جرائم وحوادث

جريمة قتل بوضح النهار والأمن الجنائي في حلب يقبض على مرتكبيها

ربما يكون من الغرابة بالأمر أن يمارس الجاني جريمته بكل تخطيط وملء الإدارة دون أن يكترث لعقوبات القانون , ربما يعتقد بأنها فوق الشبهات , فهو قد ينسى بأن لا أحد يبقى خارج الحساب القانوني أو الرباني ..
المدعو ( ع.خرفان ) هو جوهر القصة في الجريمة التي كشفت ملابساتها فرع الأمن الجنائي بحلب مؤخراً , فبينما كان يجول في أحد أحياء مدينة حلب التي طُهِرت مؤخراً من براثن الإرهاب .. كانت إحدى العائلات الصامدة العائدة تقوم بنقل أثاث منزلها إلى بيتهم في حي الجزماتي .. فما كان منه إلا أن اقترب منهم .. وطلب بطاقاتهم الشخصية وأوراقهم الثبوتية .. ربما يكون إجراء طبيعي , لكن الغريب في الأمر .. هو طلبه للذهاب إلى منزلهم والجلوس معهم والتحدث إليهم .. الأمر الذي استغربته تلك الأسرة .
وبعد وصوله لبيت الأسرة , تقدم ( ع.خرفان ) من رب الأسرة بطلب خطبة من ابنته "هـ " على سنة الله ورسوله .. وحتى تلك اللحظة يبدو للقارئ أن الأمر ما يزال طبيعياً .. لعله يكونُ في قمة الشهامة والنبل .. ويريد أن يدخل البيوت من أبوابها  !!

وفي تتمة القصة  ..
جاء حينها رد الأب بالرفض .. حول موضوع الخطبة قائلاً له  : " ابنتي ( هـ ) مخطوبة لابن خالتها فعلاً .. واعتذر منك عن ذاك الطلب النبيل  .. "إلا أن ذاك الزائر … لم يقتنع بتلك الإجابة .. فقرر أن يكيد للعائلة كيداً .. بطريقةٍ درامية مدروسة .. تبكي القلوب قبل أن تُدمِع العيون  ..
بعد عدة أيام .. قرر( ع. خرفان ) فجأةً .. وبكل تودد أن يخبر والد ( هـ ) أنه استطاع تأمين لهم معونة إغاثية سخية جداً  ..فما كان من ذاك الأب الطيب .. إلا أن شكره على تلك المبادرة الأخلاقية  ..فوافق على الذهاب معه بكل سعادة إلى مكان التوزيع المفترض مصطحباً معه ابنه ( عمار ) ذو الـ  14 ربيعاً .. وذلك حتى يقوم بمساعدته في حمل تلك المواد الإغاثية السخية التي وصفها لهم  ..
وفعلاً توجه الأب والابن الصغير إلى ذاك الطريق .. وهما ينسجان في خيالهم وقائع الفرحة العائلية التي سيرسمونها على شفاه و قلوب العائلة جميعاً .. وفي منتصف الطريق أرشدهم ( ع. خرفان ) إلى مكانٍ ناءٍ في حي كرم الجزماتي , زعماً منه أنه مكان التوزيع  ..فصعد معهم مبتسماً إلى إحدى الشقق السكنية في الحي  ..
ليجدوها غرفاً فارغة خاوية من أي شيء  .. جدراناً لا تحوي ضمنها إلى بعضاً من النفايات والأنقاض والجرذان .. ! لم تعلم تلك الجدران أنها ستكون شاهداً على قصة مأساوية مروعة .. فتتحطم أحلامهم التي على أعتاب الحاجة والعِفّة والخذلان , ويكشر المجرم هنا عن أنيابه قبل أن يشهر سلاحه .. ويطلق عدة طلقات موجةٍ لتستقر في صدورهم  …
أجساد لم يكن لها ذنب سوى أنها تسعى لتؤمن لعائلتها قوت يومها من ماءٍ ودواءٍ وغذاء  !!.. ليؤكدوا بموتهم أن حلبَ كانت وستبقى مكاناً لعيش أصحاب المبادئ والقيم والأخلاق  ..
وهنا تكمن فرع الأمن الجنائي بحلب من إلقاء القبض على المدعو ( ع.خرفان ) الخارج عن الإنسانية والقانون , و زجّه خلف القضبان بعد أن اعترف بفعلته تلك الجريمة وبإشراكه للمدعو ( ع.وطفي ).

عائلة المغدورين ..
تتوجه بالشكر لوزارة الداخلية , وقائد شرطة محافظة حلب لحرصهم وكشفهم السريع عن الفاعلين  ..حتى بات هؤلاء الجُناة خلف قضبان العدالة  … تلك العدالة التي ستضع كل الخارجين عن الإنسانية والقانون بين يدي القضاء حتى وإن تأخر الزمن

بواسطة
طارق بصمه جي
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى