تحقيقات

تاريخياً .. الجيشين «السوري والمصري» تسببا بهزيمة العدو الصهيوني

ليس بالتاريخ البعيد , وإنما في عصرنا الحالي الذي تشهد فيه المنطقة العربية أزمة صراع مع العدو الإسرائيلي الذي استعان في هذه الأيام بمرتزقة مأجورين لتنفيذ خطته العسكرية بتدمير محور المقاومة ..
عندما نتحدث عن تاريخ الصراع العربي الصهيوني , فإننا نستذكر «حرب تشرين التحريرية» أو ما يعرف لدى المصريين بـ«حرب أكتوبر» , هذه الحرب التي غيرت موازين القوى وكسر أسطورة العدو بمليشياته المزعومة , هذه الحرب التي تعتبر ولأول مرة صنعت بقرار عربي وبخطة سورية مصرية وإدارة عربية مشتركة.
اليوم هو السادس من تشرين الأول , فيه يحيي السوريين والمصريين ذكرى حرب خاضها الجيشين العربيين في مصر وسورية وتمكنت قوى الجيشين منذ الساعات الأولى للحرب من إغراق كيان العدو الإسرائيلي بأزمة وكارثة جعلت اليهود الذين احتلوا فلسطين , يتراكضون للهرب منها بالوقت الذي دوت في مدن فلسطين المحتلة صفارات الإنذار وفاق السكران من سكرته ليرى جيوشاً عربية تضرب بيد من حديد على مستوطناته.
بعد سلسلة من الأحداث المخجلة والمخزية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني , من حرب النكبة إلى النكسة .. فاق العرب بدعوة سورية مصرية لتكون زمام بالمبادرة بيد القائد المؤسس الراحل حافظ الأسد , ليحدد ساعة الصفر .. ومسار دخول القوات .. وتبدأ الحرب على أغان سيدة الصباح «فيروز» وهي وتغني «خبط قدمكن على الأرض هدارة».
كانت إشارة البدء بالحرب , هي إشارة النصر .. لأن العرب سحبوا من العدو الإسرائيلي زمام المبادرة وتحولوا من حالة الدفاع إلى الهجوم .. كانت إشارة النصر من البدء بالحرب .. لأن العرب في أغلب دولهم كانوا ملتزمين مع المسار السوري المصري بالحرب على كيان الاحتلال , فدول عربية أرسلت بقواتها للمشاركة بالحرب , ودول النفط التي تبيع البترول العربي اليوم لدعم التنظيمات الإرهابية .. كانت المبادرة بقطع الإمداد على العدو وحلفائه , ودول أخرى مولت ودعمت مالياً ولوجستياً القرار العربي بالحرب على كيان الاحتلال.
حرب تشرين التحريرية .. كانت حرب شرف وكرامة لأنها وحدة كلمة العرب على أعدائهم , ولولا عملاء الداخل ووكلاء الكيان الإسرائيلي في جسد الأمة العربية , لكان قرار الحرب قراراً منهي لوجود أي كيان غريب في الجسد العربي , ولتمكن الجيشين العربيين السوري والمصري من إزالة كيان الاحتلال من الخارطة وإنهاء الاحتلال , فقد أثبت الحرب قوة وقدرة الجيشين السوري والمصري على الانتصار بوجه أي من الأعداء عندما تكون الوحدة بينهما موجودة , لذلك كان لا بد من إيجاد شرخ بين وحدة الجيشين اللذان باتا يهددان الوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة , وباتا يشكلان خطر على المصالح الأمريكية في المنطقة العربية.
حرب تشرين / أكتوبر .. أعطت للعدو الإسرائيلي درساً قاسياً دفعته لإعادة ترتيب أوراقه , فقد شعر بأن أي محاولة لتجميع الصف العربي سيشكل خطر على وجوده ومصالح داعميه , لذلك عمل على تأسيس اتفاقيات سرية وعلنية مع بعض الأنظمة العربية وقام بدس عملائه وجواسيسه في أغلب الدول العربية , وعمل على تأجيج الرأي العام العالمي تجاه المقاومة .. لأنه يعمل جيداً بأن أي استقرار أو وحدة للشعوب المقاومة سيكون نهاية لاحتلاله الأراضي الفلسطينية وباقي الأراضي العربية.
موجز تاريخي عن حرب تشرين / أكتوبر ..
جرت الحرب في "العاشر من رمضان" والمصادف في الـ6 من تشرين الأول لعام 1973 ميلادي , والتي تعرف عند اليهود الصهاينة بحرب يوم الغفران ( باللغة العبرية : מלחמת יום כיפור ، ميلخمت يوم كيبور) ، وهي حرب شنتها كل من مصر وسوريا على كيان الاحتلال الإسرائيلي , وتعتبر رابع الحروب العربية مع الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب النكبة واحتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948، العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 وحرب النكسة عام 1967 التي احتلت فيها «إسرائيل» شبه جزيرة سيناء من مصر وهضبة الجولان من سوريا إلى جانب الضفة الغربية من الأردن بالإضافة إلى قطاع غزة الخاضع آنذاك لحكم عسكري مصري.
بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973 م الموافق 10 رمضان 1393 هـ , بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على قوات الاحتلال الإسرائيلية ؛ أحدهما للجيش المصري على جبهة سيناء المحتلة وآخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان المحتلة , وساهم في الحرب بعض الدول العربية سواء بالدعم العسكري أو الاقتصادي.
عقب بدأ الهجوم حققت القوات المسلحة المصرية والسورية أهدافها من شن الحرب على كيان الاحتلال ، وكانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى للمعارك ، فعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف وتوغلت 20 كم شرقاً داخل سيناء ، فيما تمكنت القوات السورية من الدخول إلى عمق هضبة الجولان وصولاً إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا.
تدخلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لتعويض خسائر الأطراف المتحاربة، فمدت الولايات المتحدة جسراً جوياً لكيان الاحتلال الإسرائيلي وبلغ إجمالي ما نقل عبره 27895 طناً، في حين مد الاتحاد السوفيتي جسراً جوياً لكل من مصر وسوريا وبلغ إجمالي ما نقل عبره 15000 طناً, وفي نهاية الحرب تم وقف إطلاق النار بعد مماطلات وخداع من جانب الاحتلال الإسرائيلي.
انتهت الحرب رسمياً بالتوقيع على اتفاقيات فك الاشتباك بين جميع الأطراف , حيث قام «أنور السادات» رئيس مصر بزيارة تل أبيب وتوقيع اتفاق السلام مع كيان الاحتلال , ومن أهم نتائجها تحطم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر التي كان يدعيها القادة العسكريين في «إسرائيل»، وتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في 26 آذار 1979، واسترداد مصر لسيادتها الكاملة على سيناء وقناة السويس في 25 نيسان 1982، ما عدا طابا التي تم تحريرها عن طريق التحكيم الدولي في 19 آذار 1989.
لمساهدة التقرير الخاص بالعمليات العسكرية التي نفذت في حرب تشرين / أكتوبر .. انقر هنا

بواسطة
أحمد دهان
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى