«حرفيو دمشق» ينظمون معرضاً للتراث الشعبي الرابع
احتضن «خان أسعد باشا» العريق بدمشق , مهرجاناً للتراث الشعبي يجمع بين عراقة وأصالة مدينة الفيحاء ومهنها اليدوية إضافة للعراضة الشامية والسيف والترس إلى جانب الفن التشكيلي والخط العربي ..
تضمن المهرجان لوحات الأزياء السورية الموجودة في أرشيف مديرية التراث الشعبي بوزارة الثقافة , ومعرضاً للخط العربي والفن التشكيلي الذي يشتمل على لوحات عن دمشق ونماذج من الحرف التقليدية الدمشقية التراثية مع أداء حي للحرفة مثل الموزاييك والزجاج المعشق والأغباني , حيث يحتفي المشاركون باليوم العالمي للتراث وبترشيح دمشق كمدينة مبدعة في الحرف التقليدية والفنون الشعبية , فجاءت فعاليات مهرجان التراث الشعبي الرابع ليواكب حرفيو دمشق المناسبتين.
السيد «محمد الأحمد» وزير الثقافة أكد في تصريح للصحفيين خلال افتتاحه المهرجان أن «الدول التي تمتلك ماضياً مجيداً وثقافة عريقة كماضينا وثقافتنا , هي دول مستهدفة ولكنها ستستمر وتصمد رغم كل شيء» , مؤكداً دور الثقافة في صمود الشعب السوري طوال السنوات الماضية , ولفت إلى أن «الحفاظ على التراث الشعبي من أهم المهام التي تضطلع بها وزارة الثقافة» , مشيراً إلى أن تشجيع تعليم المهن التقليدية التراثية وتوارثها يحمي هذه المهن العريقة من الانقراض.
وكرمت مديرة التراث الشعبي ضمن المهرجان كوكبة من الأسماء المهمة في عالم التراث الشعبي مثل الباحث والمؤرخ «منير كيال» الذي كرس حياته لتوثيق التراث الدمشقي , والمهندس المعماري «عدنان المفتي» الذي رمم مباني تراثية , إضافة إلى الحرفي «عرفان اوضة باشي» شيخ كار حرفة الرسم النباتي على الخشب , والحرفي «بسام صيداوي» البارع في حرفة الجلديات.
وتوزع الحرفيون في زوايا خان أسعد باشا كالسراج المضيء الذي ينفرد به الحرفي السوري , فمن خيوط ملونة ابتدعها الحرفي «محمد علي العرقسوسي» لوحات فنية على شكل سجادات وبسط تراثية حيث قال «هذه الحرفة من التراث السوري القديم التي تتوارثها العائلات عن بعضها وتعمل بالنول القديم , وتتضمن حقائب من الخيط ووبر الجمل وصناديق قماش وبسط السجاد» , أما الحرفية «اعتدال غلبان» التي تختص بحرفة الكروشيه والمكارم والتطريز لفتت إلى أهمية بقاء هذه الحرفة والحفاظ عليها من الاندثار مشيرة إلى وجود إقبال على منتجات الكروشيه ووجود أناس تحب أن تتعلم هذا الفن.
ومن أعرق الحرف الدمشقية حرفة «البروكار» التي تحدث عنها الحرفي «محمد رنكوس» والذي بين أن «البروكار» الدمشقي عبارة عن قطع من القماش مصنوعة من الحرير الطبيعي وتتداخل معه مادة القصب الذهبية أو الفضية مؤكداً أن هذه الحرفة موجودة في مدينة دمشق وحدها , واستعرض «رنكوس» الاستخدامات الكثيرة للـ «بروكار» والتي تشمل الجزادين وفساتين السهرة النسائية والمفروشات والطاولات لافتا إلى أهمية مهرجان التراث في الترويج لهذه المنتجات.
يذكر أن فعاليات مهرجان التراث الشعبي تستمر حتى 13 من الشهر الجاري وتتضمن معارض لمنتجات الوردة الشامية وللوحات الخط العربي وصورا للأزياء الشعبية وكتبا في التراث الشعبي ومعرضا حيا للحرف التقليدية للحرفيين في سوق المهن اليدوية.