سياسية

صراع بين «روحاني» و «ترامب» حول الاتفاق النووي

يبدو أن المراوغة والاحتيال السياسي له نصيب كبير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية برئاسة «دونالد ترامب» الذي يعتقد أنه يجيد اللعب بمستقبل الشعوب حول العالم ..
فلم يمضي الوقت الكافي على توصل الخبراء الأمميين إلى تحقيق الاتفاق النووي مع إيران حتى يعلن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» , "عدم التصديق على التزام طهران بالاتفاق النووي"، دون أن يعلن انسحاب الولايات المتحدة منه , حيث اعتبر إعلان ترامب «تحولاً كبيراً» في السياسة الأمريكية ، وفي كلمة طرح خلالها نهجاً أكثر تشدداً تجاه إيران وبرامجها النووي وصواريخها الباليستية ودعمها المزعوم للجماعات المتطرفة في المنطقة.
وقال ترامب : «بناء على سجل الوقائع الذي عرضته .. أعلن اليوم أننا لا يمكن أن نقدم هذا التصديق ولن نقدمه» ، في تحد للقوى العالمية الأخرى التي وقعته ، مضيفاً أن هدفه هو ضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية , وجدد القول بأن الصفقة مع إيران حول برنامجها النووي كانت الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة.
ورأى أن «إيران انتهكت بنود الاتفاق النووي عدة مرات» ، متابعاً أن «بعض النقاط في الاتفاق النووي تسمح لإيران بتطوير برنامجها النووي وأن الاتفاق أعفى طهران من العقوبات وأعطاها الدعم المالي» , وشدد «ترامب» على أن «واشنطن تسعى لوقف البرنامج الصاروخي الإيراني» ، موضحاً أن الكونغرس سيبدأ العمل لوقف برنامج إيران للصواريخ الباليستية
وتحدث عن تدريب إيران لمنفذي هجمات إرهابية ضد المصالح الأمريكية ، مضيفاً أن «الصواريخ الإيرانية تهدد حلفاءنا في الشرق الأوسط  , وهي أهم ممولي المنظمات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة وطالبان وتنظيمات أخرى».
الرئيس «روحاني» وجه رد حاسماً لـ«ترامب» فهل فهم الأخير الرسالة ؟؟
تصريحات «ترامب» لاقت الكثير من الانتقادات والتي اعتبرت استهداف للشعوب العربية والإسلامية التي تتطلع للتخلص من الهيمنة الأمريكية وتسعى لتطوير خبراتها وإمكانياتها , حيث أكد الرئيس الإيراني الدكتور «حسن روحاني» بأن على الولايات المتحدة الالتزام بالاتفاق النووي، وأن على الجميع قراءة التاريخ بشكل أفضل.
وفي خطابه المتلفز أكد «روحاني» بالقول : «إن أي خطوة من قبل الجانب الأمريكي تشكل ضربة للاتفاق النووي، وهذا الاتفاق غير قابل للنقاش وعلى الجميع أن يلتزم بتعهداته حيال هذا الاتفاق المتعدد الأطراف .. الاتفاق النووي ليس اتفاقاً ثنائياً بين إيران والولايات المتحدة، بل اتفاق متعدد الأطراف».
واتهم الرئيس الإيراني الولايات المتحدة الأمريكية بإثارة المشاكل في منطقة الشرق الأوسط ، وقال: «إن أمريكا التي استخدمت القنبلة النووية وزودت الكيان الإسرائيلي بالأسلحة النووية غير مؤهلة لوقف الانتشار النووي … الولايات المتحدة تلقي القنابل على رؤوس الشعب اليمني المظلوم وتعتدي على المنطقة» , مضيفاً بالقول : «ليس بإمكان الرئيس الأمريكي إلغاء الاتفاق النووي الذي صادق عليه مجلس الأمن الدولي».
وقال الرئيس «روحاني» : «طهران ستحترم الاتفاق النووي وتتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية طالما أن الاتفاق يحقق مصالح البلاد , وخطاب ترامب عبارة عن مجموعة من الشتائم والاتهامات، التي لا أساس لها، ضد الأمة الإيرانية».
موسكو تشدد على تمسكها بالاتفاق النووي مع إيران ..
وفي سياق الصراع الدبلوماسي بين طهران وواشنطن , أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم الجمعة في بيان لها كرد على خطاب الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الذي أعلن فيه عن «عدم التصديق» على التزام إيران بالاتفاق النووي، أن استخدام «لغة التهديد» في العلاقات الدولية أمر غير مقبول ، مشيرةً إلى أن ذلك يعتبر من مخلفات الماضي ولا يتفق مع مبادئ الحوار الحضاري بين الدول.
وأكدت الخارجية الروسية في بيانها أن موسكو تأسف لقرار الرئيس الأمريكي بشأن عدم التصديق على التزام طهران بخطة العمل المشتركة الخاصة ببرنامج إيران النووي، معربة عن أملها في أن هذه الخطوة لن تؤثر بشكل مباشر على سير تنفيذ الاتفاق النووي , وأضافت في الوقت ذاته أن خطوات ترامب لا تتفق مع الاتفاق النووي الإيراني «روحاً ونصاً».
وأشار البيان إلى أن إيران تنفذ بدقة التزاماتها، وهو الأمر الذي تؤكده باستمرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية , وإن خطة العمل المشتركة ساهمت في تعزيز السلام والأمن الدوليين وكذلك تعزيز الشفافية في الشرق الأوسط , مضيفاً البيان بأن «بدلاً من التشكيك في نتائج تنفيذ خطة العمل المشتركة في الوقت الذي تأتي فيه بثمار محددة، فإنه يجب التركيز على تنفيذ ما تحتوي عليه بالكامل , وذلك يصب في مصلحة الجميع».
وأكدت وزارة الخارجية الروسية أنه : «لا يمكن العودة إلى الوضع الذي كان عليه الحال قبل التوصل إلى الاتفاق النووي، مهما كانت قرارات بعض الأطراف المشاركة في الاتفاق» ، مشيرة إلى أنه لا يمكن الحديث عن استئناف أي عقوبات من قبل مجلس الأمن الدولي.

بواسطة
أحمد دهان
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى