صدى الناس

حديث السوريين اليوم : كم وزير وكم محافظ أزال الـ«فيمة» ؟؟

يبدو أن الكثير من السوريين والمسؤولين لم يفهموا من كلام الرئيس الأسد التوجيهي إلى الحكومة السورية , غير قضية الـ«فيمة» التي أصبحت حديث الشارع السوري ..
منذ الصباح إلى المساء , لا تسمع في مكاتب الموظفين أو في اجتماعات المسؤولين غير حديث الـ«فيمة» .. فلان أزال وفلان أجبر على إزالة الـ«فيمة» , وكأننا اختصرنا معاناة أكثر من «20» مليون سوري بهذه القضية ؟؟
من التساؤلات البديهية التي وردتنا في رد بعض السوريين على هذه الموضوع ننقلها لكم بكل مصداقية ..
عندما أزال فلان "عميد" أو فلان "وزير" الـ«فيمة» عن سياراته .. كم نازح عاد للبلد ؟؟
وعندما أزال فلان الـ«فيمة» من سيارته وسيارات موكبه الضخم .. كم بيت تم تأهيل للسكن وإعادة إعمار في أحياء حلب وحمص القديمة التي مضى عليها سنوات ؟؟
أيها السادة والسيدات .. بكل اختصار فأن قضية الـ«فيمة» , لا تستدعي كل هذه الهالة الإعلامية ولا تتطلب آلاف الاجتماعات والجلسات , ولا تحتاج للتطبيل والتزمير, يكفي أن يصدر عن رئيس مجلس الوزراء تعميم على كافة دوائر الدولة تمنع بموجبه هذه الظواهر استناداً لتوجهات الرئيس الأسد في جلسته مع الحكومة , ولينصرف المسؤولين السوريين لمتابعة قضايا المواطن الأكثر أهمية والتي تنصب بعودته للحياة والحفاظ على كرامته.
عندما طرح الرئيس الأسد في حديثه مظاهر المواكب الضخمة و الـ«فيمة» , كانت مجرد مثال على تعالي المسؤولين وابتعادهم عن ملامسة حياة المواطن , فقد باتت مظاهر إغلاق الأبواب في وجوه المواطنين ورد شكاويهم من المظاهر اليومية لبعض المسؤولين .. #الرئيس_الأسد أراد أن يوجه الحكومة بالعودة إلى المواطن وحفظ كرامته والتواضع الذي يشعر المواطن بأننا في سورية لا وجود لطبقتي الأسياد والعبيد.
كنت أتمنى من بعض المسؤولين لو أفردوا جلساتهم لدراسة حالة المواطن الذي يراجع دوائر الدولة وعند لقائه بأول موظف يقول له : «انتظر برا» , وعندما يراجع المسؤول يقول له حاجبه : «مالو فاضي تعال بعد يومين» , والمشكلة الأكبر حينما يقرر الموظف التواضع المواطن فيمسك بمعاملة وليرد عليه بالقول : «الموظف المختص مالو هون تعال بعد شي أسبوع» .. وبجميع الحالات انهدرت كرامة المواطن , فلم يعد للوقت قيمة , ولا للتعب قيمة ولا لحاجة المواطن قيمة ..
متى سينتهي المواطن من سماع هذه العبارات ؟؟ .. المواطن الذي طلب منه الانتظار خارجاً .. إلى متى سيكون الانتظار, المواطن الذي لم يلتقي بالمسؤول ..من سيعالج له مشكلته .. هل باتت مشكلته مع الموظف أم مع المسؤول ؟؟ .. المواطن الذي لم يجد الموظف المختص بمكتبه .. لعل وعسى هذه الموظف قد استشهد فهل يجب على المواطن أن يلحق به أم يحرق أوراق المعاملة ؟؟
أصدقائي وزملائي في وسائل الاعلام .. كان الأجدر بكم أن تناقشوا وتخصصوا مساحات واسعة من إعلامكم عن حال السوريين في مخيمات اللجوء , أن تسلطوا الضوء على واقع المساكن المنهارة في عدد كبير من المدن السورية التي لا تسمح بعودة الأهالي إليها في غياب واضح عن وجود أن خطة لإعادة الإعمار والتأهيل ؟؟ … غلاء المعيشة والأسعار الاستفزازية للمواطن قد تكون أهم بالنقاش من الـ«فيمة» .. وحالة التدهور الصحي في بعض المناطق وخاصة في دير الزور والرقة وادلب وبعض الأرياف إضافة لارتفاع سعر الدواء بشكل عام .. أهم من عرض برنامج كوميدي للاستهزاء بأعضاء #مجلس_الشعب وغيرهم !!
نتمنى من بعض المسؤولين قبل أن يزيل الـ«فيمة» عن سيارته , أن يزيل الـ«#فيمة» بينه وبين المواطن , فالمواطن بحاجة لمن يسمعه وخاصة في هذه الظروف العصيبة التي تجتاح البلاد من تدهور اقتصادي ومعاشي وسوء في خدمة المواطن من قبل عدد كبير من موظفي الدولة.

بواسطة
أحمد دهان
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى