصار غزة تحقق بفضل صمود شعبها ومناضليها وبفضل الأمة العربية والإسلامية وكل الأحرار في هذا العالم مشيرا الى ان أي انتصار لا يمكن ان يتحقق دون تضحيات اهله وشعبه ومقاوميه. واشار جبريل الى ان الأطفال والنساء والشيوخ وكل الشعب الفلسطيني في غزة يؤكدون وقوفهم مع المقاومة رغم الدمار والقتل والمذبحة التي تعرضوا لها خلال العدوان الاسرائيلي على القطاع.
وقال .. جبريل ان العدو الاسرائيلي فشل خلال عدوانه على قطاع غزة في تحقيق أهدافه لا بل اصيب بخيبة كبيرة مؤكدا ان سياسة الكيان الصهيوني ترتكز على القتل والتدمير والمذابح كما حصل في دير ياسين وصبرا وشاتيلا وقانا الأولى والثانية ومدرسة بحر البقر.
واستنكر جبريل الصمت الدولي ازاء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وبخاصة دول العالم التي تدعي الحضارة وحقوق الإنسان والحرية والديموقراطية مؤكداً ان المعركة لم تنته وأن المطلوب من الجماهير العربية والفلسطينية أن تكون جاهزة لمواجهة المؤامرة التي تستهدف اخضاع الشعب الفلسطيني.
بدوره أكد الدكتور ياسر حورية عضو القيادة القطرية للحزب رئيس مكتب التربية والتعليم العالي القطري في كلمته ان سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد كانت وما زالت مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الكبرى وقدمت لأجلها الشهداء.
وقال الدكتور حورية ان سورية بقيادتها وقواعدها مستعدة لتقديم كل غال ونفيس وستبقى عونا للمناضلين الشرفاء وحصنا منيعا للمقاومة ودرعا يدرأ الاخطار عنها يدعمها ويشد أزرها أينما كانت للدفاع عن الحقوق العربية.
واشار حورية الى ملاحم البطولة التي سطرها المقاومون والمقاتلون في غزة وانتزعوا النصر بالصبر رغما عن جبروت الطغاة متوجهاً بالتهنئة الى شعبنا في غزة ومقاومته الباسلة وشهدائه بالنصر وبأعمق مشاعر التضامن والتحالف مع نضاله رمز وعنوان قضيتنا الواحدة قضية فلسطين المقدسة.
وأضاف حورية .. نجتمع اليوم لنحتفل بولادة إنساننا العربي الجديد ثابتا على المبادئ متمسكا بالحقوق مدافعا عن الكرامة وحقائق التاريخ ومجسدا منهجا قوميا وموئلا وطنيا مستمدا العزم من مداد الماضي المجيد منتشيا بنصر تموز مفجرا ملاحم العزة في غزة يستلهم منها معاني الصمود وروح المقاومة مؤكدا للعالم كله ان ايمان الانسان بوطنه أقوى من كل طغاة الارض وانه ماض في الدفاع عنه ومقاومة الاعداء حتى زوال الاحتلال واجتثاث العدوان.
وقال حورية .. في هذا اليوم الأغر ننحني بإجلال واعتزاز وإكبار أمام مواكب البطولة والابطال الذين كرسوا قيم الشهادة ومحبة الوطن القيم التي وصفها القائد التاريخي حافظ الأسد بأنها قيمة القيم وذمة الذمم. ومضى عضو القيادة القطرية يقول .. ان العدو الصهيوني لم يتعلم من دروس نتائج عدوانه في تموز عام 2006 على لبنان وإنه لجأ الى تغطية فشله في العدوان على اهلنا في غزة تماما كما فعل في لبنان بتدمير المنازل والمؤسسات والمدارس والمساجد والمستشفيات والمقار الدولية ظنا منه ان قتل المدنيين الابرياء والاطفال والنساء سيجعل أهل غزة ينقلبون على قياداتهم ويستسلمون ويرفعون الرايات البيض لكن أهلنا في غزة قالوا كلمتهم بالتفافهم حول فصائل المقاومة التي كبدت العدو أفدح الخسائر ولم يملك الصهاينة الجرأة حتى على الاعلان عنها.
واضاف حورية .. ان الكيان الصهيوني لا يرغب في السلام وأثبتت الوقائع دون شك انه يستخدم عامل الوقت للمراوغة والتهرب من استحقاقات السلام والانصياع لقرارات الشرعية الدولية تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية مشيرا الى ممارسات الاحتلال من استيطان وتهويد للقدس واعتقال ما يزيد على 11 ألف فلسطيني واستمرار حصاره الجائر على غزة وزج رموز الديمقراطية الأعضاء في البرلمان الفلسطيني في غياهب السجون.
وقال حورية .. ان العدو لن يهنأ بالأمن مع الاحتلال ومن هنا كانت المقاومة الباسلة ضرورة للتوازن بل للترجيح وإجبار العدو للرضوخ لمتطلبات السلام العادل والشامل لافتا الى إن الشعب الفلسطيني يمتلك اليوم إرادة المقاومة ومواجهة الاحتلال ولن يتخلى عنها إلا بإعادة الحقوق كاملة مؤكدا ان اعتماد الكيان الصهيوني على منطق القوة بات من مقولات الماضي وان السياسة الامريكية والصهيونية لم تحصد سوى الفشل الذريع في مخططاتها وان الكثير من شعوب العالم قد ضاق ذرعا بسياسات الكيان الصهيوني وكذبه وتزويره للحقائق وللتاريخ.
وقال .. إن ما شاهدناه من انتفاضة شعبية عربية ودولية ذو دلالة كبيرة على ان قضية فلسطين عادت لتحتل مكان الاهتمام والصدارة لدى أحرار العالم وان الوضع الجيوسياسي قد تغير بعد نجاح المقاومة. واشار حورية الى التحرك الذي قاده السيد الرئيس بشار الأسد لنصرة أهلنا في غزة منذ اليوم الأول للعدوان حيث وجه الدعوة الى انعقاد قمة عربية طارئة تعبر لشعوبنا وللعالم أننا مع أنفسنا ومع شعوبنا وضد الاحتلال ومع الشهداء الاطفال والنساء والشيوخ وقبل ذلك مع الابطال المقاومين في كل مكان.
وقال .. ان قمة غزة الطارئة في الدوحة توجت بنتائج فاعلة على الساحتين العربية والعالمية حيث وقفت الى جانب المقاومة يساندها في مواقفها الجماهير العربية والقوى الصديقة.
وختم حورية بالقول .. ان انسحاب العدو الاسرائيلي من غزة دليل على فشله في تحقيق ما ذهب إليه وهو يحاول ان يعوض فشله بفرض شروط على المقاومة ليجهض النصر الكبير الذي حققته المقاومة محاولا الحصول بالسياسة على ما فشل في تحقيقه بالقوة.
حضر المهرجان احمد الاحمد .. الامين العام لحركة الاشتراكيين العرب و فرحان ابو الهيجاء الامين القطري للتنظيم الفلسطيني لحزب البعث واللواء محمد طارق الخضراء رئيس هيئة اركان جيش التحرير الفلسطيني والامناء العامون لفصائل المقاومة الوطنية الفلسطينية وامناء فروع ريف دمشق واليرموك وفلسطين للحزب ورؤساء المنظمات والاتحادات المهنية والشعبية وعدد من رجال الدين الاسلامي والمسيحي وعدد من السفراء العرب والاجانب المعتمدين بدمشق ووفود من دول عربية شقيقة واجنبية صديقة وحشد كبير من المواطنين.