من دمشق إلى العالم .. فنانون سوريون في المحافل الدولية !!
الفن السوري بات رسالة إنسانية من الحضارة السورية إلى كل العالم , نقلها فنانو سورية بأمانة وإخلاص .. فكانت لوحاتهم وريشاتهم تعبر عن حسهم وذوقهم الفني , فمن «رائد خليل» إلى «نشأت الزعبي» مسار من الإبداع الفني السوري حول العالم ..
الفنان الكاريكاتيري السوري «رائد خليل» , نال الجائزة العالمية الثالثة في مسابقة «دي جيس» الدولية السابعة في بلجيكا التي حملت عنوان “الإنسان والماء” والتي شارك فيها 325 فناناً من 63 دولة , في حين ذهبت الجائزة الأولى لفنان من الصين والثانية لفنان من سلوفاكيا , بينما وزعت الجوائز الشرفية لفنانين من تركيا وبلجيكا.
ويجسد «خليل» في عمل الذي فاز بالمسابقة , قطرة الماء على شكل ظرف شاي في رسالة واضحة المعالم والدلالات لما آلت إليه حالة الكرة الأرضية من تصحر وجفاف , ليحمل العمل طابعاً تحذيرياً واستشرافياً بأبعاد وقراءات مختلفة.
الفنان السوري «رائد خليل» من مواليد 1973 وهو رسام كاريكاتير في صحيفة البعث وفي التلفزيون العربي السوري , شارك في العديد من المعارض الدولية ونال العديد من الجوائز وشهادات التقدير وهو محرر ومشرف موقع الكاريكاتير السوري ومدير مهرجان سورية الدولي للكاريكاتير منذ انطلاقته.
من دمشق .. «تحية للفنان القدير نشأت الزعبي»
فنانون سوريون من مختلف الأجيال اجتمعوا لتكريم الفنان التشكيلي «نشأت الزعبي» في المعرض والندوة اللذين نظمهما فرع دمشق لاتحاد الفنانين التشكيليين بالتعاون مع المركز الثقافي العربي في أبو رمانة ..
قدم نحو أربعين فناناً وفنانة , 59 لوحة ومنحوتة في المعرض الذي حمل عنوان «تحية للفنان القدير نشأت الزعبي» , حيث جاءت بأساليب وخامات مختلفة من الألوان الزيتية إلى الأكريليك والحفر والطباعة الحريرية , بينما غلب على موضوعاتها الطابع الإنساني إضافة إلى لوحة جدارية قديمة للفنان «الزعبي» والتي جاءت غنية بالرموز وتناولت الإرهاب الذي تنشره أمريكا في العالم وتصدي الشعب السوري بكل مكوناته للعدوان على بلده.
عقب افتتاح المعرض , أقام الاتحاد ندوة حفلت بشهادة العديد من أصدقاء الفنان المكرم , بدأتها الفنانة التشكيلية «رباب أحمد» مديرة ثقافي أبو رمانة بالإشارة إلى أن مسيرة «الزعبي» الفنية تستحضر نصف قرن من العطاء ليكون علامة فارقة في الحركة التشكيلية السورية , كما قدم معاون وزير الثقافة المهندس «علي المبيض» ومدير ثقافة دمشق تكليفاً «يحيى نداف» شهادة تقدير للفنان «الزعبي» من الوزارة تكريماً لإبداعه , حيث ألقى «المبيض» كلمة بين فيها أن «الزعبي قامة فنية تستحق هذه المشاركة اللافتة من فنانين تشكيليين سوريين لتكريمه» , معتبراً أن هذا الحضور دليل على أن سورية بخير.
وتابع جمهور الندوة تسجيلاً مصوراً للوحات نفذها «الزعبي» ضمن مراحل عدة من حياته عكست خصوبة ذاكرته الفنية وقدرته على التصوير ولا سيما للطبيعة وولعه بجسد الإنسان خاصة المرأة , إضافة إلى الحارات القديمة في مسقط رأسه بمدينة حماة ليقدم بعدها الفنان التشكيلي الدكتور «عبد الكريم فرج» شهادته عن المكرم , مستعرضاً خلاله سيرته منذ ظهور موهبته أثناء مرحلة دراسته الابتدائية وحصوله على جوائز وشهادات تقدير وهو لا يزال تلميذا ثم نيله منحة للدراسة بكلية الفنون الجميلة في مصر قبل أن يحصل على الإجازة الجامعية بتقدير امتياز من كلية الفنون الجميلة بدمشق سنة 1964.
ولفت «فرج» إلى حضور التراث في أعمال «الزعبي» منذ مشروع تخرجه في الكلية الذي خصصه للحمام الشعبي في حماة , كما عكست أعماله اهتمامه بهموم ومعاناة الناس فكان رسولاً للإحساس والصدق ورسم عبر ريشته الطبيعة الحية والبشر والحجر , مجسداً الواقع اليومي بصورة بعيدة عن الزخرفة لتدخل لوحاته أفئدة المتلقين بعيدا عن السطحية والتكرار الممل ولا سيما عبر لوحته الشهيرة أبو حنا.
واستعاد الفنان التشكيلي الدكتور «محمد غنوم» خلال مداخلته رأي الناقد الراحل «طارق الشريف» بخصوص تجربة «الزعبي» من ارتباطه بالمنمنمات العربية وبالطبيعة وتسميته له بفنان اللوحة الشاعرية , ثم أشار «غنوم» إلى قدرة «الزعبي» على التشريح وإحساسه العالي في الرسم ولكونه صاحب شخصية واضحة وعاشقة للرموز فان ذلك جعله قادراً على التأثير على جيل فني بأكمله فضلا عن ثقافته الواسعة وتواضعه ومتابعته للحركة التشكيلية السورية رغم سنوات عمره التي قاربت الثمانين.
ورأى الفنان التشكيلي «موفق مخول» أن الفنان «الزعبي» شكل ايقونة فنية رغم غيابه الطويل عن سورية مشيرا إلى أنه لأهميته تم استخدام عدد من لوحاته في الكتب المدرسية بالمنهاج الجديد , وأعرب الفنان الزعبي في كلمته عن شعوره بالامتنان والسعادة الغامرة تجاه زملائه الذين كرموه مؤكدا حرصه خلال سنوات عمره على تتويج عمله الفني بالصدق والإخلاص.