من دمشق .. نقابات العالم تنتفض بوجه الإرهاب الدولي وتتضامن مع سورية
م.الهلال : عندما تتحقق تطلعات الشعوب في الاستقلال الناجز ستنتهي عندها الحروب والصراعات على اختلاف أنواعها وستلتقي الإنسانية بأكملها على كلمة واحدة هي كلمة الشراكة في إعمار العالم ..
برعاية السيد الرئيس بشار الأسد , وحضور المهندس «هلال الهلال» الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي ممثل راعي الملتقى ورئيس مجلس الوزراء المهندس «عماد خميس» وأعضاء القيادة القطرية ونائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية ووزيرا الصحة والنفط والثروة المعدنية , انعقد صباح اليوم الملتقى النقابي الدولي للتضامن مع عمال وشعب سورية في مواجهة الإرهاب والحصار الاقتصادي وذلك في مجمع صحارى السياحي بريف دمشق بمشاركة 65 منظمة عربية ودولية وأكثر من 100 شخصية نقابية وسياسية وفكرية وإعلامية من 40 دولة.
المهندس «هلال الهلال» الأمين القطري المساعد للحزب , افتتح الملتقى بكلمة نقل من خلالها التحيات الحارة والتقدير الكبير للرئيس الأسد راعي الملتقى على تضامنهم مع الشعب السوري المكافح ضد الإرهاب والحصار وسياسات التدخل الامبريالي , مؤكداً بأن سورية تواجه إرهاباً وحرباً كونية تستهدف شعبها وعمالها ومقدراتها وأن الشعب السوري يكافح الإرهاب نيابة عن العالم أجمع , معرباً عن ترحيبه بالمشاركين في دمشق الصمود التي تفتح ذراعيها لتحتضنهم بكل حب ووفاء وتقدير لمبادرتهم الكريمة ومشاعرهم الطيبة , منوهاً بقادة المنظمات العمالية العالمية والإقليمية والوطنية والإعلاميين المشاركين بالملتقى الذين “أبوا إلا أن يكونوا إلى جانب الحقيقة رافضين كل الإغراءات”.
وأوضح المهندس الهلال أن إجرام الإرهابيين لم يستثن أحدا حيث لم يسلم العمال في كل القطاعات الخدمية من هذا الإجرام القذر ولكنهم تابعوا عملهم مؤمنين بأن العمل هو “أهم سلاح في مواجهة الإرهاب والحرب” , منوهاً إلى أن «ذنب سورية عندهم هو تمسكها باستقلالها الحقيقي ودعمها المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حقوق الشعب العربي الفلسطيني ورفضها الخضوع للفكر الرجعي الذي يخدم الاستعمار الجديد وسياسات الهيمنة على العالم فجمعوا ما لديهم في حربهم الظالمة ضد سورية فكانت حرباً عسكرية واقتصادية وتجارية وإعلامية ونفسية وتضليلية».
وشدد المهندس الهلال على أن سورية حققت مع حلفائها إنجازات نوعية وانتصارات كبرى في مواجهة عدوان شامل لا سابق له في التاريخ المعاصر وأن مثال هذا النصر فك الحصار عن مدينة دير الزور حيث سحق الجيش العربي السوري الإرهاب هناك , مشيراً إلى أن الشعب السوري قرر منذ البداية مواجهة الإرهاب وهو يضحي من أجل خلاصه وخلاص العالم من شرور هذا الإرهاب.
وقدم الهلال الشكر للمشاركين في الملتقى وقال : «نشكر تضامنكم مع الشعب السوري ضد الإرهاب والحصار والسياسات الامبريالية» لافتا إلى أن التضحيات التي يقدمها شعبنا في مواجهة الإرهاب هي على طريق تحرير الإنسانية وصيانة الأعراف والقوانين الدولية وفي مقدمتها حق الشعوب في الاستقلال وتقرير المصير , وقال : إن «القوة التي حفزت الشعب السوري وجيشه في مواجهته العدوان هي وجود ركيزة أساسية تتمثل بأن القائد العظيم السيد الرئيس بشار الأسد قرر البقاء مع شعبه وقيادة السفينة بكل اقتدار وشارك شعبه المصير ذاته ولم يتراجع ولم يهادن ولم يفرط بل كان في مقدمة الشعب والجيش والحزب والحكومة».
وبين المهندس الهلال أن «الشعب السوري يخوض ثلاث معارك الأولى هي القرار الذي لا عودة عنه في مواجهة الإرهاب والعدوان مهما كانت التضحيات أما الثانية فهي تسريع وتيرة الإصلاحات النوعية والثالثة تمثلت بالالتزام المطلق بالحوار الوطني من أجل الوصول إلى توجهات تشاركية لبناء مستقبل سورية» , مشيراً إلى ما حققه الجيش العربي السوري بالتعاون مع الحلفاء والأصدقاء من انتصارات وانجازات في دير الزور حيث تم سحق تنظيم “داعش” الإرهابي.
وختم الهلال كلمته بالقول : «أتقدم بأعلى آيات التقدير إلى حلفائنا وأصدقائنا وكل الشرفاء من أبناء هذه الأمة الذين وقفوا إلى جانبنا وانصهرت دماؤنا مع دمائهم في تطهير أرض سورية من رجس هذه العصابات المجرمة… وإلى كل من يواجه الإرهاب إلى أشقائنا في العراق ولبنان ومصر واليمن وليبيا وأتوجه باسمكم جميعا بأسمى آيات التقدير والإجلال إلى أبطال جيشنا العربي السوري وكل القوى الرديفة والحليفة والمجد والخلود لشهدائنا البررة».
السيد «جمال القادري» رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال
بدوره أكد أن الشعب السوري واجه إرهاباً تكفيرياً مدعوماً من قوى خارجية أصبحت معروفة للجميع استمد إجرامه وإرهابه من الفكر الوهابي الغريب كما واجه السوريون حرباً اقتصادية تمثلت بالحصار الجائر في تناغم واضح مع ما قام به الإرهابيون باستهداف المنشآت الاقتصادية والبنى التحتية , والحرب الإرهابية على سورية لم تزد الشعب السوري إلا صلابة وإصرارا على الإيمان بالوطن والالتفاف حول الجيش العربي السوري وقائد الوطن مؤكدا أنه كما سطر الجيش العربي السوري الانتصارات في الميدان فإن الشعب السوري شكل أسطورة صمود حققها العامل والفلاح والمثقف وجميع شرائح الشعب كل في ميدانه في سبيل تحقيق الانتصار على امتداد ساحات الوطن.
وقال القادري : إن “مشاركتكم في أعمال هذا الملتقى الدولي المهم تعبر باسم ملايين العمال في العالم الذين ينتمون إلى منظماتكم الصديقة والشقيقة عن تضامنكم ودعمكم لعمال وشعب سورية في مواجهة العدوان والمعتدين وهي رسالة بالغة الدلالات إلى عمال وشعب سورية بأنهم ليسوا وحيدين في معركتهم ضد الإرهاب ورسالة إلى المعتدين المتغطرسين من دربوا ومولوا واستجلبوا الإرهاب من كل بقاع الأرض إلى سورية لتنفيذ أجندتهم القذرة بأنهم لم ولن يحصلوا من عدوانهم إلا على الخزي والخيبة” , وشكر في ختام حديثه كل المناضلين الصادقين الذين عبروا بمواقفهم الشجاعة عن وحدة شعوب العالم ضد هؤلاء المجرمين القتلة الذين اقترفوا من الجرائم والآثام ما يعجز الإنسان عن وصفه.
السيد «جورج مافريكوس» الأمين العام لاتحاد النقابات العالمي
أكد أن سورية تتمتع بحضارة كبيرة عبر التاريخ وتلعب دوراً مهما ليس فقط بالمنطقة بل في العالم أجمع مضيفاً بالقول : “جئنا إلى سورية لدعم الشعب السوري في نضاله ضد الإرهاب والتدخل الإمبريالي ولدعم الطبقة العاملة التي لها الحق في العيش بأمان وسلام” مشيراً إلى أن الشعب السوري عانى منذ أكثر من ست سنوات من “السياسات العدائية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذين يتظاهرون بالديمقراطية ويتحدثون عن الحرية لكنهم منافقون في الحقيقة وأن السبب وراء عدائهم لسورية هو سعيهم وراء النفط والغاز وتنفيذ مخططاتهم الجيوسياسية”.
وقال مافريكوس : “إننا في الاتحاد الدولي لنقابات العمال أكثر من 95 مليون عامل في 126 دولة وسنعمل دائما على دعمكم حتى تحقيق النصر في جميع البلدان والقارات وسنكون ثابتين على موقفنا بضرورة الإيقاف الفوري للتدخل في شؤون سورية وإيقاف الإرهاب في هذه المنطقة “ , مشيراً إلى تنظيم الاتحاد العديد من النشاطات والمؤتمرات للتعبير عن التضامن مع الطبقة العاملة في سورية ولدعم مساعي الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية مبينا أن الاتحاد منذ تأسيسه عام 1945 وحتى اليوم يعمل على دعم الشعوب في الحصول على حقوقها من أجل حاضرها ومستقبلها دون أي تدخلات إمبريالية أو إرهاب.
السيد «غسان غصن» الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب
بين أن المشاركة في الملتقى تأتي تضامنا مع عمال وشعب سورية وتقديرا لتضحياتها بوجه أعتى حرب إرهابية فروت أرضها بدماء شهدائها فأزهرت انتصارات متتالية ورفعت راية الحرية والاستقلال , مؤكداً أن سورية حافظت على استقلال قرارها الوطني وكانت سنداً لقوى المقاومة من أجل تحرير الأراضي العربية الفلسطينية ورفضت مشاريع الاستسلام والتبعية وعندما تعرضت لحرب إرهابية وقف شعبها بكل إباء وتضحية وبذلوا الغالي والنفيس من أجل أن يبقى بلدهم حرا مستقلا عصيا على كل مشاريع الهيمنة.
مضيفاً بالقول : “إننا نجدد تضامننا مع سورية العروبة ونؤكد أنه بصمود الشعب السوري وتضحيات جيشه العربي الباسل وحكمة الرئيس الأسد ووقوف قوى المقاومة والأصدقاء في العالم معها سيتحقق النصر ويندحر الأعداء وستخرج سورية دولة منتصرة متعافية ومحورها الأساس المقاومة وستبقى بوصلتها فلسطين” , مشدداً إلى رفض الاتحاد وإدانته التدخلات الإقليمية والدولية في سورية وجرائم سفك الدماء والتدمير الممنهج لبنيتها التحتية وإلى دعم الاتحاد لسورية وجيشها في حربها للقضاء على الإرهاب وتمسكها باستعادة الجولان العربي السوري المحتل وندعو الشعوب العربية إلى دعم ومساندة سورية في مواجهة الابتزاز والتهديدات الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية ونطالب أحرار العالم ليرفعوا صوتهم عاليا لإدانة الإرهاب والضغط على حكومات بلدانهم ليقفوا موقفا واضحا وصريحا في مكافحة هذه الآفة اللعينة وتعرية مموليه وداعميه.
السيد «أرزوكي مزهود» الأمين العام لمنظمة الوحدة النقابية الأفريقية
أكد أن سورية أرض التاريخ والحضارة والثقافة والمقاومة والصمود والشهامة والعزة والكرامة وأن شعبها يواجه ببسالة أبشع أنواع الإرهاب والمؤامرة الامبريالية وعملائها وقوى ظلامية , مضيفاً بالقول : “جئنا لنضم صوتنا إلى أصوات الأحرار الذين قدموا من أنحاء العالم كافة للوقوف إلى جانب الشعب السوري البطل الذي يحارب الإرهاب الوحشي” , مشيراً إلى أن المخطط الذي يستهدف سورية تم من الجهة نفسها التي تعمل على زرع الفتن والحروب في العالم.
وأضاف «مزهود» : “إن الشعب السوري المتلاحم مع قيادته لم يرضخ ولم ينهزم بل ما زال يحقق انتصارات غيرت مجرى التاريخ وموازين القوى في العالم وهو شعب لم يكتب التاريخ فقط بل يصنعه.. وسورية لم ولن تسقط “ , وأعلن «مزهود» عن تضامنه مع عمال وشعب سورية في نضالهم من أجل وحدتهم والقضاء على الإرهاب والتطرف لإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع الأراضي السورية ورفضه أي تدخل خارجي في شؤونها , داعياً إلى الحل السياسي للأزمة في سورية.
بعد ذلك تم عرض فيلم وثائقي يصور واقع عمال سورية ووقوفهم في وجه الحرب الإرهابية التي يتعرض لها بلدهم , ويناقش المشاركون في الملتقى على مدى يومين التضامن مع سورية في مواجهة الإرهاب وخطر الفكر التكفيري ودور المنظمات والنقابات والإعلام في مواجهته والحصار الاقتصادي كأحد أشكال الإرهاب وانعكاساته على الشعب السوري.
حضر الملتقى عدد من أعضاء مجلس الشعب والسفراء العرب والأجانب ورؤساء المنظمات والاتحادات المهنية والنقابية.
لمتابعة تقرير الوكالة السورية للأنباء المصور .. انقر هنا