إعادة افتتاح مطرانية الروم الأرثوذكس بحمص القديمة
” السوريين .. مسلمين ومسيحيين يقفون صفاً واحداً في مواجهة الإرهاب الذي يتعرض له وطنهم منذ أكثر من ست سنوات ” هذا مقاله البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس ..
وأعرب البطريرك "يازجي" خلال إعادة افتتاح مطرانية الروم الأرثوذكس في حي بستان الديوان بحمص القديمة بعد أن تم تأهيل بنائها والمؤسسات الملحقة بها عن سعادته الغامرة بعودة مدينة حمص خالية من السلاح في جميع إحيائها وذلك خلال صلاة شكر أداها اليوم في كنيسة الأربعين وسط حمص القديمة , داعياً إلى " تعزيز مسيرة المصالحات المحلية ".
وقال البطريرك " نحن اليوم في حمص لنقول أننا مغروسون في هذه الأرض لأننا أصحاب إرادة ولأننا أبناء الحياة رغم كل الجروح النازفة" , مضيفاً إن حمص "مدينة القديسين التي عرفت المسيحية منذ نشأتها .. نحن هنا لنقول أن مدينة يتحاور ويختلط فيها الوجود الأخوي الإسلامي والمسيحي هي رسالة أن أخوة التاريخ كانت وباقية وستبقى".
ولفت البطريرك إلى أن التكفير والإرهاب الذي زرع في أرضنا بدا يلدغ في غير مكان وهذا ما حذرنا ونحذر منه وما سمي “ربيعا” حمل دماراً وخراباً متوجهاً بصلاته إلى كل الحزانى والمخطوفين ومنهم مطرانا حلب سائلا ًالله أن يعيد الأمن والاستقرار إلى كل ربوع سورية ومباركاً بحلول شهر رمضان المبارك.
وفي تصريح صحفي عقب انتهاء الافتتاح والصلاة أكد البطريرك أن " جذور مطرانية الروم الأرثوذكس ضاربة في التاريخ إلا أن يد الغدر والإرهاب طالتها دماراً لكن إرادتنا وتصميمنا جميعاً كسوريين مسيحيين ومسلمين وحالة التجذر بالأرض جعلنا نعيد بناءها من جديد " , مشيراً إلى أن عودة مدينة حمص آمنة وخالية من جميع المظاهر المسلحة " تقوينا وتجعلنا على ثبات دائم ".
بدوره أشار محافظ حمص " طلال البرازي " في تصريح مماثل إلى أن استعادة مدينة حمص لعافيتها تتجلى في أشكال متعددة أبرزها ترميم وإصلاح المنازل والبنى التحتية والمؤسسات العامة وإعادة الأوابد الأثرية والأسواق القديمة وعودة مؤسسات الدولة ولا سيما المدارس إضافة إلى عودة المؤسسات الدينية من كنائس ومساجد في رسالة للعالم مفادها بان حمص ستعود أجمل بفضل تكاتف أهلها ومحبتهم لمدينتهم , معتبراً أن إعادة افتتاح المطرانية اليوم " تأكيد على أن مرحلة الانتصار والاعمار بدأت وستعود سورية جميعها أفضل مما كانت ".
ولفت المطران " جاورجيوس أبو زخم " مطران حمص وحماة والنبك وتوابعها للروم الأرثوذكس إلى أنه في هذه الأيام المباركة تعيش حمص فرحها بعودة افتتاح المطرانية مجدداً بعد تحرير المدينة القديمة من الإرهاب , راجياً الله أن تحمل الأيام القادمة لسورية وأهلها السلام والطمأنينة بعودة جميع المهجرين.
وأدت جوقة الطفولة التابعة لكنيسة القديس نيقولاوس بفيروزة نشيد الكنيسة في باحة كنيسة الأربعين , كما تم عرض بعض الصور على جدران الكنيسة تظهر حجم الدمار الذي تعرضت له المدينة القديمة وكيف أضحت اليوم , بدورهم بين عدد من الآباء والمطارنة أهمية عودة مطرانية الروم الأرثوذكس إلى مقرها الأساسي في حي بستان الديوان وسط حمص القديمة في رسالة للعالم بأن الحياة الطبيعية عادت وعاد الأهل المهجرون إلى منازلهم لمتابعة نشر المحبة والسلام بين الجميع.