ماذا تضمن البيان المشترك للدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية؟؟
أمن واستقرار ووحدة الأراضي السورية ولا حل عسكرياً للأزمة وإنما حلها من خلال المسار السياسي .. كانت أبرز عناوين بيان الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية «روسيا وإيران وتركيا»..
البيان المشترك الذي تلاه وزير الخارجية الكازاخستاني «خيرات عبد الرحمانوف» خلال الجلسة العامة لاجتماع «أستانا 5» اليوم تضمن «تؤكد الدول الضامنة مرة أخرى على تقوية وتعزيز نظام وقف الأعمال القتالية واستمرار المساهمة في بناء الثقة بين الأطراف في سورية وترحب بانخفاض مستوى العنف نتيجة توقيع مذكرة إنشاء مناطق تخفيف التوتر في الرابع من أيار» , وأشار البيان إلى أن الدول الضامنة تدعو جميع الأطراف إلى الالتزام بنظام وقف الأعمال القتالية والامتناع عن خرقه وترحب بإنشاء مجموعة عمل مشتركة لخفض التوتر وفق بنود المذكرة وتعبر عن رضاها عن تطور تحديد مناطق تخفيف التوتر.
وذكر البيان أن مجموعة العمل المشتركة تم تكليفها باستكمال كامل الشروط التقنية والعملاتية حول كل هذه المناطق وقررت إجراء لقائها التالي في الأول والثاني من شهر آب المقبل في إيران , لافتاً إلى أن الدول الضامنة تؤكد ضرورة أن تتخذ جميع الأطراف في سورية التدابير الكفيلة بزيادة الثقة لضمان سير العملية السياسية , ونظام وقف الأعمال القتالية وتأمين الوصول الإنساني السريع والآمن إلى كامل المناطق المتضررة .
وأكد البيان أهمية دور اجتماعات أستانا ولا سيما فيما يتعلق بتعزيز عملية جنيف، مرحباً بإجراء الجولة القادمة من محادثات جنيف في العاشر من تموز الجاري , وأعلن البيان أنه تقرر إجراء اللقاء القادم في أستانا خلال الأسبوع الأخير من آب المقبل.
أكد الوزير «عبد الرحمانوف» في مستهل كلمته بالجلسة العامة إلى أن اجتماعات أستانا حققت منذ بداية العام نجاحات كبيرة من «حيث تقليص مستوى العنف وتهيئة الظروف لإعادة الحياة الطبيعية للسكان عبر نظام وقف الأعمال القتالية وسعي الحكومة السورية و”المعارضة” لحل الأزمة بالطرق السلمية وأيضا المساندة المستمرة من قبل منظمة الأمم المتحدة», منوهاً إلى أن بلاده التي تستضيف اجتماعات «أستانا» ستستمر بتقديم الجهود لدعم وتعزيز الأمن الدولي والاستقرار ودعم التسوية السياسية للأزمة في سورية وقال : «ننهي جلستنا هذه بنتائج إيجابية لدعم نظام وقف الأعمال القتالية في سورية وتم تحقيق بعض الاتفاقات بين الأطراف وخطة للمضي قدماً في المحادثات».
الوفد السوري يعرب عن انزعاجه من الدور التركي
الدكتور «بشار الجعفري» رئيس وفد الجمهورية العربية السورية أكد من جانبه إلى أن «الموقف التركي كان منذ بداية مسار أستانا موقفاً سلبياً وأدى إلى نتائج متواضعة في هذه الجولة» , مشيراً في تصريح صحفي بختام الجولة الخامسة من اجتماع أستانا إلى أن «هدف المشاركة في اجتماعات أستانا وجنيف أيضاً هو الدفع قدماً بأي جهود ترمي إلى وقف القتال ومساعدة السوريين وعودة الاستقرار إلى البلاد» ، لافتاً إلى أن الجهود السورية في هذا الإطار اصطدمت بجهود معاكسة من الطرف التركي.
وأوضح الجعفري أن الموقف التركي منذ بدء مسار عملية «أستانا» كان موقفاً سلبياً وهذه السلبية أدت إلى نتائج متواضعة في هذه الجولة وخصوصاً بشأن المسائل المتعلقة بمناطق تخفيف التوتر ، مبيناً أن الطرف التركي عارض التوصل إلى تفاصيل لتلك المناطق ومارس سياسة الابتزاز في ذلك , ولفت «الجعفري» إلى أن جدول الأعمال خلال هذه الجولة كان إنهاء تفاصيل الاتفاق حول مناطق تخفيف التوتر لكن الوفد التركي عرقل ذلك وقال : «لا يسعني إلا أن أقول إن الطرف التركي سعى بكل ما أوتي من قوة لعرقلة التوصل إلى نتائج ايجابية تهم مصالح الشعب السوري».
المبعوث الأممي يتطلع لدور أكبر على الصعيد السياسي في جنيف
من جهته رأى «ستافان دي ميستورا» المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية , أن التقدم الذي أحرز في اجتماع أستانا 5 هو تقدم “بسيط” لكنه “مهم” وسيتم استغلاله في تحقيق تقدم على الصعيد السياسي خلال محادثات جنيف المقبلة , مؤكداً خلال تصريح صحفي بالقول : «سنبدأ جولة جديدة من المباحثات السورية – السورية في جنيف وسنستغل التقدم الراهن في أستانا لضمان البيئة المواتية لتحقيق تقدم على الصعيد السياسي فيها وسيكون هناك اجتماعات فنية ولقاءات ستتوضح لاحقاً».
واعتبر دي ميستورا «أن اتفاق مناطق تخفيف التوتر هو ترتيب انتقالي يحتاج استمراره إحراز تقدم على الصعيد السياسي» ، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن اجتماعات أستانا تدعم اجتماعات جنيف التي بدورها تدعم اجتماعات أستانا وكلا الجهدين في أستانا وجنيف ضروري وعلى نفس القدر من الأهمية , منوهاً إلى أن اجتماع مجموعة العشرين في هامبورغ الألمانية والذي سيضم العديد من قادة الدول العالم سيكون فرصة مهمة لتحقيق تقدم ضمن سياق حل الأزمة في سورية.
مساعي الوفد الروسي لتحقيق دور فعال في مناطق تخفيف التوتر
أكد «ألكسندر لافرنتييف» رئيس الوفد الروسي لاجتماع «أستانا 5» أن اجتماعات أستانا تمثل مكوناً مهماً في مساعي المجتمع الدولي للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية معتبراً «أنه تم تحقيق شيء من التقدم .. فكل خطوة مهما صغرت هي خطوة إلى الأمام» , مؤكداً في تصريحه الصحفي بالقول : «ناقشنا خلال اللقاءات الثنائية والثلاثية في أستانا طيفاً واسعاً من المسائل والوثائق التي تم تحضيرها بقصد إقرارها والتي تتعلق بإنشاء مناطق تخفيف التوتر وإنشاء الآليات التي تسمح بعمل هذه المناطق والآن يجري العمل حول سبع وثائق منها تشكيل مركز التنسيق الذي سيتابع ويراقب الوضع في تلك المناطق».
وأضاف لافرنتييف «نحتاج واقعياً إلى عمل إضافي للوصول إلى تشكيل وإنشاء مناطق تخفيف التوتر , حيث أننا لم نتوصل إلى الوضع النهائي , وهذا يعتبر هدفنا وسنسعى إلى الوصول إليه في وقت قريب لأنه دون اتخاذ قرار حول تشكيل هذه المناطق لا نستطيع واقعياً أن نوثق ونقر حزمة الوثائق التي تسمح بالعمل الطبيعي لهذه المناطق» ، لافتاً إلى أنه من المخطط نشر وحدات من الشرطة العسكرية الروسية لمراقبة خطوط مناطق تخفيف التوتر.
لقاء وفد الجمهورية العربية السورية مع دي ميستورا
وفي وقت سابق اليوم عقد وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور الجعفري اجتماعاً مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا في إطار اجتماع أستانا 5 حول سورية , وكان وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الجعفري عقد أمس اجتماعين تشاوريين مع الوفد الروسي برئاسة مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين واجتماعين مماثلين مع الوفد الإيراني برئاسة مساعد وزير الخارجية حسين جابري أنصاري.
كما عقدت الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية (روسيا وإيران وتركيا) جلستي محادثات أمس على مستوى الخبراء الفنيين في إطار اجتماع «أستانا 5» حول خطوط وخرائط مناطق تخفيف التوتر في سورية.