يوم السياحة العالمي بـ3 أيام في حلب !!
لم يمر يوم السياحة العالمي على مدينة حلب كغيرها من مدن العالم , فقد عملت وزارة السياحة على إظهار حقيقة حلب كإحدى أعرق المدن السياحية في العالم , خاصة وأن تاريخها وحضارتها انتصرتا على الإرهاب الظلامي ..
قلعة الصمود والتصدي .. قلعة حلب .. كانت في قلب النشاطات المميزة التي أقيمت بمناسبة يوم السياحة العالمي , فلم يكن للسياحة يوماً في حلب , بل مضت جماهير وشباب المدينة وخلال ثلاثة أيام على تنفيذ جملة من النشاطات والفعاليات التي توافد إليها الآلاف من السوريين للمشاركة بها , وكان للشعب الحلبي الصامد في وجه الإرهاب الدولي الدور الأكبر في نجاح هذه النشاطات.
«شهبانيوز» كانت حاضرت إلى جانب جميع الفعاليات والأنشطة التي نفذت وإليكم موجز للنشاطات والفعاليات التي احتضنتها مدينة التاريخ وقلعة الطرب .. مدينة حلب ..
قلعة حلب تنبض بالغناء والفن مع «إياد الريماوي» و«ليندا بيطار»
ضمن برنامج الاحتفالية المركزية لوزارة السياحة السورية بـ«يوم السياحة العالمي» , نظم فريق حلب التطوعي باليوم الأول من الاحتفالية في الـ27 من أيلول لعام 2017 , حفلاً غنائياً على مدرج قلعة حلب , تضمن الحفل أغاني للفنانين «إياد الريماوي» و«ليندا بيطار» , وأكد المهندس «رامي ماردتيني» معاون وزير السياحة خلال تصريحه للصحفيين بأن «الوزارة قررت هذا العام أن تكون حلب مركزاً للاحتفال بيوم السياحة العالمي , حيث تتضمن الاحتفالية العديد من الأنشطة والفعاليات التي تحضننها قلعة حلب ومدينتها , بالإضافة لتأهيل خان الشونة العريق والأثري والذي يعتبر معلم هام وتاريخي للمدينة , وطبعاً برنامج الاحتفالية يشمل جملة النشاطات الثقافية والفنية التي تبرز للعالم أهمية وعراقة وأصالة مدينة حلب التي انتصرت مؤخراً على الإرهاب».
سيدة الأغنية السورية «ميادة بسيليس» تحيي حفلاً على مسرح قلعة حلب
بتاريخ الـ28 من أيلول لعام 2017 .. وضمن فعاليات اليوم الثاني لاحتفالية وزارة السياحة بيوم السياحة العالمي , غنت الفنانة المتألقة «ميادة بسيليس» على مدرج قلعة حلب وووسط حضور جماهيري ورسمي , أغانيها التي باتت تجسد جزءاً من التراث الفني والغنائي السوري , وقد انطلقت فعاليات يوم السياحة العالمي لهذا العام من شعار «السياحة المستدامة أداة للتنمية».
وأعربت الفنانة «بسيليس» في تصريح للوكالة السورية للأنباء عن سعادتها لوجودها وغنائها على مسرح قلعة حلب .. هذه الآبدة التي تحمل كل معاني التاريخ والحضارة والبطولة معاً مشيرة إلى أن «هذه الفعاليات التي تقام في حلب حالياً هي رسالة تحد لكل المتآمرين على سورية نؤكد من خلالها أننا باقون وأن الشعب السوري يستحق أن يعيش بسلام».
وكشفت الفنانة السورية عن تحضيرها للعديد من الأغاني المنوعة التي ستطلقها خلال المرحلة القادمة.
« أنا أحب حلب – I Love Aleppo » ماراثون ألوان وحفلة للأب اليأس
بتاريخ الـ29 من أيلول لعام 2017 .. كانت فعاليات ثالث أيام الاحتفالية المركزية ليوم السياحة العالمي , أن نظمت وزارة السياحة ماراثوناً رياضياً انطلق من شارع فيصل , وصولاً إلى ساحة سعد الله الجابري بمدينة حلب ليتم بعد ذلك تدشين النصب «I Love Aleppo» .. "أنا أحب حلب" الذي كتب بأحرف كبيرة وبألوان مختلفة وذلك احتفاء بيوم السياحة العالمي.
وردد المشاركون في الماراثون هتافات تؤكد حتمية انتصار سورية على الإرهاب وأن الشعب السوري متمسك بخيار الدفاع عن وطنه وإعادة إعماره , وبين وزير السياحة المهندس «بشر اليازجي» في تصريح صحفي خلال مشاركته في الماراثون أهمية هذه الاحتفالية في «إعادة البريق لمدينة حلب بمساهمة شبابها وأبنائها وتلوين شوارعها وساحاتها احتفاء بالنصر الذي تحقق بسواعد أبطال الجيش العربي السوري ودماء الشهداء على قوى الشر والعدوان وقال “هي إشارة إلى أن غمامة الحرب وسحابتها رحلت إلى غير رجعة».
وأضاف الوزير اليازجي إلى أن : «تلوين نصب (أحب حلب) بألوان قوس قزح هو رسالتنا بأننا هنا بتنوعنا وعراقتنا واختلافنا بعيدا عن خلافنا نثبت أننا نحب حلب كل منا من مكانه وعمله وابداعه وتفكيره الواعي والمدرك لحساسية المرحلة وضرورة العمل فيها وعليها لإعادة إحياء حلب وإعمارها» داعياً أبناء سورية وحلب المغتربين إلى العودة لمدينتهم والتمسك بجذورهم الضاربة فيها وجعلها أنموذجا يحتذى به في البناء والإعمار والإبداع.
من جانبه أكد أمين فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي «فاضل نجار» أن ساحة سعد الله الجابري لها رمزية خاصة لدى أهالي حلب لكونها وقفت عصية وصامدة بوجه جميع محاولات الإرهابيين لدخولها وذلك بفضل صمود أبطال الجيش والقوات المسلحة وتلاحمهم مع أبناء المدينة الذين تمكنوا من دحر الإرهاب لتبدأ مرحلة إعادة الإعمار والألق لحلب.
وقد شارك في الماراثون محافظ حلب «حسين دياب» وقائد شرطة المحافظة اللواء «عصام الشلي» ورئيس مجلس المدينة وفعاليات رياضية واجتماعية وشعبية ومن فريق شباب حلب التطوعي.
«خان الشونة» يستعيد حياته بمعرض للحرف والمنتجات اليدوية
وعلى هامش فعاليات الاحتفالية المركزية لوزارة السياحة بـ«يوم السياحة العالمي» , وبرعاية المهندس «بشر يازجي» وزير السياحة وتحت شعار “السياحة المستدامة أداة للتنمية” افتتحت وزارة السياحة بالتعاون مع فريق شباب حلب التطوعي معرضاً للحرف والصناعات اليدوية في «خان الشونة» لما له من رمزية كبيرة لدى الشعب الحلبي , والعبق التاريخي المتأصل لدى الشارع السوري.
وتحدث السيد وزير السياحة خلال كلمته بالافتتاح بـ«أننا نقف هنا الآن .. تحيطنا رهبة المكان .. حيث يرقد القديسون .. من عمّد بالدماء ليس فقط تراب سورية وحجارة قلعة حلب .. درّة التاج ورمز الصمود.. بل من عمّد بالعرق والدماء تاريخ سورية مُخرجاً منه حاضراً مشرّفاً يكتب المستقبل بسطور من نور وفخر وإباء وبطولة» , مبيناً أنه من فوق هذه الأرض التي تقف الكلمات عاجزة أمام قدسيتها.. ننظر إلى حلب المنتصرة.. حلب التي نفضت عن جراحها آثار الدماء ومسحت بدموع الفرح تراب التعب والحرب .. تنتصب واقفة في وجه الهزيمة.. معلنة بدء العمل ..
وأضاف «اليازجي» : «حلب اليوم مجدداً تمد يدها لتمسك بسورية وتمشي نحو الغد الواعد ومن هنا نجد تفعيل دور السياحة في التنمية المستدامة والذي كان هدفاً استراتيجياً للحكومة وأولوية لما بعد تحرير حلب وخاصة أن حلب كانت قبلة الشرق السياحي .. بعراقتها وأصالتها وتاريخها وتراثها وحداثتها.. بانتمائها للإنسانية والحضارة.. كما للحضارة والتحضر» مضيفاً بالقول : «كلنا نحب حلب وكل منا ومن مكانه وبعمله وإبداعه وتفكيره المنهجي الواعي المدرك لحساسية المرحلة وضرورة العمل فيها وعليها.. كل منا يؤدي دوره بالعمل.. مشيرا إلى أنه من صمد هنا وعمل .. ومن قارع الموت ونجا.. ومن غادر مضطراً وتاركا روحه وقلبه معلقة هنا في سنوات حرب مؤلمة.. مضيفا أننا نعض على جراح الفقد والألم ونشد الهمم بالعمل وفاءا منا للتضحيات.. وبقاءاً على العهد بحمل الرسالة ورفع الراية.. إيمانا منا أن من قدم التضحيات.. قدمها لنبني سورية التي يستحق أطفالنا العيش فيها».
بدوره قدم القاضي «فاضل نجار» أمين فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي , تحية إجلال وإكبار لبلدنا الصامدة و لحلب التي نفضت غبار الإرهاب عنها ودارت فيها عجلت الاعمار , مبيناً أن الجميع يدرك دور حلب الاقتصادي لذا تم استهدافها وتقطيع أوصال اللوحة الفسيفسائية الجميلة وحجارة المساجد والكنائس لكنهم دحروا بفضل سواعد أبطال الجيش العربي السوري.
تخلل الافتتاح وقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الوطن ومن ثم النشيد العربي السوري وتكريم لعدد من الشخصيات الرسمية والإعلامية وأصحاب الفعاليات السياحية والمبادرات الشبابية ووسط حضور رسمي وشعبي مميز.
والجدير بالذكر بأن «خان الشونة» يقع في منقطة حلب القديمة التي تعترض لتدمير وتخريب ممنهج على أيدي الغزاة الجدد من جماعات ارهابية وعملاء النظام التركي الذي يسعى لسرقة حلب بتراثها وصناعتها , والخان هو بوابة الدخول إلى أسواق حلب القديمة والمعروف شعبياً باسم «سوق المدينة» حيث يشتهر ببيعه للمنتجات اليدوية والأثرية والتجارية التي تتميز بها حلب , كالزعتر الحلبي ومنها المخصص لبيع منتجات الصابون الأصلي المصنوع من زيت شجرة الغار إضافةً إلى محالٍ تجارية تختص بالحرف اليدوية والبسط والسجاد العجمي.