الزاوية الإجتماعية

شهيد الطب السوري الدكتور «محمود تسابحجي» في الذكرى الخامسة لاستشهاده

لم يكن مجرماً ولا صاحباً لتنظيم سياسي أو عسكري , لكنه امتلك مالا يملكه الكثيرون .. من علم وفكر وخبرة طبية تضاهي الخبرات الأوربية والأمريكية , فهل لأجل هذا كانت جريمة خطفه وقتله ؟؟
قام القتلة الإرهابيون بخطفه من منزله وأخذوا سيارته وأغلى ما يملك من أدوات وعدة وتجهيزات ومستلزمات زرع الحلزون للأطفال واعتقلوه لمدة أربعين يوماً , ثم قتلوه ورموا جثته بجانب منطقة الكاستيلو في حلب , فهل سأل القتلة أنفسهم ما فعَّلته أيديهم من جريمة بشعة تطال الحضارة الإنسانية والعلم والطب العالمي ؟
ما هي الجرائم التي ارتكبها الشهيد الدكتور «محمود تسابحجي» حتى يتم خطفه وتصفيته بهذا الأسلوب البشع ؟؟ .. فالدكتور الشهيد كان واحداً من أبرز الأطباء السوريين النادرين في زراعة حلزون الأذن لدى الأطفال وكان أطباء العالم يحجون إلى حلب طلباً للعلم والتدريب على يديه وكسب خبرته .. الدكتور الشهيد شغل منصب مدير مشفى الأسد الجامعي فكان من أبرز الأطباء اهتماماً وجهداً في متابعة الاهتمام بالمرضى واكتسب العديد من الأطباء التلاميذ الخبرة الواسعة منه ومن صلابته وعلمه , فبكوا بكاءً مراً على رحيله فالرحمة لروحه الطاهرة  ..
الدكتور محمود تسابحجي مع طلابه في جامعة حلب
الابتسامة .. كانت معلم واضح على وجهه المريح للناس , فلا يخرج المراجع من مكتب إلا وهو مطمئن بأن مريضه بين أيدي الرحمة , حديثه وتواضعه كان يشعر الإنسان بمدى الاهتمام .. وعندما يجلس مع الأطباء يسكت الكثيرون منهم ليسمعوا كلماته وملاحظاته ..
وقد ذكرت صفحة «هنا حلب» على الفيسبوك مناقب الشهيد الدكتور تقول : «الشهيد كان معروف بعلمه و كرم أخلاقه وروحه المرحة وكان يعد الطبيب الوحيد في حلب وثاني جراح على مستوى القطر الذي يقوم بزراعة الحلزون للأطفال والذي يعيد لهم السمع وعندما كان مدير عام لمشفى حلب الجامعي , كان يقوم بهذه العمليات مجاناً وقد أعاد السمع لمئات الأطفال , لم يغادر وطنه و يترك مدينته في أزمته و أثر البقاء لخدمة المواطنين .. قتلوه لان علمه كان يخيفهم» ..
الدكتور محمود تسابحجي رحل مع العلم والنور إلى ديار الحق
بعد الكشف الطبي على جثمان الراحل تم التأكد من أن الجماعات الإرهابية أقدمت على تصفيته في الـ14 من تشرين الأول لعام 2012 , ليرتقي بذلك شهيداً من شهداء العلم والطب السوري .. فتضحياته بالعلم امتزجت بتضحياته بالدم , إلا أن القتلة لم يعلمون بأن هنالك رجال للحق سيثأرون له ولجميع الشهداء .. فكانت كلمة الفصل لرجال الجيش العربي السوري الذين دحوا بأقدامهم الإرهاب عن مدينة حلب وقتلوا كل من اعتدى على أطبائنا وعلمائنا وشبابنا وأطفالنا .. بأقدامهم دحروا الجهل والظلام والتكفير والوهابية التي أردت النيل من سورية والسوريين ..
كان لنا شرف التعاون مع الشهيد الدكتور «محمود تسابحجي» بالتنسيق الإعلامي لمؤتمر جامعة حلب الطبي الدولي الثاني والذي كان بإدارة الشهيد الراحل , فجذب بذكائه وخبرته الأطباء الأوربيين والعرب .. واستفاد من نصائحه عدد من المشافي الدولي من ألمانيا إلى السويد فعالم العربي .. فهل عرف المجرمون أي جريمة اقترفت أيديهم ؟؟ …

مواضيع ذات صلة ..
جامعة حلب تختتم مؤتمرها الطبي الدولي الثاني والمدير العام لمشفى حلب الجامعي لزهرة سورية لن نقف عند هذا المؤتمر

بواسطة
أحمد دهان
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى