“تمسيح جوخ” .. تعظيم البعض للمسؤولين جعلهم عبدة اللات والعز وهبل !!
نقدر علينا ما يقوم به بعض الشرفاء في وطني من معنيين ومسؤولين لأبناء الوطن .. لكن المفهوم العام لمصطلح “الوظيفة العامة” تفرض على كل موظف حكومي أن يتفانى بالعمل من أجل مصلحة الشعب والوطن ..
لأن الوظيفة العامة بالمفهوم الإداري هي خدمة الصالح العام ؛ وتكون "الوظيفة العامة" عائق أمام الصالح العام في حالات الفساد وتحول المنصب أو الوظيفة بالقطاع العام كامتياز يستغله شاغرة لأغراض شخصية ولا يتفانى بالعمل في خدمة مصالح المواطنين … ربما حاجتنا لوجود مسؤولين وأصحاب نفوذ يعملون في ضوء القانون ويتفانون بالعمل في خدمة الصالح العام كما نصت الواجبات الإدارية ؛ دفعت بالكثير من زملائنا الإعلاميين وأصحاب الرأي والفكر إلى تعظيم هؤلاء الشاغرين للمناصب والمهام الإدارية والقيادية.
والبعض جعل منهم رسول أو قديس في عصر يتمتع بحداثة الفكر وأدواته .. من واجباتنا أن نشير ونسلط الضوء على النقاط الايجابية في عمل الإدارات والقيادات لنعزز بوجودها في مؤسسات الدولة ؛ بهدف مكافحة الفساد وتعزيز مواقف الشرفاء الذين فهموا تماماً ما هي واجباتهم تجاه الوظيفة العامة التي يشغلونها ..
لكن هذا لا يجعل من أحد قديس يستحق التبجيل و" تمسيح الجوخ " بكلمات تعظم من شأنه .. الرسالة الإعلامية يجب أن تتصف بالموضوعية والمصداقية والحيادية في نقل أي موقف أو حدث أو خبر عن أي شخصية .. والابتعاد عن مزج الآراء الشخصية في صياغة الرسالة الإعلامية .. فأدوات الإعلام ووسائله ليست ساحة للنفاق والكذب والدجل وتقديم فروض الطاعة لأحد .. بل هي جملة من الأدوات والوسائل التي منحها الشعب والذين يشكلون "الرأي العام" لمفكرين وإعلاميين ومثقفين يدعون بـ" قادة الرأي العام ".