هل يعلم الإنسان مكانة «الأم» وصلة «الأرحام» عند الله ؟؟؟
لم يتردد أي دين من الديانات السماوية بتكريم وتفضيل مكانة الأم بين البشر , فجميع الديانات اعتبرت الأم نبعاً للعطاء والحنان وصمام الأمان في عائلتها فارتقت الديانات لجعلها مركز الاهتمام الديني ..
ولعل "الإسلام" كان الأكثر تشدد في تكريم ورعاية مكانة الأم في العائلة , فكرَّمها رسول الإسلام "محمد" صلى الله عليه وسلم بقوله نقلاً عن أنس بن مالك – رضي الله عنه : « الجنة تحت أقدام الأمهات » , وعندما جاء رجلٍ إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) يسأله : من أحق الناس بصحابتي يا رسول الله ؟ فقال له: «أمك» ، قال: ثم من ؟ قال : «أمك» ، قال: ثم من ؟ قال : «أمك» ، قال: ثم من ؟ قال : «أبوك».
ومن الأحاديث النبوية الدالة على مكانة الأم في الإسلام قصة الرجل الذي جاء إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو, وقد جئت أستشيرك , فقال: «هل لك من أم ؟» قال: نعم ، قال: « فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا » , وعندما سألت أسماء بنت أبى بكر النبي (صلى الله عليه وسلم) عن صلة أمها المشركة وكانت قدمت عليها، فقال لها: «نعم .. صلي أمك».
من حقوق الأم على أبنائها ..
أن تحظى باحترامهم وتقديرهم لها ، وذلك من خلال التعامل معها بكلّ حب ولين ولطف ، وتوفير جميع الاحتياجات والمتطلبات الخاصّة بها ، وتجنّب القسوة في التعامل معها أو مقاطعتها ، وطاعتها في غير المعصية لله تعالى فأمر الله عز وجل عباده بإطاعة الأم بقوله : «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا» ، وذكر الله تعالى فضل الام وأوصى بها خيراً كما في كتابه العزيز : «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ».
صلة «الأرحام» في الإسلام ..
من هم «الأرحام» الواجب صلتهم في الإسلام ؟؟ .. لقد أجمع أهل العلم على أن «الرحم هم الأقارب من النسب .. من جهة الأب والأم , وهم المعنيون بقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال والأحزاب : "وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ" .. أما أقارب الزوجة فليسوا أرحاماً للزوج , وأقارب الزوج ليسوا أرحاماً للزوجة .. فأقارب كل واحد من الزوجين ليسوا أرحاماً للأخر »
أما بالنسبة بمن هم الأقرب ؟؟ فأجمع أهل العلم على أنهم : الآباء والأمهات والأجداد والأولاد وأولادهم ما تناسلوا ، ثم الأقرب فالأقرب من الإخوة وأولادهم ، والأعمام والعمات وأولادهم ، والأخوال والخالات وأولادهم ، وصلة الرحم تكون بأمور متعددة ، منها : الزيارة ، والصدقة ، والإحسان إليهم , وعيادة المرضى ، وأمرهم بالمعروف ، ونهيهم عن المنكر ، وغير ذلك.
هذه دعوة صادقة أوجهها لجميع الأخوة والأصحاب والأصدقاء بمناسبة عيد الفطر المبارك ..
توقفوا قليلاً عن حساباتكم الحياتية .. توقفوا قليلاً عن مطامع الحياة وهموم الحياة التي لا تنتهي .. توقفوا قليلاً عن أرضاء الذات والشهوات .. فهذه وقفة لتراجع نفسك فيما إذا قصرت بأداء فروض الطاعة والواجب تجاه «أمك .. أمك .. أمك» التي هي مركز الاهتمام الديني والبشري والإلهي وتجاه صلة «الأرحام» .. توقفوا بوقفة مع الذات , لكي تعودوا إلى أقدام الأمهات , وتطلب منهم الرضا والدخول إلى الجنة .. قبل أن تعلن ساعات الوداع الأخيرة .. الرحيل .. عندئذ لن تنفع بذلك دموعاً ولا كلمات .. اتقوا الله بالأمهات وسيكون الفرح قريب ..