تحقيقات

«ضربة الشمس» .. أسبابها والإسعافات الأولية لعلاجها

تتعرض البلدان العربية في هذه الفترة بشكل عام لموجات حرارة مرتفعة واحتداد في أشعة الشمس لذلك علينا الاحتراس منها قدر الإمكان ..
حيث تعتبر ضربات الشمس من أكثر الأمراض خطورة , خاصة من جهة الأمراض المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة , وتندرج تحت قائمة الحالات الحرجة .. وتعد ضربة الشمس نوع من حالات ارتفاع درجة الحرارة في جسم الإنسان بشكل غير طبيعي ، فتصل هذه الحرارة إلى ما يقارب 40˚م وربما تكون أكثر من ذلك ، ويصاحبه أعراض كثيرة تكون واضحة في الجسد والأعصاب وأعراض متعددة أخرى ، حيث أن ضربة الشمس تعتبر من الحالات العرضية الطارئة أي أنها تحتاج إلى إسعافات أولية فورية ، للحد من ظهور مضاعفات وحدوث تلف في الدماغ أو إضرار بأعضاء الجسم ، وتتسبب بالوفاة ، على غرار حدوث عص الحر، أو نهك الحر، فهما أقل ضرراً من ضربة الشمس على جسم الإنسان.

كيف تحدث ضربة الشمس «Hyperthermia» ؟
تؤدي ارتفاع درجات الحرارة الناتجة عن ضربة الشمس إلى تلف أجزاء من الدماغ بالإضافة إلى تلف بعض الأعضاء الداخلية من جسم الإنسان والتي ينتج عنها تشنجات في الجسم بسبب ارتفاع درجة الحرارة أو قد يؤدي إلى حالات إغماء أو الإرهاق الشديد لارتفاع حرارة الجسم ، وتنتج الإصابة بضربات الحرارة عن التعرض لفترات طويلة لدرجات حرارة مرتفعة وعاده تكون بسبب الجفاف الشديد المصاحب للحرارة العالية ، والتي تؤدي إلى فشل الجسم في التحكم في نظام درجة الحرارة.

ما هي أسباب خطورة ارتفاع درجة الحرارة ؟
التفريغ .. إن جسم الإنسان ينتج الحرارة بداخله عن طريق عملية تسمى عملية «الأيض» ، ويستطيع الجسم بتبديد هذه الحرارة في الحالة غير المصابة بضربة الشمس ويتم تفريغ هذه الحرارة بطريقتين هما ، تفريغ عن طريق الإشعاع من خلال الجلد أو عن طريق العرق الذي يظهر خارج الجلد بالتبخر، ولكن في حالات الإصابة والتعرض لحرارة مرتفعة أو للرطوبة في فصل الصيف أو التعب الشديد والإجهاد تحت حرارة الشمس الحارقة ، فإن الجسم لا يستطيع تفريغ هذه الحرارة الزائدة ، وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة جسم الإنسان وقد تصل في بعض الأحيان إلى 41˚مئوية.
الجفاف .. حيث يعد الجفاف سبب في الإصابة السريعة لضربة الشمس ، وذلك يرجع إلى أن الإنسان الذي يعاني من الجفاف لا يستطيع التعرق بشكل جيد مثل الشخص العادي فهو غير قادر على التخلص من الحرارة الزائدة في جسمه، الأمر الذي يعمل على ارتفاع درجة الحرارة في جسمه.

أعراض الإصابة بضربة الشمس
أعراض الإصابة بضربة الشمس فهي متشابهة إلى حد كبير مع أعراض النوبات القلبية أو غير ذلك من حالات المرض، ويتعرض الإنسان في كثير من الأحيان إلى أعراض الإصابة بنهك الحرارة ، قبل وصول الحالة إلى ضربة الشمس ، وتتضمن :
– الشعور بالغثيان والقيء.
– الشعور بالإجهاد وخاصة في المشي.
– الشعور بالهزال والضعف والصداع.
– الشعور بتقلصات وحدوث ألم في العضلات.
وكثير من الأشخاص يدخلون في أعراض ضربة الشمس ، حيث أن أعراض ضربة الشمس تشمل التالي:
– ارتفاع ملحوظ في درجة حرارة الجسم.
– عدم ظهور العرق فعادة يكون هذا هو أول الأعراض التي تدل على حدوث ارتفاع في درجة الحرارة
– الجلد يصبح مائلاً إلى الجفاف إذا ما كانت ضربة الشمس ناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الجو، أما إن كان السبب في الإجهاد والتعب فيصبح الجلد رطبا.
– تسارع شديد في ضربات القلب بالرغم من أن ضغط الدم يبقى في معدله الطبيعي إلا أن سرعة نبضات القلب تصبح في ازدياد حتى تصل إلى 130 نبضة أو أكثر في الدقيقة، حيث أن المعدل الطبيعي «60- 100» نبضة بالدقيقة.
– سرعة التنفس بشكل كبير الأمر الذي يجعل التنفس سطحياً.
– ربما يتعرض الشخص بنوبات تشبه إلى حد كبير من نوبات الصرع ، وربما يدخل في غيبوبة تفقده الوعي أو يصاب بالهلوسة ويصبح النطق عنده صعباً.
– الشعور بألم شديد في العضلات ، فيشعر المصاب بآلام وتقلصات في عضلاته في بداية الشعور بضربة الشمس ، ولكن العضلات فيما بعد ذلك تتعرض للتصلب أو الارتخاء.

العلاج والوقاية من ضربة الشمس
العلاج يتم بطريقتين .. «علاج أولي» في حال وقوع المصاب بحالة من الإغماء ، و«علاج ثانوي» عند استيقاظه من الإغماء ويتم العلاج فيها بالطب البديل، وهذا الطرق هي :
«علاج أولي» .. ينقل المصاب إلى منطقة مظللة بعيداً عن الشمس , ويقوم المسعف بتبريد جسده وتخفيض درجة حرارته عن طريق نزع الملابس الثقيلة الغير الضرورية , ورش الجسم بالماء الفاتر أو ذو حرارة باردة نسبياً "أبرد من جسد المصاب" ، وذلك حتى يتم تحفيز بثور الجلد في إفراز العرق , وتوضع مكعبات ثلجية حول منطقة الرقبة ومنطقة ما تحت الإبط ، حيث تتواجد في هاتين المنطقتين أوعية دموية ظاهرة على سطح الجلد .. يعطى المصاب السوائل اللازمة ويفضل أن تكون باردة.
«علاج ثانوي / الطب البديل» .. يأخذ المريض المصاب بضربة الشمس حماماً بارداً أو ماء عادي مع الحرص على عدم كونه ساخناً فإنه يزيد من خطورة الأمر وتسليط الماء على منطقة خلف الرأس لفترة بسيطة. يستلقي المصاب على السرير ويوضع على رأسه كمادات من الماء البارد إضافة إلى وضع قطع من ورق الملفوف حيث وجود الصداع في الرأس. يشرب النعناع مع بذور الحرمل ويوضع فقط 4-حبات من الحرمل مع مغلي النعاع مرتين يومياً حيث يستمر على هذا المشروب لمدة ثلاثة أيام بعد ضربة الشمس. شرب ملعقة من الخل خفيف التركيز وعصر ثلاث نقط من الليمون في الأذن حيث يمتص الحرارة التي تشعر المصاب بالصداع الشديد. يوضع نقطتين من المحلول الملحي في الأذن بديلا عن الليمون. شرب مغلي حبة البركة السوداء المحلى بالعسل الطبيعي، حتى يشعر الجسم بالهدوء مع تنظيم ضربات القلب السريعة. الإكثار من شرب السوائل لأن ذلك يعوّض السوائل التي فقدها الجسم مع ارتفاع درجة حرارته.

بواسطة
ايهاب العوض
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى