هل فعلاً فضّل العراق الدبابات الروسية على الأمريكية ؟
كان العراق منذ بضعة أعوام على قناعة تامة بأنه لن يزود جيشه إلا بدبابات «أبرامز» الأمريكية , فما الذي غير قناعته ؟؟
أوضح الخبير العسكري الروسي «قسطنطين دوشينوف» في برنامج «حرب المستقبل» التلفزيوني سبب قرار العراق التخلي عن دبابات «أبرامز» الأمريكية لصالح دبابات «تي-90» الروسية , حيث قال : «كان العراق منذ بضعة أعوام على قناعة تامة بأنه لن يزود جيشه إلا بدبابات أبرامز الأمريكية , ثم مرت عدة أعوام فأعادت القيادة العراقية نظرها وذلك بعد أن اقتنعت بعجز الدبابات الأمريكية وعدم قابليتها لخوض العمليات الحربية الفعالة في العراق خلافاً لدبابات "تي-90" الروسية ، التي أظهرت فاعليتها الفائقة في سوريا وقدرتها على مقاومة الصواريخ المضادة للدبابات».
وأضاف «دوشينوف» بالقول : «قررت القيادة العراقية أن تقول "لا" لدبابات أمريكا ، علماً بأن دبابات "تي-90" الروسية أقل ثمناً وأكثر أمناً ومناسبة لظروف الحرب في الشرق الأوسط , لكن الدور الرئيسي في اتخاذ القرار العراقي يعود إلى نظام ما يسمى بـ "الدرع النشطة" الذي تزود به الدبابات الروسية ، والذي يمكنها من مقاومة الصواريخ المضادة للدبابات بكافة أنواعها».
ومضى «قسطنطين دوشينوف» يقول : «إن اتفاقية شراء دبابات "تي-90" قد تساعد في تطوير العلاقات السياسية بين البلدين ، ولفت إلى رغبة القيادة السياسة العراقية في زيادة الوجود السياسي والعسكري الروسي على الساحة العراقية».
الكرملين يؤكد بيع دبابات «تي-90» للعراق ..
أكد مساعد الرئيس «بوتين» لشؤون التعاون العسكري – التقني «فلاديمير كوجين» في بيان سابق لصحيفة «إيزفيستيا» بأن "العراق سيتلقى في هذا العام مجموعة كبيرة من دبابات «تي-90» التي أظهرت قدراتها القتالية على أرض المعارك الفعلية في سوريا " , وفي حين أن «كوجين» لم يحدد قيمة الصفقة ، واكتفى بالإشارة إلى عدد الدبابات الكبير، فإن الخبراء والمختصين يقدرون عددها بالمئات ، وقيمتها بمليار دولار في المتوسط.
ويذكر أن وزارة الدفاع العراقية كانت قد أعلنت سابقاً عن شراء أكثر من 70 دبابة من طراز «تي-90» ولكن الحديث يدور، بحسب معلومات الصحيفة ، عن الدفعة الأولى من الدبابات فقط ، حيث ستليها مجموعات أخرى لاحقاً , ومن جانبها لم تكشف مصلحة التعاون العسكري والتقني الفدرالية تفاصيل الصفقة.
لكن الخبراء يشيرون إلى أنه حتى في العهد السوفياتي كانت صفقات السلاح مع العراق تتضمن توريد أعداد كبيرة من المعدات بقيمة مضافة عالية , لذلك يمكن القول حالياً إن قيمة الصفقة قد تتجاوز مليار دولار.
يقول مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات «رسلان بوخوف» للصحيفة إن "هذه الصفقة يمكن اعتبارها نجاحاً جدياً لسياسة روسيا الخارجية ، لأن الأمريكيين هم الذين يحاربون في العراق ، في حين أن العراقيين اختاروا الدبابات الروسية , وبهذه الصفقة ستكون بحوزة الجيش العراقي دبابات أمريكية وأخرى روسية الصنع بحسب بوخوف ، هذه خطوة واعية تسمح للعراق بعدم الارتباط بمصدر واحد للتسلح.
هذا ، وتتميز دبابات «تي-90» بسرعة الحركة والمناورة وقدراتها القتالية ، مع صغر حجمها وخفة وزنها , وهذه الدبابات تستخدمها القوات الروسية ودول أخرى بما فيها سوريا وأذربيجان والهند وغيرها ، وتُجرى مباحثات مع عدد من البلدان من ضمنها فيتنام والكويت بشأن توريدها إلى هذه الدول.